أقامت وزارة التربية و”لجنة جائزة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطية” في “بيت المحامي
في بيروت، احتفالا اعلنت فيه نتائج المسابقة التي نظمتها بدعم من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، وكان عنوانها “الدستور وبناء الدولة” والتي شارك فيها طلاب الصف الثانوي بفرعيه العلمي والادبي للعام الدراسي 2015-2016 والذين ينتمون الى مدارس رسمية وخاصة في شتى المحافظات، وفاز 10 طلاب برحلة تعليمية وتثقيفية وسياسية إلى بروكسيل، أحد مقرات الاتحاد الأوروبي للتعرف على مؤسساته.
حضر الاحتفال وزير الاعلام رمزي جريج ممثلا رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء تمام سلام، ممثلان عن الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، وممثلان عن الرئيسين العماد ميشال عون ونجيب ميقاتي، رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وزير الثقافة ريمون عريجي ووزراء ونواب حاليين وسابقين وممثلون عنهم، اضافة الى ممثلين عن رؤساء الطوائف. كذلك حضرت سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن وعدد من السفراء العرب والاجانب ونائب رئيسة مؤسسة الوليد بن طلال الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة ونقباء المهن الحرة وممثلون عن قادة الاجهزة الامنية وكبار الموظفين والقضاة ورؤساء الجامعات واعلاميون ومدراء المدارس والطلاب المشاركين في المسابقة وذويهم، اضافة الى عائلة الرئيس الراحل بشارة الخوري يتقدمهم نجله الوزير السابق ميشال الخوري.
الخوري
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، أنشدته جوقة الجامعة الانطونية بقيادة ربيع برباري، ثم القى رئيس لجنة “جائزة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطية” حفيد الرئيس الراحل مالك ميشال الخوري كلمة تحدث فيها عن الغاية من منح الجائزة للسنة الثانية على التوالي.
وقال: “لماذا هذه المسابقة مع الطلاب؟ لأننا نراهن عليهم بحيث يشكلون المستقبل، وغدا سيتسلمون زمام الأمور في بلدنا ويصبح مصيرنا بين أيديهم مهما كانت مهنهم أو وظائفهم أو إختصاصاتهم. للسنة الثانية على التوالي، فوجئنا وسعدنا في آن معا، بمستوى إنتماء هؤلاء التلامذة إلى وطن اسمه لبنان. يريدونه خاليا من دمج الطائفة بالسياسة. يريدونه من دون فروقات مذهبية أو مناطقية. يريدونه مبنيا على كفاءات، نظيفا ومنظما، وحاميا لحقوق الإنسان والمجتمع برجاله ونسائه. يريدونه مستقلا يصون الحريات الدينية والإقتصادية والسياسية وحرية الرأي والتعبير. هؤلاء الشباب والصبايا أتوا من كلِ المناطق والمذاهب، ومن مدارس عدة. لا يعرفون بعضهم البعض ولكن، وهذه المفاجأة الكبرى، يفكرون تفكيرا واحدا ويتكلمون بلغة واحدة، كأنهم في حوار وتواصل منذ زمن بعيد. نعم إنهم أنصار الفريق الواحد. وهذا الفريق اسمه لبنان الديموقراطي. هذا هو المبدأ الذي جذب هؤلاء التلامذة للمشاركة طوعا في هذه المسابقة التي كان عنوانها هذه السنة “الدستور وبناء الدولة”، بدون حافز معرفة الجائزة”.
واضاف :”أهداف جائزة بشارة الخوري للتوعية الديموقراطية، أذكر: أولا التعرف الى طريقة تفكير الجيل الصاعد في الظروف الراهنة، وثانيا الاطلاع على المخزونِ المعرفي للطلاب حول اسس بناء دولة ديموقراطية. وثالثا التعرف على مدى إلمام ابنائنا بماهية التركيبة السياسية اللبنانية. ورابعا وليس آخرا: تحريضهم على التفكير النقدي البناء”.
يرق
ثم القى المدير العام للتربية الدكتور فادي يرق كلمة تحدث فيها عن مشاركة الوزارة في اتمام المسابقة في صفوف الطلاب في الثانويات الرسمية، وقال: “ان الانجازات الوطنية والمجتمعية التي تحققت بفعل الرؤيا المستحقة للشيخ بشارة الخوري الرئيس الاول لجمهورية لبنان – الاستقلال هي مدماك اساس قامت عليها مسيرة الحياة لدولة اللبنانية الفتية. ان المديرية العامة للتربية التي رحبت بفكرة المسابقة واحتضنتها واطلقتها في الثانويات الرسمية والخاصة، يعد فيها فريق عمل متخصص وكفوء هذه المسابقة ويعمل وفق معايير اكاديمية وبنظام يماثل آلية اجراء الامتحانات الرسمية من حيث سرية الاسئلة وموضوعية التصحيح وسلامة النتائج”.
الهاشم
وبعد انشودة “طلعنا على الضو” لجوقة الجامعة الانطونية، ألقى نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم كلمة تحدث فيها عن العلاقة بين الدستور وبناء الدولة، وقال: “بين الدستور وبناء الدولة علاقة منطقية. فالدستور وهو القانون الأسمى يعكس إرادة الشعب في العيش بسلام وتعاون فوق أرض معينة. وعندما يتعثر الدستور ولا يعود المرجع الصالح بالإجماع فإن عطلا أساسيا يكون قد أصاب العقد الإجتماعي القائم بين الناس”.
واضاف: “لقد أصابت وزارة التربية ولجنة جائزة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطية في إجراء تنافس حول موضوع الدستور وبناء الدولة. فالدستور اللبناني الذي ولد عام 1926 طرأت عليه بصعوبات بالغة تعديلات تحت عنوان قيام دولة المؤسسات والحق والعدالة ولم تكن هذه التعديلات لتحصل على البارد، بل بعد جولات من العنف السياسي وأحيانا الأمني”.
وقال: “من بين الأسباب التي أدت إلى انفجار الحرب في لبنان عام 1975 التفاوت في الإنماء بين المناطق. ومن بين الأسباب الموجبة لتعديل الدستور في الطائف عام 1990 تحقيق الإنماء المتوازن وقد نصت عليه صراحة مقدمة الدستور. كذلك نص الدستور بوضوح على ضرورة تحقيق اللامركزية الإدارية لتتحقق فعلا الشراكة في إدارة الوطن ويتحقق فعلا الإنماء المتوازن بين المناطق. ان بين اللامركزية الإدارية والبلديات علاقة عضوية فقانون اللامركزية يجعل الناس أسياد قرارهم الإداري. ينتخبون مجالس الأقضية ويراقبون مصير الضرائب التي يدفعونها ويحددون أولوياتهم الإقتصادية والإجتماعية. اللامركزية الإدارية تتيح للوحدات المناطقية والسكانية التي تنشئها ان تتولى بنفسها الجباية والنفقات فتعود معالجة النفايات من اختصاص البلديات وكذلك معالجة الصرف الصحي وحماية الثروة الحرجية وضبط الصيد والإهتمام بالشؤون البيئية”.
وتابع: “من هنا تبرز عند كل استحقاق خلافات ذات أبعاد دستورية خطيرة ولذلك فإننا في نقابة المحامين في بيروت، نرى أنه من الضروري أن تتحاور القوى السياسية اللبنانية حول الدستور نفسه فتجري له قراءة شاملة بما نفذ وما لم ينفَّذ وتخلص إلى الإصلاحات الضرورية لمواكبة العصر بدولة قوية بدستورها ومؤسساتها”.
لاسن
ثم ألقت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن كلمة عرضت فيها لدور البعثة في دعم المسابقة وتقديم جوائزها للفائزين الذين هنأتهم وأعربت عن اعجابها باهتمامهم، على الرغم من صغر سنهم (16-18 عاما)، بالعمل الاكاديمي حول الديمقراطية وبناء الدولة، وبقدرتهم على تخطي الامتحان الصعب. ولفتت الى ان الديمقراطية في لبنان باتت امرا مفروغا منه، وقد ساهم الرئيس بشارة الخوري في الوصول الى هذا الهدف، من خلال تكريس حياته للدفاع عن الاستقلال والديمقراطية في هذا البلد. واذ ذكرت ان لبنان يمر بفترة صعبة ادت الى فراغ منصب الرئاسة لسنتين وارجاء الانتخابات النيابية مرتين، اكدت ان الانتخابات البلدية التي تجرى حاليا هي مصدر فرح كبير وبمثابة احتفال للديمقراطية”.
وأبدت سرورها لان بروكسل ستستضيف الفائزين بجائزة بشارة الخوري، وسيتمكنون من معاينة طريقة العمل المعقدة للديمقراطية، مذكرة بأن اعلان “شومان” منذ 66 عاما اطلق عملية الدمج الاوروبي في العام 1950، والتي سمحت في ما بعد في تحقيق السلام بين دول حاربت بعضها ابان الحرب العالمية الثانية.
وأملت في ان تؤدي الزيارة الى بروكسل الى حث الفائزين بجائزة بشارة الخوري على مواصلة دراستهم وتعميق ابحاثهم عن الديمقراطية وبناء الدولة، لان لبنان بحاجة الى هذا الامر، كما انه بحاجة اليهم.
وشكرت لجنة بشارة الخوري ووزارة الثقافة والتعليم العالي على اطلاقهما هذه المبادرة، وقالت: “ان هذه هي بالفعل القيم التي نحتاجها لتشجيع الشباب على اظهار اهتمامهم بهذه المواضيع والقيم التي تشكل اساسا لمجتمعاتنا”.
شلالا
وبعد اغنية “راجع يتعمر لبنان” قدمتها جوقة الجامعة الانطونية، ألقى عضو اللجنة المنظمة المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا كلمة قال فيها: “على اسم الشيخ بشارة الخوري اجتمعنا اليوم، في احتفال يكرم الديمقراطية، ويضع خيوطها بين يدي طلاب لبنان، لينسجوا بها عباءة المستقبل. احتفال بجائزة تختصر روح لبنان الأصيل التي أرساها الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح، وأسسا من خلالها رسالة هذا الوطن الصغيرِ التي تطال بإشعاعها العالم. وكم نفتقد في هذه الأيام، ونحن نعيش الفراغ الرئاسي، وتدهور عمل مؤسسات الدولة، والصراعات السياسية المتفجرة، ما كان يمثله الرئيس بشارة الخوري ورجالات لبنان الكبار الذين حملوا أمانة رسالته. لكن الأمل يحدونا بأن ينقذ جيل جديد يمثله هؤلاء الطلاب الحاضرون بيننا، الأسس التي بنيت عليها دولة لبنان، والحضارة العريقة التي جاء منها الوطن الذي أعطانا الحياة”.
ثم اعلن شلالا نتائج المسابقة التي فاز فيها كل من: غيدا محمد فقيه من ثانوية البازورية، ميساء نبيل بيضون من ثانوية البازورية في الجنوب، علي شحادة من ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، عماد جابر من ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، نجاح وليد علاء الدين من ثانوية كترمايا في اقليم الخروب، كارن حنا يعقوب، اندريا اندره غاريوس، كريستبال ناجي الزيناتي وجو جوزف الياس (جميعهم من ثانوية مار يوحنا في العقيبة)، رونا رفيق فياض من ثانوية العرفان في صوفر.
وتسلم الطلاب العشرة جوائزهم وهي عبارة عن رحلة تعليمية وتثقيفية وسياسية إلى بروكسيل، أحد مقرات الاتحاد الأوروبي للتعرف على مؤسساته. ثم التقطت صورة تذكارية.
وشكر شلالا باسم اللجنة المدير العام لوزارة التربية وفريق العملِ الذي يعاونه، ومدراء المدارس الرسمية والخاصة على الدعم والتعاون والتجاوب الذي لقيته اللجنة ما مكنها من انجاز هذه المسابقة التي بدأ العمل على تنفيذها في مطلع السنة الدراسية. كما شكر رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة السيدة كريستينا لاسن على الدعم الذي قدمته للجنة والمحامي الدكتور غالب محمصاني الذي اشرف على جميعِ مراحلِ المسابقة الخطية والشفهية وعلى مضمون الاسئلة. كذلك شكر نقيب المحامين الاستاذ انطونيو الهاشم واعضاء مجلس النقابة ولجنة البروتوكول فيها على استضافة الاحتفال وتوفير التسهيلات اللازمة لنجاحه.
يذكر انه في اطار تنظيم المسابقة، تم الاتصال بالمدارس الرسمية والخاصة لاختيار مرشحين اثنين من كل مدرسة من طلاب الصفوف الثانوية النهائية. وبعد الاختيار فاز ستة وستون طالبا في الامتحان الخطي نالوا جميعا شهادات تقديرية وهدية تذكارية، وانتقل أربعة عشرة منهم الى الامتحان الشفهي. وتمحورت الاسئلة حول موضوع الدستور وبناء الدولة، وفق المحاور الاتية: تكريس السيادة الشعبية، اسس الدولة، وتعزيز المواطنية. وفي نتيجة الامتحان الشفهي فاز عشرة طلاب بالجائزة.