طنية – أقام سفير فرنسا ايمانويل بون عشاء لمناسبة اطلاق “حلقة أصدقاء الثقافة الفرنسية” حضره الوزراء السابقون ميشال اده، عدنان القصار، موريس صحناوي، ريمون عوده، رئيس غرفة الصناعة والتجارة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، نعمة الله افرام، سعد الازهري واركان السفارة الفرنسية وعدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية
استهل الاحتفال بكلمة لبون قال فيها: “انه من دواعي سروري أن أرحب بكم في قصر الصنوبر. مكان مهم من تاريخ لبنان، استضاف أحداثا متنوعة من جوانب الصداقة الفرنسية اللبنانية: بل هو مكان للمداولات السياسية والاجتماعات الاقتصادية وهو أيضا، في الكثير من الأحيان كهذه الليلة دار للثقافة. ولقد أشرت عن قصد الى دور الثقافة. وكان وزير الثقافة العظيم، أندريه مالرو، أوكل لهم مهمة طموحة، وأطلق النداء التالي: “لقد بدأت المعركة الفكرية الكبيرة في قرننا هذا. ويدعو هذا الدار كل واحد منكم للمشاركة إذ أن الثقافة أصبحت مجتمعا للدفاع عن النفس وأساس الخلق والتراث والنبل في العالم. “كل واحد منكم”، “خلق”، “الدفاع عن النفس ونبل العالم”: هناك في اعتقادي، في ثلاثي أندريه مالرو، الأسس الثلاثة التي يمكننا أن نبني عليها معا دائرة من أصدقاء الثقافة الفرنسية: الشراكة والجرأة والرؤية
أضاف: “شراكة، لأن الشراكة الفرنسية-اللبنانية الثقافية واضحة وهي ترتكز على الأسس الثلاثة بين بلدينا. أولا، الثقافة هي المركز لهوياتنا. بلد الذاكرة والتقاليد، تتمسك فرنسا ولبنان بالحضارات القديمة ويحمل البلدان ثمارها. وقد ترجم شارل حلو ذلك باحتفاله ب”لبنان يقف على الجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وهو المكان الذي يوجد فيه روح، وتتلاقى على أرضه الثقافات. أما بالنسبة لدور الثقافة في هوية فرنسا، أشار فرناند بروديل أن “هناك انتصارا دائما في الحياة الفرنسية، وهو الانتصار الثقافي لتشع الحضارة
وتابع: “استنادا إلى ثقافتينا نشأت الصداقة بين بلدينا. من أرز ألفونس دو لامارتين ومن الشرق لكاميل سان ساينز الى باريس ابراهيم معلوف، استثمر الحوار كل الفنون والآداب. وقدم اللبنانيون والفرنسيون روحا للفن، وكأن البلدين ينظران الى بعضهما بالمرآة. الجرأة كما قال أندريه مالرو اذ أن لا يمكن لفرنسا أن تكون أكثر عظمة الا عندما تحاول أن تجسد هذه العظمة لمصلحة غيرها. والرؤية لأننا مقتنعون بأنه ليس هناك من عمل ثقافي من دون رؤية للعالم. فمن خلال الثقافة نعزز صورة لبنان الرسالة. هذا قلب علاقتنا اذ أن لبنان الرسالة يشكل رسالة فرنسا بالتحديد، ومن خلال التعليم والخلق ندافع عن نموذج مبني على الكرامة والحرية ودولة الحق
وختم: “بوجه داعش في تدمر تقف الحفريات الأثرية لموريس دونان في جبيل. ويعارض تنوع فيروز وابراهيم معلوف بالمشرق الحرب الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وتقف بوجه الاضطهادات وحروب الحضارات فسيفساء من الشعوب والأقليات الدينية وتلك المدن القديمة حيث تختلط الكنائس والمساجد، وتلك اللغات الخصبة والمتجددة. وفي مواجهة تفتيت العالم، وضد الوجود الهمجي نحن بحاجة الى شفعاء ووسطاء ومبدعين، اذا الشراكة والعمل الثقافي
وكان برنامج موسيقي احيته السوبرانو كارولين سولاج رافقها على البيانو ارمين كيتشيك اضافةالى ثلاثة موسيقيين من معهد غسان يمين للفنون
والحلقة هي مبادرة أطلقتها السفارة بهدف إرساء نظرة مستقبلية على العمل الثقافي في لبنان، فالفنون والثقافة في قلب علاقة الصداقة والاعجاب المتبادل التي تجمع فرنسا ولبنان. وفي هذا الاطار تسعى الحلقة الى ان تكون حلقة شراكة تجمع أهم رعاة البرامج الثقافية والفنية في لبنان وستشكل حلقة عمل ثقافي فاعل تنوي من خلاله استقبال احداث حصرية باستمرار