شبح الهجرة يطوف فوق لبنان بعد سلسلة من الأزمات منها الصحية والاقتصادية
في حين ان شعبه يغرق  بالمشاكل مع انهيار سعر الليرة اللبنانية والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وإحتكار الأدوية والبنزين والمازوت،
ومع ذلك يتمسك اللبناني بأملٍ ما…تارة يعتبر ان هذا الأمل يبدأ بحكومة جديدة وطوراً يجد ان الحل بتغيير كل من في السلطة ومحاسبة من سبق واستلم حكم البلد لسنين مضت لسوء الادارة ومنهم من يعتبر ان المشكلة مع الخارج تكمن بأن اهل السلطة لم يسلموا لبنان على طبقٍ لهذه الدول .

وسط إختلاف الآراء والمشادات والمصائب، الشعب اللبناني ضحية ووسيلة وفي الحالتين هو يغرق وجيل الشباب يختار الهجرة كسبيل للخلاص. امام هذا الوضع الرديء والخطر لم يعد الوسط الفني مهتم فقط باعمال فنية لا تحاكي احياناً المجتمع بل أصبح كل مواطن لبناني على اختلاف مهنته واختصاصه معني بما يمر به بلده
وبإتصال مع نجم الدراما اللبنانية والسينما الممثل بديع ابو شقرا، أول من حمل علم وحلم لبنان ونزل للمشاركة بالمظاهرات دفاعاً على حقوق المواطن المهدورة، سألناه لماذا برأيه الشعب صامت ويتأقلم مع الظروف المخيفة؟ أكد أبو شقرا ان للرفض والانتفاضة وجوه عديدة وأشكال مختلفة ولا تختصر فقط بمظاهرة فيها الملايين، اللبناني ينفجر سواء بدراسات اقتصادية ينشرها، او مواجهات بأكثر من قطاع والدليل ان اهل السلطة مرتبكين يحاولون امتصاص غضب الناس بطرح حلول مؤقتة سريعة للمماطلة. وعن امكانية تشكيل حكومة منقذة لما نمر به، اعتبر بديع ابو شقرا انه بحكومة او من دونها لا حلول قريبة الأمد طالما ان النظام بأمته لم يتغيّر. وهو لا يجد ان هناك حكومة قد تبصر النور قريباً وان حصل ذلك فستكون شكلية وغير فعالة. وحين سألناه لماذا على الفنان ان يتكلم بالسياسة ويشارك بالمظاهرات، هو الذي يملك قاعدة شعبية كبيرة وبكلامه وتصاريحه وتصرفاته يؤثر بشكل ملحوظ على متابعيه خاصة من الجيل الصاعد؟ اوليس لكل امرء مجاله ؟ تمسك بديع ابو شقرا بفكرة انه مواطن قبل أي اختصاص او مهنة يمارسها وله حرية التعبير عن آرائه وروح الوطنية تأتي قبل أي عمل وعليه بالمطالبة بأدنى حقوقه كمواطن لبناني. وفي سياق الحديث عدنا بالذاكرة للمرحلة التي هاجر فيها بديع أبو شقرا لبنان وابتعد عن الوسط الفني، متوجهاً مع عائلته الى كندا قبل ان يعود ويتربع من جديد على نجومية نجح بالحفاظ عليها رغم كل التقلبات المهنية، فسألناه هاجرت وحصلت على الجنسية الكندية في حين ان الوضع اللبناني كان أفضل من الآن فما الذي يمنعك اليوم من السفر من جديد والعيش في الخارج حتى تمر اخطر مرحلة على تاريخ لبنان ؟ رد بإصرار ان فكرة الهجرة ليست  مطروحة اطلاقاً وان ما يمر به لبنان رغم بشاعته هو مرحلة مؤقتة قبل الانفراج والحل آتٍ لا محال . وعن رسالته للمهاجرين قال انه يدعو الجميع للتمسك بوطنهم لانه وعلى مر السنين تبيّن ان الإزدهار يأتي بعد الانهيار وهذه فرصة اللبنانيين للتغيير، معتبراً ان المغترب يستطيع من حيث هو ان يساعد اهله وابناء وطنه على ان يؤمن اللبناني ببلده وبأنها محنة وستزول
متمنياً ان لا يقبل المواطن اللبناني بالرشاوة التي تقدم له للعض على جراحه
يذكر ان الممثل بديع ابو شقرا كان قد قدم عرض مسرحي غنائي لاغاني الاحزاب اللبنانية في خطوة فريدة من نوعها جمع فيها تاريخ الحرب في لبنان على مسرح «تياترو فردان» منذ ٤ سنوات في تجربة غنائية جمعت كل الطوائف والآراء السياسية بحيث اختار   أغنيات كان يؤدّيها مناصرو الأحزاب اللبنانية ومقاتلوها على الجبهات خلال الحرب الأهلية، كالقوات اللبنانية، والحزب الإشتراكي، والكتائب، والحزب الشيوعي، وحركة أمل، والمرابطون، وحرّاس الأرز، والحزب القومي والتيار الوطني الحر وتعاون فيه مع المؤلف الموسيقي ريان الهبر وعدد من العازفين أبرزهم أسامة الخطيب وفخاض أبو شقرا
تجربة العمل الموسيقي المسرحي شبه التوثيقي هذه، دليل اضافي انه ليس بجديد على بديع أبو شقرا تلك النزعة الوطنية. بدورنا نتمنى ان لا تطول المرحلة الراهنة على لبنان، وكل وجه معروف امام مسؤولية كبيرة في تصاريحه الوطنية فالانهيار كبير والأمل…صغير