مع اقتراب نهاية العام الجاري وإستقبال عام جديد يعبر معظم اللبنانيين خاصة ودول العالم عامةً عن إستيائهم من هذه السنة ! فمنذ يناير ٢٠٢٠ و فيروس كورونا يزداد انتشاراً هذا الوباء الذي غير نمط حياة الناس ولم يفرّق بين المشاهير، أهل السياسة، رجال الدين وشعوب العالم انما جاء الفرق بين ردات فعل كل هذه الفئات فمنهم من سارع بإعلان اصابته متمنياً على من خالطه توخي الحذر والتأكد من خلال الفحص المختبري والتزام الحجر الصحي ومنهم من التزم الصمت حتى شفائه الا انه اتصل بكل من التقاهم في الأونة الأخيرة وحذرهم و جزء آخر تم تأكيد اصابته بعد وفاته أما من أراد لفت النظر فإدعى المرض لتفضحه الأحداث لاحقاً
وقد تناولت المواقع والمنصات الإلكترونية أخبار عديدة حول مصابي كورونا سواء كانوا من وجوه معروفة ام لا . إلا اننا نرفع القبعة لكل من لم يستغل هذه الجائحة لينال إهتمام أهل الصحافة بهدف إثارة الضجة وصنع هالة من لفت النظر حوله لمزيد من الشهرة الزائفة
وقد فوجئ المتابعون للوسط الفني، بعديد من الوجوه المعروفة من مختلف الميادين الذين أصيبوا بفيروس كورونا، لكنّهم لم يكشفوا عن إصابتهم إلا بعد تعافيهم وانتصارهم عليه وذلك لأنهم إعتادوا على نيل اهتمام أقلام الصحافة من جراء أعمالهم الفنية الناجحة والمتميزة وليس بسبب احداث شخصية شاء الرب والحمدالله ان تكون عابرة .
من بين هؤلاء المشاهير الفنان عاصي الحلاني وأسرته، وقد كشف أمرهم نجله الفنان الوليد الحلاني، الذي أكّد أنهم أصيبوا بالكامل بفيروس كورونا، ولكنهم تعافوا منه، موضحاً أنه هو سبب نقل العدوى لهم بعد سفره لإحدى الدول التي تشتهر بارتفاع عدد الإصابات بها، وفور عودته تبيّنت إصابته بالفيروس، وتوالت الإصابات بين أفراد العائلة. وكان قد كشف عن الأمر في اتصال هاتفي نقل على الشاشة مؤكداً انهم كانوا تواصلوا مع جميع المخالطين ليأخذوا الحيطة والحذر. يذكر ان عائلة الحلاني كانت قد اعتذرت عن الظهور في مقابلات عديدة اثناء اصابتها بالكورونا والتزمت الحجر طيلة فترة المرض
وأيضا هذه حال الممثل نيقولا معوض، الذي أكد خلال لقاءاته التلفزيونة التي أجراها على هامش فعاليات الدورة الماضية لمهرجان “الجونة السينمائي”، إصابته بفيروس كورونا، موضحاً أن التجربة كانت صعبة جداً وطالب الجميع بتوخي الحذر والالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية، وعن سبب إخفائه خبر إصابته قال نيقولا: “أنا أكيد بحترم وبقدر الناس اللي بتقول عن إصابتها، ومش بس عن كورونا لكن أنا كتير قصص في حياتي ما بطلع فيها على السوشيل ميديا”. الا انه كان قد تواصل مع كل من خالطهم ليحذرهم
اما في صفوف أهل الصحافة و الإعلام أصيب المخرج والإعلامي سام سعد بفيروس كورونا وكانت نتائجهه وخيمة إذ إضطر لوضع جهاز الأكسجين بإنتظام ومع ذلك صورّ حلقة برنامجه الميلادية بشكل طبيعي بحيث كان يزيل الجهاز ويقدم فقراته دون ان يوضح اي شيء للمشاهدين وحين يتعب يتوقف عن التصوير يضع الجهاز حتى ينتظم الأكسجين ثم يستكمل التصوير . تفاقمت حالته و عانى من صعوبة بالغة في التنفس. ومع ذلك قدم الحلقة كاملة الا ان الشيف ريشارد تأثر بما مر به صديقه فكشف عن المعانات التي سببها الكورونا في جسم الاعلامي والمخرج سام سعد متمنياً عرض كواليس تصوير تلك الحلقة الميلادية بهدف التوعية ثم نشر فيديو يظهر فيه كيف تم تصوير الحلقة وكيف تعقدت عملية التنفس، مما سبب انخفاضاً في مستويات الأكسجين في جسم سام سعد فأثار بلبلة الا انه وبعد ان وضع لمدة القناع ذات فتحات تهوية تسمح بدفع الهواء إلى الرئتين شعر بتحسن وأنهى التصوير. سجل بعدها سام سعد فيديو شرح فيه عن اصابته بالفيروس وانه تخطى تلك الأزمة الصحية مشيراً ان سبب تكتمه عن الامر كان بسيطاً اذ ان ما يمر به اللبنانييون من مصاعب ومشاكل في البلد أهم من التحدث عن الوعكات الصحية التي قد يمر بها أي إنسان ومع ذلك عاد وسمح بنشر تفاصيل تصوير تلك الحلقة بعد شفائه وعن سؤالنا عن السبب علق انه عسى ولعل ان يكون قد فهم البعض ان الإيمان والصلاة والنضال هم السبيل الأنسب للشفاء. لأن العامل النفسي يشكل نصف العلاج وهو أبى الا وان يستمر بحياته بشكل طبيعي ارغم تجربة الكورونا الصعبة.
مع نهاية عام ٢٠٢٠ نتمنى ان ينتهى الوجع والقلق والوباء على أمل ان تحمل سنة ٢٠٢١ الأمل والمسار الصحيح نحو الإزدهار. وفي زمن لم يعد مقبولاً فيه الإستخفاف بذكاء المشاهد او القارىء ننصح أهل الوسط الفني الإبتعاد عن الإشاعات والتركيز على أعمالهم الفنية المفيدة لتطوير المستوى الفني اللبناني خاصةً. أعياد مجيدة للجميع، وعودة انتاجية مفيدة ان شاء الله