دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الاصغاء الى صوت الشباب، معرباً اسفه عن ان هناك “من لا يعنيه صوت الشعب ويعرقل مسيرة النهوض لمكاسب واهداف خاصة
كلام الراعي جاء خلال افتتاح أعمال دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك حيث استهل كلمته بالقول: ” شباب لبنان وشعبه انتفضوا، بعد طول صمتٍ، وربَّما لإحباطٍ أو إهمال، إنتفاضةً تاريخيَّةً، تجاوزوا فيها الانتماء الطَّائفيَّ والمذهبيَّ والحزبيَّ، واصطفُّوا تحت راية الوطن”، لافتاً إلى “أن الشعب أظهر للجميع أن الإنتماء بالمواطنة يفوق كلّ انتماء آخر وعاد بنا بعد مئة سنة إلى القاعدة الأساس التي قام عليها النظام اللبناني وهي الإنتماء بالمواطنة لا بالدين فكان لبنان استثناء لجميع البلدان المحيطة ونموذجاً
وأضاف: ” فلا بدَّ من تهيئة كوادرهم لهذه الغاية. بواسطة وسائل التَّواصل الرَّقميّ هذه “تنقل الكنيسة إليهم وإلى جميع النَّاس الحقيقة، أساس كلّ كرامةٍ بشريَّةٍ، وتنشر معها القيم الرُّوحيَّة والخُلُقيَّة التي تتيح لكلّ واحدٍ وواحدةٍ منهم أن يتصرَّف يوميًّا باستقامة، ويُنمّي شخصيَّته في مختلف أبعادها”. على هذه الأسس ينبغي بناء كوادر المستقبل
وتابع: ” لقد قال الشَّباب والشَّعب كلمتهم بشكلٍ حضاريٍّ وبصوتٍ واحدٍ: إنَّهم فقدوا الثِّقة بالقادة السِّياسيِّين، ويُريدون وجوهًا نظيفةً معروفةً بأخلاقيَّتها وقدراتها وكفاءاتها وإنجازاتها، لإخراج البلاد من أزمتها الإقتصاديَّة والماليَّة المنذرة بالانهيار. طالبوا بحكومةٍ حياديَّةٍ متحرِّرةٍ من السِّياسيِّين والأحزاب، لكي تستطيع إجراء ما يلزم من إصلاحاتٍ في الهيكليَّات والبُنى، ومكافحة الفساد وضبط المال العامّ
واضاف: “من المؤسف جدًّا أنَّ هناك من لا يعنيه صوت الشَّباب والشَّعب وانهيار الدَّولة فيعرقل مسيرة النُّهوض لأهدافٍ وأغراضٍ ومكاسب خاصًّةٍ. فنقول لهم بإسم الشَّباب والشَّعب: لا يحقّ على الإطلاق رهن مصير الدَّولة، بكيانها وشعبها ومقدِّراتها، لمصلحة شخصٍ أو فئة، مهما توهَّموا أنَّهم أقوياء وراسخون. فلا أحد أقوى من الشَّعب وشبابه ليزدري بهما
وفي سياق مختلف وعلى صعيد المدارس، رأى الراعي ان ” مئات الألوف من الشَّباب يُهيِّئون مستقبلهم على مقاعد مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا الفنيَّة”، وبناء عليه دعا المدارس الى ترشيد الانفاق كما دعا الدولة الى مساندة المدارس
وقال: ” ندرك ما تمرّ به المدارس والجامعات من صعوباتٍ ماليَّةٍ بسبب فقر شعبنا، فإنَّها مدعوَّةٌ لترشيد الإنفاق والابتعاد عمَّا هو كماليّ، ولو كان ضروريًّا، ولتجميد الأقساط هذه السَّنة، ومطالبة الدَّولة بدعم الأهالي في تحمُّل جزءٍ من الأقساط صونًا لحريَّة التَّعليم