زار الرئيس البلغاري رومين راديف وعقيلته والوفد الرسمي والاعلامي المرافق، القصر البلدي في الحازمية حيث كان في استقباله رئيس واعضاء المجلس البلدي والنواب آلان عون وبيار بو عاصي ود. فريد بستاني، اضافة الى محافظ جبل لبنان محمد المكاوي، وحشد من موظفي البلدية وخريجي الجامعات البلغارية وأبناء الجالية في لبنان ومخاتير، وقد ازدان مبنى البلدية بالاعلام اللبنانية والبلغارية، في ظل مواكبة امنية من الحرس الجمهوري وجهازي الشرطة والحراس في بلدية الحازمية

استعرض الرئيسان ثلمة من الشرطة والحرس على مدخل البلدية، على وقع النشيدين اللبناني والبلغاري، وتوجها مع عقيلتيهما الى داخل القصر البلدي على نغمات نشيد الحازمية

الرئيس جان الياس الأسمر

افتتح رئيس المجلس البلدي في الحازمية اللقاء قائلاً “استضافتكم في هذا القصر البلدي ليست بالحدث العادي، بل تتعداه لتستحق الوصف التاريخي لانها تزيدنا فخرا واعتزازا، فقد دشن هذا المقر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في العام 2013، وها انتم اليوم الرئيس الاوروبي الاول الذي نتشرف باستقباله في مدينتنا الحازمية، بلدة وبلدية مخاتير وجمعيات، آملين ان تحظى مدينتنا يوما بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون

أضاف: “أردنا للحازمية دورا رياديا في الثقافة والعلم والفن والاقتصاد فاخترنا لها شعارا خطوة نحو الغد، وها هي اليوم قبلة أنظار كبار المستثمرين في لبنان والشرق الاوسط، ومركزا لاهم المشاريع العمرانية والتجارية، ومنزلا لكبار رجال السياسة والعلم والاقتصاد والفن والاعلام، وحاضنة لعدد كبير من السفارات والمؤسسات العالمية وعلى رأسها السفارة البلغارية التي نفخر ونعتز بوجودها في مدينتنا وبالتعاون الدائم والفعال مع اركانها

وتوجه الى السفير البلغاري بالقول: “نفخر دوما بالتعاون مع سعادتكم ومع فريق عملكم المميز بجهده ومثابرته، والذي ينقل الينا اجمل صورة عن بلدكم العزيز ويسعى بكل ديناميكية لاستقطاب المستثمرين والسائحين لبلدكم الحبيب. بين لبنان وبلغاريا الكثير من التشابه، فبلدانا متأثران بالثقافتين الشرقية والغربية، ويضعان العائلة في مرتبة عالية، ويحافظان على الدين والتقاليد وعلى الفولكلور الذي لا يزال حيا وينقل من جيل لجيل. ولعل اكثر ما نتشارك به هو الامثال والاقوال المأثورة الواردة الينا من الثقافة البلغارية، وبها اختم قائلا: الحياة سلم البعض يصعد درجاته والاخر ينزلها. ونحن في الحازمية عاهدنا انفسنا وشعبنا ان نبقى دوما في طريق الصعود نحو القمة وما بعدها

وختم: “من الحازمية قلب لبنان النابض محبة وتطورا، نشكر لفخامتكم قبول دعوتنا للقاء اركان الجالية البلغارية في مدينتنا، ونحملكم يا فخامة الرئيس الى بلغاريا بدولتها وشعبها، كل المحبة والتقدير وهدية عبارة عن خشبة من ارز الرب رمز لبنان وقلب علمه، فيها كتاب النبي لجبران خليل جبران الفيلسوف اللبناني العالمي الاشهر في القرن الماضي. عشتم عاشت بلغاريا متطورة صعودا نحو القمة، عاشت الحازمية مدينة التطور والعراقة

الرئيس البلغاري

بدوره، قال الرئيس البلغاري: “اسمحوا لي اولا ان اوجه شكري لرئيس بلدية الحازمية جان الاسمر على اتاحة هذه الفرصة لنستفيد ونجتمع في هذا اللقاء المؤثر. لقد كان اليوم حافلا ومثمرا بالنسبة لي وللوفد المرافق. فقد أجرينا في الصباح محادثات مثمرة مع فخامة الرئيس ميشال عون، ومع رئيس البرلمان نبيه بري، وانا قادم الان من محفل رجال الاعمال البلغاري اللبناني الذي اعتقد انه سيكون ناجحا جدا، وسأتابع لقاءاتي بعد قليل حيث سأجتمع مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. لكنني اود ان اقول بكل صراحة، ان لقائي واجتماعي معكم كمواطنين واصدقاء بلغاريا هو اكثر ما اثر في، وكنت انتظره بفارغ الصبر. واؤكد ان لا حدود للصداقة خصوصا وان بيننا تاريخا مشتركا على مدى الاف السنين، ونحن نتقاسم الاهداف والقيم المشتركة الحريصة على مستقبل شعبينا، لكنكم باجتماعكم هذا تمثلون جسرا حيا بين لبنان وبلغاريا

أضاف: “نعود بسرور الى الوراء حين كان عدد الطلاب اللبنانيين في بلغاريا اكبر بكثير من اليوم، وبعضهم بقي فيها وهم حاليا من الاطباء والخبراء والاخصائيين، ويمثلون رمزا للموهبة وحب العمل والتوفيق. وبالطبع لقد عاد معظم هؤلاء الطلاب الى لبنان، ويسرني ان أرى العدد الكبير من العائلات السعيدة ولا سيما الاطفال الذين رأيناهم وهم خير دليل على العلاقة المتينة التي تربط شعبينا. ومن واجبنا نحن الكبار في السن ان نعمل على توفير الظروف التي تتيح لهؤلاء الاطفال ان يعتبروا انفسهم مواطنين لبلغاريا وللبنان على حد سواء، وعليهم ان يتحدثوا بالعربية في لبنان وان يعرفوا أمجاد وطنهم لبنان، وعليهم في نفس الوقت ان يجيدوا اللغة البلغارية. لذلك اود ان أوجه بالشكر الى الجالية البلغارية في لبنان والى سعادة السفير والى كل من ساهم في إقامة المدرسة البلغارية المرخصة في لبنان

وتابع: “تطرقنا اليوم في حديثنا مع نظيري فخامة الرئيس ميشال عون الى اهم القضايا التي تخص التعاون بين بلدينا ولا سيما اقتصاديا، وانا لا اشك على الاطلاق في مستقبل وآفاق تجسيد الامكانيات على ارض الواقع في مجال تطوير وتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، انما هذا التوفيق يتطلب توفير الثقة المتبادلة بين بلدينا. وهنا أود ان اتوجه الى رابطة اللبنانيين خريجي الجامعات البلغارية بأنكم أنتم من يجسد الضمانات لتوفير هذه الثقة، انتم الذين تقيمون وتبنون السمعة الجيدة لبلغاريا هنا على ارض لبنان. واعرب هنا عن سرور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي اعرب عن رضاه عما يحظى به ممثلو رابطات وخريجو الجامعات البلغارية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجمهورية اللبنانية حاليا. وانا على يقين بأن زيارتي وبفضل جهودكم كذلك، ستسفر عن المزيد من تعزيز التعاون القائم بيننا ونأمل ان نرى مزيدا من رجال الأعمال اللبنانيين في بلغاريا والبلغار في لبنان، وأن نتبادل المزيد من برامج الطلاب والفاعليات الثقافية المشتركة. كما سأكون مسرورا بأن أرى عددا أكبر من السياح اللبنانيين في بلدنا

وختم: “أشكركم مرة ثانية على هذه اللحظات الرائعة من اجتماعنا معا في هذه الأمسية، واشكر كل من ساهم وعمل لتحقيقها

واستمع الرئيس راديف الى أسئلة ابناء الجالية واجاب عليها، ثم أقيم حفل كوكتيل على شرف الرئيس البلغاري والسيدة الأولى والوفد المرافق وتمّ تبالدل الهدايا التذكارية