لفت الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الى ان الحكومة تشكّلت بعد ما يقارب الـ9 اشهر من النقاشات والجدالات والسجالات ونحن نحتاج الى الهدوء وهذا ما ندعو إليه والابتعاد عن السجالات والمواجهات الاعلامية والسعي إلى تهدئة المناخ لمزيد من التلاقي والحوار الداخلي
وقال في كلمة له:”من الطبيعي ان تشعر بعض القوى ببعض القلق لأن طبيعة الملفات التي ستعالجها الحكومة وتناقشها وتدرسها هي على درجة عالية من الأهمية والحساسية، خصوصا في المجالات الاقتصادية والمالية” معتبرا ان الحكومة والقوى المشاركة فيها يجب ان تضع اولويات في عملها للمرحلة المقبلة وفي رأس الأولويات ما حكي عنه سابقا أنه اذا لم تشكل الحكومة فالبلد ذاهب باتجاه الانهيار المالي
واضاف:”بمعزل عن الأدبيات هناك إجماع على الخطر الاقتصادي والماليوعلى الحكومة ان تعمل على كيفية تحصين الوضع المالي في البلد وفي مقدمة تحصين الوضع المالي هو مكافحة الفساد والهدر المالي” مشيرا الى ان المؤشر الحقيقي لجدية الحكومة هو أنها ستذهب الى مكافحة الفساد والهدر المالي او انها ستتابع في هذا السياق
وأكد ان “دعوتنا الليلة هو الملفات المعيشية للناس، فربما يريد احدهم اخذنا الى سجالات وكلنا لدينا منابر وخطباء ويمكننا ان نساجل لعشر سنوات وهذا لن يقدّم ويؤخّر، انما القوى المعنية بالحكومة يجب أن تضع الملفات الاقتصادية والحياتية في مقدّمة اولوياتها لأننا في معرض الحديث عن معالجات بعضها كبير وبعضها مكلف لذلك على الجميع التحلي بالهدوء والنقاش
وشدد نصرالله على ان مجلس الوزراء يجب ان يتحوّل الى مجلس قرار حقيقي للدرس والمناقشة على ان تتوزّع المواد قبل أسبوع واثنين ليدرس الوزراء مع نوابهم وكتلهم الملفات لأن المطلوب وضع حلول جذرية لها
وأوضح اننا لا نريد أن نأخذ أحداً بالتهويل ولا أن يأخذنا أحد بالتهويل إنما التوصل إلى الحلول على قاعدة التفهّم والتفاهم والتوافق مضيفا:”حذار التهويل وعلى الجميع القبول بالشراكة والنقاش لإيجاد الحلول وعلينا أن نكون شركاء في اتخاذ القرارات الصعبة
وفي الملفات الداخلية، اشار الى ان الأمور في الحكومة ليست خاضعة للأكثرية أو للأقلية أو للثلث المعطل ولا يمكن لقوى أن تفرض قناعاتها على قوى سياسية أخرى ونحن منفتحون على كل الملفات، وبالتالي قد تلتقي الأفكار وقد تتناقض بين أشد وأقرب الحلفاء الى بعضهم البعض مشددا على ان حزب الله منفتح على كل نقاش في كل الملفات وكل الأمور قابلة للنقاش والمهم التعاطي بعلميّة وأن نقرّر في ما يخدم مصلحة البلد
وعن وزارة الصحة، اعتبر نصرالله ان الأميركيين كانت لهم مواقف علنية وداخلية متفاوتة وكانوا يقولون لا مانع لدينا من استلام حزب الله وزارة الصحة والمهم ألا يستفيد حزب الله من الوزارة ليحل مشاكله المالية مؤكدا ان الوزير أيا كانت الجهة التي سمّته فهو يصبح وزيرا لكل اللبنانيين ووزارة الصحة ستكون كذلك قطعًا
ولفت الى ان وزير الصحة جميل جبق ليس حزبيًا وهو صديق ومقرّب وموثوق ومتديّن وكفوء ونعوّل على تحمّله مسؤولية كبيرة مكررا أنه شخصية مستقلّة وليس حزبيّا
وقال:”هذه تجربة وسنرى إلى أين ستصل، وأنا اود في موضوع استخدام إمكانات ومال الوزارة ان أؤكد على فكرة أساسية، بالنسبة الينا كحزب الله فنحن حزب سياسي ونحن متديّنون وفي ما يتعلق بمال الدولة فهو مال الدولة ومال الشعب اللبناني للشعب، اضافة الى المسؤولية القانونية لهذا المال التي تحتّم عدم التصرف بالمال خارج اطار القانون، اضافة الى ان المال امانة لدى الوزير، فهناك إضافة نوعية وهي الأصل، هو مسوؤليتنا الدينية والشرعية أمام الله فمال الدولة للدولة ومال الشعب للشعب ولا يجوز شرعًا التصرف في اموال الدولة خارج إطار ما يسمح به القانون وهذا التزام ديني
وأضاف:”همّنا في الوزارة ليس مشاريع وتجارة ولا نريد شيئًا على الإطلاق، بل همّ إنساني وشعبي وهو موضوع الاستشفاء الذي يعني كل اللبنانيين ولا أريد الالتزام مسبقًا لكن سنعمل لمعالجة الملف الانساني وخصوصا ألا يموت احد على أبواب المستشفيات” مشيرا الى ان أهم ملف سنعمل عليه إلى جانب الاستشفاء هو تخفيض كلفة الدواء وتسهيل وصوله إلى المواطن خصوصًا أدوية الأمراض المستعصية
وجزم نصرالله بأن أموال وزارة الصحة ستكون خاضعة أمام التفتيش وديوان المحاسبة ويهمنا تقديم تجربة شفافة جدا مؤكدا ان وزارة الصحة ليس لحزب او طائفة والتجربة ستثبت ان الوازرة ستكون لكل اللبنانيين بمعزل عن التحالفات
ولفت الى انه منذ البداية يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الحكومة هي حكومة حزب الله، وبعض الداخل ربما يقول ذلك، لكن هذا توصيف خاطئ والصحيح أن الحكومة تتشكّل من مجموعة قوى سياسية
وقال:”نتنياهو يحرّض الولايات المتحدة وأوروبا على الحكومة اللبنانية ويقول إنّها حكومة حزب الله هذا كذب ولكن مشاركتنا أقوى من أي وقت مضى وهذا لا يعني ان الحكومة هي حكومة حزب الله لأن بعض الناس عندما يريدون القول ان الحكومة هي حزب الله فنحن لنا عداءات وموقفنا من سوريا واليمن وايران واضح وكذلك بالنسبة لأميركا والعدوان السعودي على اليمن ولنا عداوات بسبب مواقفنا، وعندما تقول ان الحكومة لحزب الله فإنك تجلب تداعيات مؤذية لا داعي لها
وعشية التفاهم مع التيار الوطني الحر، جدّد نصرالله وصف التفاهم بأنه خطوة مهمة وتاريخية أسّست لمرحلة كاملة وكان اول تداعياتها الموقف الوطني في 2006 والتضامن الشعبي وانفتاح الناس على بعضها في مواجهة عدوان تموز مكررا القول ان التحالف بين حزبين لا يحوّلهما الى حزب واحد ولكن عندما نرى ان هناك جهات اقليمية ودولية تسعى لتفكيك التحالفات لا بد ان نتمسك بها اكثر