كان ليمر خبر قرار السلطات الصحية في مدينة مالمو، جنوب السويد، سحب مخلل اللفت من الأسواق المحلية لديها بسبب احتوائه على مواد كيميائية خطيرة تنشط فيها الخلايا السرطانية ، لو لم يكن المنتج المذكور مستورداً من لبنان
فقد كشفت الدائرة الصحية في مالمو قبل أيام عن وجود أصباغ في الكبيس لا تتحلل في الماء. ما يعني أنها مستحدثة من مادة كيميائية، وهي مادة رودامين ب المسببة للسرطان، التي لا يسمح باستخدامها في الطعام. وهذه النتائج توصل اليها أحد المختبرات الألمانية، وقد تم تعميم إنذار الى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد ذلك
واللافت أن هذه الكمية من المخلل بيعت عبر تاجر مواد غذائية في المدينة قبل أن تمنع السلطات بيع كبيس اللفت، وتطلق تحذيراً للمطاعم التي اشترت من التاجر، وقد اتلفت العديد من المتاجر هذا المخلل
وكبيس اللفت معروف بصناعته في لبنان، ويضاف الى سندويش الفلافل في المطاعم الموجودة في السويد، وقد جرت العادة أن يستخدم في صبغه باللون البنفسجي ثمرة الشمندر، ولكن هناك بعض شركات التصنيع تستخدم مواد ملونة لصبغه بلون أقوى
مصادر وزارة الصحة أكدت لـ”المدن” أن لا مشكلة في الكبيس المتوفر في السوق اللبنانية، لأن المادة التي تصبغ ممنوع استخدامها في لبنان، ولا يسمح باستيرادها أيضاً
والحال ان وزير الصناعة حسين الحاج حسن ، كان قد أصدر في 15 ايلول 2018 قراراً منع فيه استخدام المواد الملونة وهي
Rhodamine B، E122 (Azorubine, carmoisine)، E124 (ponceau 4 R, cochineal red a)، E129 (Allura Red Ac)
، او أي مواد أخرى يمكن أن تشكل خطراً على الصحة العامة في صناعة المخللات. وقد برر الوزير القرار بأنه على خلفية شكاوى عديدة وردت الى وزارة الصناعة من دول اوروبية عن استعمال مواد ملونة غير مسموح بها في صناعة المخللات
من هذا القرار تنطلق جمعية المستهلك في دعوة المواطنين الى عدم استخدام هذا المنتج، الى حين التحقيق بالموضوع والتأكد من خلو المتوفر في السوق من التلوينة المسرطنة، وفق نائب رئيس جمعية المستهلك في لبنان ندى نعمة لـ”المدن”. إذ ان قرار المنع صدر منذ نحو الشهر ونصف، ورغم ذلك ظهرت هذه المادة قبل أيام في الأسواق الخارجية. ما يعني أن المصنعين مستمرون في استخدامها في صبغ كبيس اللفت في لبنان
لذلك، تقول نعمة إنه يفترض بسبب ذلك تشديد الرقابة على التصنيع، من خلال اجراء مسح شامل لجميع المعامل للتأكد من عدم استخدام هذه الصبغة والصبغات الأخرى التي تضمنها القرار، ومعرفة إذا ما كان في المستودعات كميّات تحتوي على مثل هذه المادة في تصنيعها. وقد تواصلت الجمعية مع وزارة الصناعة التي قالت إنها ستتخذ التدابير اللازمة قريباً
وفي الوقت الراهن، أخذت الجمعية بعض العينات من كبيس اللفت لإجراء الفحوص اللازمة عليها والتأكد من احتوائها المادة الملونة أم خلوها منها، وسيتم الإعلان عن نتائج الفحوص فور صدورها، وهي تحتاج إلى ما بين أسبوع وعشرة أيام كأبعد تقدير
وتقول نعمة إنه من خلال النتائج يمكن تحديد واقع السوق، ولكن الى حين انتهاء الفحوص وتوضيح الأمر، لا بد من معرفة من هو التاجر ومن أين حصل على الكميات التي تبين وجود المادة الممنوعة فيها، وبالتالي معرفة المصنع ومحاسبته، وهو اجراء كان يفترض أن تجريه السلطات المعنية في لبنان، من أجل معرفة أصل الخلل، وليس محاولة تصوير الأمر وكأن شيئاً لم يكن. ويفترض مسح جميع المستودعات لسحب الكميات المتوفرة لديهم من هذه المواد الملونة والممنوعة
والحال أن الصبغة الحمراء عادة ما تستخدم وبكثرة في لبنان، وهناك استخدام عدد كبير من الملونات الصناعية، وسط جهل مساوئها وانعكاساتها السلبية على صحة الانسان، واستخدامها بكميات خطرة للغاية. وغالباً، حتى تلك الملونات المسموح استخدامها، هي مسموحة بكمية محددة ولا يمكن إضافتها إلى جميع أنواع الأغذية. ورغم ذلك تستخدم بشكل عشوائي في لبنان من دون رقابة. وأكبر مثال على ذلك كثرة استخدامها في العصائر