أقامت رابطة سيدات مصر في لبنان حفل شم النسيم

في فندق لو رويال – ضبيه برعاية السفير المصري محمد بدر الدين زايد، في حضور الفنان حسين فهمي، الوزيرتين السابقتين نايلة معوض وليلى الصلح حماده، المستشارين والقناصل وأعضاء السفارة المصرية وعدد من الشخصيات الديبلوماسية والوجوه الإجتماعية وحشد من السيدات المصريات واللبنانيات

بعد النشيدين الوطني والمصري، ألقت رئيسة الرابطة إيناس العبد الميس كلمة رحبت فيها بالحضور، وتضمنت نبذة عن تاريخ رابطة سيدات مصر، وقالت “كان طموحنا إظهار صورة مصر كما نعرفها نحن لا كما أراد إظهارها الكثيرون، وتقديمها الى لبنان كما يليق به ويتناغم مع ميوله الراقية، وبإمكانيات تكاد تكون معدومة، لكن بعزيمة وإصرار وبكل الحب الذي نحمله للبلدين بدأنا العمل على خطين متوازيين : أحدهما ثقافي والآخر خيري. هدفنا أن نقيم منتدى للحوار بين النخب من أصحاب الفكر والرأي في عالمنا العربي عموما وبين مصر ولبنان خصوصا. دأبنا منذ إقامة الرابطة على اظهار الجانب الخيري، فكان إقامة سوق خيري مصري يعود ريعه لمؤسسات لبنانية خيرية وحفل شم النسيم السنوي. كما يعلم الكثيرون منكم أن ريع آخر حفل عاد الى مؤسسة أم النور التي تعنى بتأهيل المدمنين على المخدرات

وتمنت في الختام أن “نكون قد حققنا إضافة ولو صغيرة في جسر المحبة الذي أردناه بين مصر ولبنان” شاكرة الحضور وكل من ساهم في إنجاح الحفل

وألقى السفير المصري كلمة قال فيها: “يسعدني أن يكون احتفالنا اليوم حول شم النسيم وما يعنيه شم النسيم من دلالات، فهو العيد الذي يجب ان يفتخر به المصريون ويتذكروا دلالاته. نحن نحتفل به في مصر منذ آلاف السنين – وقد كان لي حديث مع الفنان المصري حسين فهمي منذ شهرين حول قوة مصر النعمة وأدواتها في التأثير – ولأن العيد تزامن مع عيد القيامة المجيدة، انتقلت طريقة إحتفال المصريين بهذا العيد الى العالم كله، ولا سيما العالم المسيحي، الذي يحتفل ببعض عادات عيد شم النسيم وخصوصا البيض الملون، الأمر الذي يعكس مرة أخرى الطريقة والتأثير العميقين اللذين كانا للحضارة المصرية القديمة ومصر التي لعبت دورا مهما جدا في تركيبة العالم اليهودي والمسيحي والإسلامي

أضاف: “نشعر بالفخر لأننا ما زلنا قادرين على التأثير وما زالت هذه الأديان قائمة وما دامت البشرية قائمة، فالمصريون قادرون دوما على الإسهام وعلى أن يكون لهم إشعاع حضاري ممتد”، مشددا على أن ” هذا هو العيد الذي يجمع كل المصريين مسلمين ومسيحيين. ويهمني أن أقول بمنتهى الوضوح والصراحة، حيث أننا نسمع فتاوى ظلامية من وقت لآخر تقول إن هذا عيد مصري قديم وثني لا يجب أن يحتفل به المصريون. على مدى خمسة عشر قرنا على بدء الإسلام في مصر لم يعمل المصريون بهذه الفتاوى الظلامية لأنهم يتمتعون بالحس الحضاري والعمق لكي يدركوا ان هذا العيد هو جزء من الشخصية المصرية وميزاتها على مدى آلاف السنين

وتابع : “لقد كان لديهم وضوح الرؤية لكي يقوموا في الثلاثين من يوليو 2013 بسابقة كانت في أحد أبعادها انعكاسا لهذه الطبيعة الخاصة والعمق الحضاري وهذا الحرص على طبيعة مصر المتميزة المسلمة المسيحية والتي بهذه الطبيعة، تمثل بالنسبة لمفهوم العروبة عنصرا رئيسيا وفكرة رئيسية ودلالة من دونها لا يعود للعروبة معنى، وبهذه الأبعاد يأتي التلاقي المصري اللبناني دوما، فتنوع النسيج المصري وتنوع النسيج اللبناني هو الذي خلق دورا فريدا وهاما للبلدين معا وفي صنع النهضة الثقافية والفنية العربية الحديثة

وبالإشارة الى استضافة الفنان حسين فهمي أكد على “فخر مصر بالدور الذي تلعبه رموزها الثقافية في الحياة العربية الثقافية والذي يتخطى حدود الوطن المصري الى العالم العربي بأسره

وكانت مداخلة للفنان حسين فهمي، شكر فيها رابطة سيدات مصر على الدعوة وحيا فيها الحضور والشعب اللبناني وقال:”لست مزدوج الجنسية ولكنني أشعر أنني مزدوج الهوي
فأنا أشعر بالإنتماء الى الشعب اللبناني “، وأشار الى تواجده المتكرر في لبنان لتصوير عدد كبير من الأفلام قبل الحرب منوها بصداقاته الكثيرة مع لبنانيين والتي يعتز بها والى تردد ذويه الى لبنان في السابق، متمنيا للبنان وشعبه التقدم والنجاح

وأشار الى “ارتباط شم النسيم بالبيض الملون رمز الحياة والمستقبل، وبالفسيخ أي السمك المملح وهي طريقة التحنيط التي اتبعها المصري القديم تعبيرا عن اهتمامه بالحياة والموت”، مجددا تعبيره عن سعادته لتواجده في لبنان

وقد تخلل الحفل الذي يعود ريعه الى قسم سرطان الأطفال في مستشفى المقاصد الخيرية – بيروت ولمساعدة اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان، سحب تومبولا تضمن جوائز قيمة