بقلم//جهاد أيوب عشرات الأعمال الدرامية الخليجية حبيسة العلب لهذا العام 2017، والقضايا التي رفعت ضد بعض المنتجين من قبل فنانين لم يحصلوا على أجورهم تجاوزت العشرات، وأكثر من منتج قرر الاعتزال بسبب واقعه الموجع والمفلس والمظلم إذاً…ماذا يحدث في الدراما الخليجية، وتحديداً في الأعوام المقبلة؟ شاهدنا هذا العام الكثير من أعمال درامية خليجية، واستغربنا هذا الكم الذي تجاوز 16 عملاً، واعتقدنا أنها أصبحت مكتفية لكننا صدمنا من الاخبار المتلاحقة حول مشاكل اصابتها مباشرة بالصميم، واعاقت حركتها، واوقفت المغامرة الانتاجية، وانحصرت بأسم تعود العمل مع فنانة أوفنان له حضوره وتاريخه، و اسمها أو اسمه هو المكسب والضامن، وقد اخبرتني فنانة كويتية رائدة، ورغم دخولها منذ أيام تصوير عملها المقبل انها تعاني من الواقع المؤلم الذي اصاب الدراما الخليجية *الأسباب قبل وقوع الأحداث في سوريا انطلقت الدراما الخليجية عبر بعض الأعمال اللافتة والمميزة، وفجأة تنبه المنتج الخليجي وتحديداً القطري والاماراتي إلى الدراما وتأثيرها بعد أن كانت شبه حصرية بالمنتج الكويتي، وتم اقتحام مجال الانتاج بما يوافق مع تطلعات المنتج الخليجي الذي عمل على أن يكون المنتج المنفذ بعد أن اتفق مع تلفزيون الدولة بفكرة تكليف المنتج المنفذ وقد تنبهت الحركة السياسية في السعودية إلى أهمية الدراما التلفزيونية لتواكب سياستها عبر مشاريع إعلامها، وهذا العام اخذ المنتج السعودي مواكبة الطرح السياسي الخاص بالمملكة، وأقحم الدراما بالواقع السياسي وما يناسب خطابها في كل المسلسلات المنتجة سعودياً ومنها” سيفي 3 “، وهذا جعل الانتاج يتقوقع في افكاره وانتشاره، وقلص دور الآخرين في تقديم الاعمال المغايرة ربما يبرر المنتج السعودي صاحب غالبية الفضائيات العربية والخليجية أن دوره يتطلب تنفيذ سياسة المملكة السعودية، لكنه دون أن يدري وقع في شباك السياسة، وأدخل نفسه وانتاجه في ورطة تداعيات الحال السياسي ونظراً لدخول السعودية سياسياً وعسكرياً في معارك اليمن، والبحرين، وكانت شريكة رئيسية في الحرب على سوريا حدث الخلل الاقتصادي عربياً، وبالتحديد خليجياً، وبعض المنتجين خاف على أمواله لأن الاتجاه اصبح سياسياً على حساب تطور الفن وروافده، والحياة العلمية والاجتماعية، وأصبح الفن آخر اهتمامات أهل الساسة، والقنوات الاخبارية بديلة عن قنوات المنوعات، رغم أن القنوات الاخبارية الخليجية المسيسة دخلت في الفقر المالي بشكل مباشر هذا الحال فرض الخوف من المقبل، والعديد من العاملين بالمجال الفني تأثروا سلبياً، لا بل وصلتنا أخبار سيئة عن بعض المنتجين الذين اعلنوا اعتزالهم العمل الانتاجي، ومنهم من لم يتمكن من بيع اعماله إلى التلفزيونات الخليجية، والتي في العادة تغطي التكاليف، وتشتري الأعمال، لذلك المنتج لم يعطي الممثلين أجورهم، وهذا تطلب من الممثلين رفع قضايا على المنتجين ليحصلوا على أجورهم المشروعة *المشاكل كل من اتصلنا بهم من فنانين و منتجين في دول الخليج كان ردهم شبه موحد، أي أن الظروف السياسية الخليجية اعاقت عملية الانتاج والبيع والمغامرة، واحدثت الكثير من المعيقات، ومنها – قلة التوزيع عربياً بعد أن تمنعت تلفزيونات خليجية من شرائع الاعمال الخليجية بسبب المشاكل المالية التي تعاني منها فضائياتها – ارتفاع أجور الممثلين الخليجيين، وعدم تنازل اكثرهم عن الرقم الذي يتقاضونه دون الالتفات إلى حال الازمة – قلة الانتاج المحلي هذا العام بسبب الخوف من السوق – العديد من النجوم الكبار يجلسون في منازلهم لعدم وجود ما يناسبهم مادياً ومعنوياً وانتاجياً، وبالتحديد للدورة الرمضانية التلفزيونية المقبلة – قلة النصوص الخليجية الجيدة، ومن بإمكانه الانتاج يصاب بعقدة البحث عن التميز في النص لضمانة بيعه، ولكنه يصدم بأن ما هو متاح تجاري، ومستهلك، ولا يشبه بيئته، وربما حدوتة مصرية يراد لها أن تصبح خليجية دون خصوصية المكان والاحداث والشخوص، ومكتوبة بسرعة وبالمفهوم التجاري – ارتفاع سعر اللوكيشن، وقد يصل إلى أكثر من 250 دينار تأجير الشقة أو الفيلا أو المحل في اليوم – تحديد أرباح المنتج المنفذ إلى 20% في مثل هذه الظروف مما اعتبر ظلماً خاصة في ظل عدم التوزيع وبيع الأعمال المنفذة، وهذا أبعد المنتج المنفذ عن عملية الانتاج التي اعتبرت مغامرة غير مضمونة – ارتفاع أجور بعض الوجوه الشابة، وبالتحديد الممثل الشاب الذي ينجح في عمل دور طلة فيعتقد أنه من نجوم الصف الأول، وهو النجم الأهم فيرفع سعره، ويضع شروطة، وهذا اصاب المنتج الباحث عن وجوه جديدة بالخوف من المردود المادي فيبتعد دون أن يلتفت *الحل أي أزمة فنية حلولها مع أصحابها، وبما أن عام 2018 هو عام التحدي، والمشاكل واضحة، نشير إلى الحلول التالية – على العاملين في الدراما الخليجية أن يكونوا أكثر واقعية في فهم واستيعاب الحاصل، وما يدور من حولهم، وفي بلادهم، والتمسك بفكرة العمل الدرامي الخليجي الواقعي والمعاصر الذي يشبههم، ويتعاطف معهم دون اقحام ألاحداث الغريبة وغير الواقعية – تنازل بعض النجوم عن اجورهم الخيالية من أجل مرور العاصفة – السعي وراء المغامرة في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها البلاد بعيداً عن ما يقدم من قصص مزورة ومخملية، ولا علاقة لها بأحداث اليوم – البحث عن الأسواق العربية، وعدم الاكتفاء بالسوق الخليجي، وهذا يتطلب سعياً جاداً، واستراتيجية إعلامية وانتاجية مغايرة – الحفاظ على شروط وزارة الإعلام، وتحديداً ما هو حاصل في دولة الكويت حيث تبعد المنتج الصغير غير الملتزم، وتعطي مسؤولية لمن يرغب في العمل الجيد، وهذه قد تبعد الانتاج الخليجي عن الكم لصالح الكيف – الأخذ بمبادرة الرائدة حياة الفهد لهذا العام، والتي اعتمدت الاشراف على العمل انتاجياً وفكرياً وفنياً حفاظاً على ما وصلت إليه التجربة الخليجية، وتفهمها لواقع الحال فتعمدت دراسة الأجر، وتكليف أكثر من كاتب لبلورة افكار جديدة هي طرحتها، أو خارجة من ولادة الموقف والحال التي اصابت المجتمع الخليجي، والأهم أن حياة الفهد تتعمد وتعتمد مشاركة أكثر من نجم وموهبة شابة في عملها المقبل – العمل وبسرعة على مؤتمر جامع للممثل والمنتج والفنيين الخليجيين لدراسة الواقع المستجد هذا العام حيث سيفرض الكثير من البطالة، وقبل دخول الدراما الخليجية غرف الانعاش – التواصل مع الجهات السياسية لطرح القضية بجدية، وبعيداً عن انتظار المبادرة من السياسيين بل تكون المبادرة من أصحاب الشأن، والطلب من أهل القرار بالمساندة، والمساعدة بعد أن تقدم لهم استراتيجية شاملة وليست مطالب شخصية