ليس الإفراط في الكحول خطراً في ذاته فحسب، بل ان تناوله بعد ترك المشروب لفترة على الطاولة، بينما ترقصون او تتحدثون الى احد أصدقائكم في سهرة ما في حانات بيروت وغيرها قد يؤدي الى نتيجة لا تحمد عقباها
ليس الامر سراً، واذا كان الموضوع مكتوماً نظراً الى حساسية المسألة والحالات أحياناً، فإن المجتمع اللبناني لا يزال يختنق بمحظورات تجعل من الضحية جلاداً في كثير من الاحيان
فبعدما سجل عدد من الاطباء حالات اغتصاب طاولت شابات فقدن الذاكرة جزئياً فنسين كل ما حدث معهن وحتى الاشخاص المعنيين او المعتدين المحتملين، تبين ان البعض يلجأ الى استخدام حبة بيضاء صغيرة لا تخلف اثراً ولا طعماً او لوناً في المشروب. وتؤدي الحبة التي تستخدم مهدئاً الى تلاشي قدرة الشخص على التحكم بعضلاته وجسده، والى فقدان كامل للوعي ومن بعده الذاكرة القصيرة المدى، مما يسهل عمل المتعدين ويضمن تبرئتهم في ما بعد
ولأن الحبة لا تترك اثراً على الاطلاق، يمكن ايضاً ان تدس في المشروبات الغازية او الماء في غفلة عن الساهرات وحتى الساهرين
ولكن، ما هي “حبة الاغتصاب” او ما يعرف بـ
Pillule du viol او Date rape pil
يشرح الاطباء انها مخدر يستخدم احياناً في البنج الذي يسبق الجراحات، او يوصف للمرضى الذين يعانون الأرق او الإرهاق العصبي. ويمكن ايجاده في الصيدليات ومخازن الاطباء والاطباء البيطريين في اشكال ثلاثة، هي
– GHB أو gamma hydroxybutyric acid
– Rohypnol او flunitrazepam
الاكثر انتشاراً
– Ketamine او ketamine hydrochloride
والى تسهيل الاعتداءات الجنسية، تستخدم الحبة ايضاً كمسهل لارتكاب اعمال السرقة او الاعتداءات الجرمية الاخرى
في وقت يتوافر النوع الاول على شكل سائل لا رائحة له ولا لون، يتوافر الـ
Rohypnol
الاكثر استعمالاً على شكل حبة بيضاء مستديرة، كتب عليها عبارة
La Roche
، وهو اسم الشركة المصنعة. اما الـ
Ketamine
فبودرة بيضاء
الآثار الفعلية والجانبية
يؤدي دس المستحضر المخدر في مشروبكم الى استرخاء تام ودوار واعياء ومشكلات في البصر وفقدان للوعي، بحسب الكمية المستخدمة ونوع المشروب، علماً ان الكحول تزيد من هذه الآثار بأضعاف. وقد يؤدي الافراط في تناولها الى جلطات وفقدان للذاكرة على المدى القصير وصعوبة في التنفس وإفراط في التعرق، حتى الموت أحياناً. كما يؤدي تناول المخدر الى الهلوسة
يذكر ان مفعول الحبة الممزوجة بالكحول يوازي عشرة اضعاف مفعول الـ
Valium
وعلى رغم حظر بيع هذا المخدر في الولايات المتحدة، لا يزال منتشراً بكثرة في الدول الاوروبية وبعض دول أميركا اللاتينية، ويمكن ايجاده في لبنان بسهولة او الاستعاضة عنه بأدوية أخرى ذات تركيبات مشابهة جداً، وتؤدي المفعول نفسه. هذا بالنسبة الى الـ
Rohypnol
اما الـ
Ketamine
فيستخدم كمخدر قبل العمليات الجراحية، وهو مرخص ويستخدم للحيوانات والبشر على السواء، ويوصف كمضاد للأرق
يذكر ان الكحول او المشروبات الروحية تعتبر في ذاتها بالنسبة الى كثير من الاطباء أداة تسهيل للاغتصاب والاعتداءات الجنسية، لأن للإفراط في تناوله اثر المخدر المذكور
في لبنان
سجلت في لبنان لدى الاطباء حالات عدة من الاغتصاب طاولت شابات في العشرينات من العمر دس المخدر في مشروبهن. وتبين في غالبية الحالات ان الـ
bar tender
هو المسؤول والمرتكب، الا ان التخلص من الدليل والنزعة الذكورية في المجتمع وحتى خوف الضحايا وخجلهن، حال دون ادانة المرتكبين. الى ذلك، أظهرت احصاءات طبية ان 82 في المئة من المرتكبين هم من معارف الضحية او مقربين منها، علماً ان النساء لسن وحدهن المعرضات للاعتداء الجنسي
ولعل الاخطر في هذه الحالات، الى فقدان الذاكرة، هو احتمال انتقال الامراض الجنسية كمرض نقص المناعة المكتسبة “ايدز” وغيرها من المرتكب الى الضحية، والعكس، ناهيك عن الآثار النفسية المدمرة
وفي لبنان، حيث تباع الحبة احياناً في السوق السوداء، يستعيض المعتدون احياناً عن االـ
Rohypnol
بأدوية مهدئة أخرى شبيهة من حيث التركيبة
السيناريو الكلاسيكي للاعتداء
– تسهرون في حانة ما وتتناولون المشروب. في غفلة منكم، خلال الرقص مثلاً، يدس احدهم الحبة في الكأس
– 20 دقيقة بعد تناولكم المشروب مجدداً، تشعرون بدوار او بالسكر، على رغم انكم لم تشربوا اكثر من كأس او كأسين
– يعرض المرتكب عليكم بتهذيب مرافقتكم الى المنزل، ثم يعتدي عليكم
– بعد ساعات، تفيق الضحية بشعور من الضياع، ولا تذكر اياً من احداث اليوم السابق. وقد يجدون (يجدن) آثاراً جسدية لاعتداء خلال “النوم
ضحايا الـ
Rohypnol
ليسوا متأكدين من تعرضهم لاعتداء او تحرش جنسي نظراً الى فقدانهم للذاكرة. نكرر ان الاغتصاب يطاول الشبان والشابات على السواء
للاعتبار
اذا وقعتم ضحية اعتداء بالحبة المخدرة
– اقصدوا الشرطة وبلّغوا، مهما كان الأمر صعباً، ومهما ظن بكم (بكن) الناس. فأنتم الضحية
اجروا فحصاً للبول في اسرع ما يمكن، لأن أثر المخدر ينتهي بسرعة. ويمكن إيجاد آثار للـ
Rohypnol
في غضون 72 ساعة، الا ان الـ
GHB
يبقى اقل من 12 ساعة احياناً
– لا تدخلوا الحمام للتبول او الاستحمام قبل اجراء الفحوص اللازمة
– اطلبوا المساعدة فوراً
– وضعت شركة
Hoffman – LaRoche
المصنعة للحبة معلومات ونصائح للراغبين عن الاستعلام عن أخطار الدواء واثاره
للحدّ من أخطار التعرّض للاعتداء
– لا تتركوا مشروبكم في متناول اي كان
– فضلوا العبوات والزجاجات المقفلة او المختومة
– راقبوا الـ
bar tender
خلال اعداده للمشروب
لا تأخذوا مشروباً من اي كان
– لا تقصدوا الحفلات من دون صديق او قريب، واذا بدا أحدكم مخموراً، خذوه الى المنزل فوراً. وبالطبع، اطلبوا سيارة أجرة او أحد الابوين لاصطحابكم في حال عجز أحدكم عن القيادة