بولا خباز

اغلقت قناة ال ام.تي.في ستارها على برامج شهر رمضان المبارك في “استراتجية” جديدة حاولت من خلالها التقدم على كل القنوات ابرزها شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال ال.بي.سي الرائدة في مجال الدراما…لن نكون الحكم لنصنف من هي الشاشة اللبنانية التي انتصرت ولن نعتمد ارقام ندعي استناداً لها اننا على ثقة بمن احتل المرتبة الاولى لكن لا يختلف احد ولا اي مصدر من شركات الاحصاءات ان مسلسل لآخر نفس لم يحرز المرتبة الاولى امام كل المسلسلات كما سبقه من اعمال للكاتبة كارين رزق الله وكانت قد عرضت على شاشة ال ال.بي.سي. انما والاهم انه ايضاً لا يختلف احد انه المسلسل الاول امام كل المسلسلات التي عرضت في التوقيت نفسه اي بعد نشرة الاخبار المسائية. وان دل هذا الكلام على شيء فهو يدل حتماً ان “كارين رزق الله” نجحت بأن تحلق خارج اجنحة المؤسسة اللبنانية للارسال لتثبت انها اسم صعب يأتي بالربح لكل شاشة تتعاقد معها حتى اصبحت اليوم ورقة رابحة لا يستهان بها. وبهذا فاز “لآخر نفس” بالرهان وصنع من حياة “الكاتبة” كارين رزق الله مرحلة جديدة

والملفت ان هذه الكاتبة انتصرت بأضعف اسلحتها ليس لان العمل ضعيف! بل هو اجرأ ما قدمت، انما لانه يرسم تحد لتقاليد وقيم يتمسك بها مجتمعنا لو “شكلياً” فعاش المشاهد على مدار ٣٠ حلقة منقسماً بين معارض ومؤيد ليتنفس الصعداء في الحلقة ٣١ والاخيرة، وكنا قد جلنا على طرقات لبنان وعرضنا سابقا الشريط حيث حاورنا الناس من كل الاعمار فجاءت اغلبية الآراء معارضة لمضمون ال ٣٠ حلقة …ومع ذلك آبت الناس الا وان تشاهد العمل. لم يتقبلوا مضمونه ولم يستطيعوا تجاهله فشاهدوه لان في الصميم الكثير من الحقائق التي ليسوا على استعداد للاعتراف بها. نعم المجتمع اللبناني يرفض بالشكل ان يتقبل ان هذه الحالات قد تكون لبنانية وانا في طليعتهم وقد آلمني ان تكون هذه هي الصورة التي ننقلها عن لبنان كما نال هذا العمل هجوم لادع من رجال الدين انما تناست الناس ان العمل لا يقتصر فقط على قصة “هازار” و”غسان” بل الى جانبهما قصص حب تشبه مثالياتهم. على الصعيد الشخصي اعتبر ان قصة هازار وغسان دارت بشكل يجعلنا نتعاطف مع حبهما وحاولت كارين ان لا نصنفها على انها خائنة فاصرارها في حوارها على ذكر ان “هازار ما صاحبت هازار انغرمت” وان “هازار حتى ثواني الحلقة الاخيرة لم تسلم نفسها لغسان بل بقي حبهما عذري انما زوجها الذي تم رسمه على انه مثالي اقدم على الخيانة الجسدية الجنسية في فترة انفصاله عن زوجته. حتى غسان في اولى حلقات المسلسل حمل في حواره لشقيقه ما يؤكد انه ” لم يخن زوجته طيلة ٢٠ عام من الزواج وان ما شعر به لهازار هو حب” وظل عذريا حتى النهاية …ومع ذلك لم يعتبره احد رجل مثالي… نعم كارين خرجت عن التقاليد ولكن لا لم تشجع على الخيانة فهناك قصة الارملة الوفية طيلة ١٤ عاماً وهناك والدتها التي ظلت متمسكة باعرافها رغم ان قلبها كان جاهزا ليخفق بقوة من جديد…وهناك نهاية تؤكد ان التقاليد لازالت الاقوى. ما قدمه مسلسل لآخر نفس جمع بين المواطن اللبناني “العصري” الذي لا يمثل اللبنانيين بالاجمال لكن وجوده يزداد و بين المواطن اللبناني “الاصيل” …كسرتها وجبرتها وابكتنا بنهاية واقعية في بلد مهما حاول ان يكون عصرياً تتشرب في جذوره الاستخفاف بالمرأة التي لابد ان تسامح حتى لو داسوا على كرامتها والرجل الذي مهما ظهر كاملا فهو ناقص امام المسامحة. هذا العمل من جهة لبناني حتى باخطاء اللبنانيين انما اجنبي بطرح موضوع الانجاب دون زواج فهذه الحالة اقرب للغرب من اللبنانيين ونادرة في مجتمعنا لكن من المهم ذكر ان هذا العمل حمل في طياته مجموعة من القضايا الملموسة كالفلسطيني ومشاكل الجيرة، ووضع الصحف وحتى ما تم ذكره حول المواقع الالكترونية…لآخر نفس كان سيف ذو حدين ومع ذلك فازت كارين بالرهان، لانها وعلى مدار شهر كامل شكلت بلبلة وكانت حديث الصحافة وبعد مرور شهر و بحلقة واحدة ختامية عادت لتتصدر من جديد صفحات المجلات وليصفق لها الناس

مبروك لكارين رزق الله لانها ككاتبة حققت ما لم تحققه اي كاتبة لبنانية مهما زادت شهرتها . لست هنا اقلل من قيمة نقاد الدراما والكتاب اللبنانيين اللامعين انما اشدد ان لكارين خط لا يشه اي كاتب آخر . وان اسمها سيطبع في التاريخ المعاصر للدراما اللبنانية

#entawayn