من جبيل، حيث يعانق البحرُ التاريخ وتلتقي الثقافة بالفن، عاد صوت الفنانة ألين لحود ليصدح من جديد، بعد صمتٍ فرضه وجعٌ مفاجئ ونزيف حاد في الأوتار الصوتية كاد أن يُسكتها طويلاً. فبعد مرحلة علاج صوتي مكثّف، وعملية جراحية دقيقة، وأسبوع من الصمت التام، وقفت ألين لحود بكل شجاعة على مسرح مهرجان Byblos en Blanc et Rosé في دورته لعام 2025، لتقدّم أمسية لا تُنسى، غنّت فيها من القلب، فأوصلت النبض إلى كل من كان حاضرًا.

لم يكن الحفل مجرد عرض فني. بل كان لحظة انتصار. حضور ألين لحود جاء بعد تحدٍّ شخصي وصحي، لكنه أيضاً شكّل مفاجأة للجمهور، الذي استقبلها بحرارة، وصفّق لأدائها النقي، المتجدد، والمليء بالعاطفة.

المهرجان، الذي امتد على مدى ثلاثة أيام (26 حتى 28 حزيران/يونيو) في الميناء القديم لمدينة جبيل، استضاف أكثر من 60 دار نبيذ لبنانية مرموقة. لقد شكّل حدثًا سنويًا بارزًا لترويج صناعة النبيذ اللبناني، واحتفاءً بالتقاليد الزراعية والسياحية التي تعكس هوية البلاد.
لعلّ هذا الظهور العائد بقوة، جاء أيضًا كتمهيد لاطلالتها التي سحرت الجميع في مهرجان الزمن الجميل الذي اقيم في ٢٩ حزيران/يونيو في كازينو لبنان حيث وقفت امام كبار نجوم الشاشة العربية واللبنانية واستلمت درع تكريمي كان من المفروض ان تستلمه النجمة الخالدة سلوى القطريب على الرغم من مرور سنوات عدة على خسارتها لكن المهرجان حرص على تخليد اسماء لا تنسى ومنها سلوى القطريب التي كانت حاضرة من خلال ابنتها الفنانة الين لحود والتي غنت بكل عاطفتها قبل قدراتها الصوتية، فابدعت واطربت الجميع.
هذا وجمهور الدراما والمسرح والغناء ينتظرها بدورها المميز في الاستعراض الغنائي “أيام اللولو” الذي تُعيد من خلاله الين، إحياء إرث الشحرورة صباح. وهي اكدت في تصريح لنا انها لا تقلّد صباح، بل تُجسد روحها بطريقتها الخاصة، مستندة إلى إرث فني عائلي عريق، حيث كان عمّها الراحل روميو لحود أحد أبرز من أعاد الصبوحة من مصر إلى المسرح اللبناني ذات يوم.
بعد مرور أحد عشر عاماً على رحيل الأسطورة صباح، قرّر المنتجان طارق كرم ونايلة خوري (شركة Pipeline) إطلاق عمل فني استثنائي يُكرّم مسيرتها، عبر استعراض غنائي بعنوان “أيام اللولو”، برؤية مشهدية لكلّ من روي خوري وجان نخول.
العمل المنتظر يعيد استحضار إرث “الصبوحة” الغنائي والموسيقي والشكلي، بمشاركة ثلاثي لامع: ألين لحود، باسم فغالي وساندي مطر.
كشفت الين، انها سترتدي من ثياب الشحرورة وشرحت كيف تأثرت اثناء القيام بالتجارب والتمارين وتعتبر ان هذا العمل الفني يشكل نقلة نوعية في مسيرتها.