بقلم جهاد أيوب
في خطوة تحسب لوزير الإعلام ملحم رياشي، وبحضوره، وحضور القديرة ماجدة الرومي، والمدير العام د. حسان فلحة، ومدير الإذاعة اللبنانية محمد ابراهيم، ومديرة البرامج ريتا نجيم الرومي، ونخبة من الوجوه الثقافية والفنية والإعلامية تم اطلاق اسم الفنان الكبير الموسيقار الراحل حليم الرومي على ستديو 5 في إذاعة لبنان
أول الواصلين إلى مبنى الإذاعة الفنانة ماجدة الرومي، مرتدية ثوبها الأسود والوقار والمحبة، بادرت الجميع بالسلام، اصرت أن تصافح كل الحضور

تلفتت من حولها فوجدت عشرات الباقات من الورد الجوري لتبادر بالحديث دون أن يطلب منها كما لو أنها متحمسة للحدث، وطفلة فرحة بلعبتها، وقالت:” انا ترعرعت هنا، أعلم تفاصيل دقيقة عن المبنى، ركضت في ممرات الإذاعة، وتجولت في مكاتبها، يومها لم أكن أعرف أنني برفقة شخصية مرهفة وحساسة نقلت الإذاعة من الهواة إلى الاحتراف كنت فقط مع والدي ولم أدرك آنذاك أهمية عمله، اليوم، وفي كل لحظة أشعر بقيمة كلامه وعمله كم أحبك يا أبي
وبسرعة ذهبت إلى ستديو 5 كي تلقي نظرة على المكان قبل وصول الوزير والجهات الرسمية
نظرت إلى زاوية المكان لتجد باقة ورد كبيرة تحمل اسم حليم الرومي، دمعتها سبقت كلامها، ما أن شعرت أنا كاتب هذه السطور بغصتها، سارعت وقطفت وردة من الباقة، وأهديتها إلى الماجدة، كاسرا حزن فرحها وفرح الموقف، ووجع ذكرى الوالد… ابتسمت، تفهمت لفتتي، سارعت بالسلام على الصغير قبل الكبير، ولم تبعد الضحكة عن محياها
كانت الماجدة كالفراشة في تنقلها من مكان إلى آخر، تتفقد كل زوايا المكان، وتراقب نظرات كل الحضور بهمة تحسد عليها

وجودها، واصرارها على البقاء والحركة أطال وجودنا والاحتفال، ورغم أن الحفل الرسمي انتهى مبكرا بعد كلمة الوزير، وكلمة معدة مسبقا من ماجدة، ود. فلحة، والفنان ابراهيم، إلا ان الماجدة ارتجلت أكثر من اربعة خطابات، وهامسة في إذني :” على ما يبدو استاذ جهاد هذا هو اليوم العالمي للخطابات…ما كنت مستعده لذلك، ولكن محبة الناس، وتواضع شباب الفرقة الموسيقية بقيادة لبنان بعلبكي، وحضورهم، ولفتتهم هذه أخجلتني، وكدت ابكي
قلت لها: ” إذا لم تقومي بتحضير الخطابات، وارتجلت كل هذا الكم من الكلمات بثقة ومحبة، ولغة مفهومة، ومشحونة بعاطفة صادقة، فأرجوك قومي بافتعال خطاباتك على هذا النحو…كنت رائعة

كانت ماجدة الرومي في حفل الإعلان عن اطلاق اسم والدها على ستديو 5 في إذاعة لبنان فراشة لا تعرف الهدوء، أغنية تنساب من الفرح على دموع صورة حليم الفنان، ولغياب مناسبات تكريمه، كانت في حركتها كما لو انها تريدنا أن نشاركها فرحتها، واعتزازها، وعزتها بوالدها، وبتكريم الموسيقار
انشغلت ماجدة بنا، عبرت عن طفولتها وحليم الأب يحتضنها، لم تنهك من الوقوف والطيران، ولم تتعب من السلام والكلام، ولم تنزعج من المجاملات والقبلات، سارت أمامنا، فتحت نوافذنا، وأشرقت بأصبعها على صور لوالدها تجسد مراحل مهمة في مشواره حيث علقت على جدران المكان
وكم كانت سعادة ماجدة جامحة إلى شكر الجميع حينما زاحت الستار إلى جانب الوزير على منحوته تمثل والدها، صنعت بأنامل المبدع رودي رحمة، منحوتة مشغولة بمحبة، وبفن، وقفت إلى جانبها الماجدة مطولا، وعانقتها بأجمل العبارات والمفردات المغرقة بالحب
كما كان للسيدة ريتا نجيم الرومي حركة واضحة لم تعرف الهدوء، ريتا التي أشرفت على كل كبيرة وصغيرة، وصاحبة الأنامل البيضاء في هذا الحفل، وفي تحقيق المناسبة، وجعل الفكرة حقيقة لها من الجميع باقات من المحبة والاحترام والشكر، ريتا هي زوجة الصديق عوض الرومي وشقيق الماجدة، والموسيقار حليم عمها، وكان حلمها أن تتعرف عليه، ولكن الزمن غدار، وأسرع من تحقيق الأمنية
وفي الختام عزف بعض شباب فرقة ماجدة الرومي بقيادة لبنان بعلبكي مجموعة أعمال للموسيقار الذي ساهم في بناء الإذاعة اللبنانية، والفن اللبناني الأصيل حليم الرومي، معزوفات شرقية الصميم، لبنانية النكهة، ولغة موسيقية نستطيع فهمها، وهنا طالبنا بالمزيد، وأعلنا أن الحفل الأن قد بدأ، ولكن لكل بداية نهاية