عندما تجتمع القوة والجمال والسحر الخلاب في مخلوق واحد فلابد أن يخطر ببالنا الخيل وما يحتويه هذا المخلوق من مواصفات لا يستطيع العقل البشري استيعابها، نجد في الصورة المرفقة تنوع ما بين صنوف الخيول الموجودة بكادرها، سواء اختلاف الألوان أو الهيكل الجسماني لتلك الخيول وما يتضمنه المكان من طبيعة خلابة وأشجار شاهقة الارتفاع وكأنها تعبر من سمو هذا المخلوق ورفعته
قد يسرح الإنسان بخياله وكأنه يعيش في غابة أو مزرعة خيول، يعبر أحدنا بأنها وحدة لا يستطيع إنسان الاستمرار بها، بينما حقيقة الشعور الذي ينتاب الآخرين ممن له رؤية وإدراك لمعاني الطبيعة يتيقن بأنها ليست الوحدة والغربة المتعارف عليها بين أفراد هذا الكوكب، فعندما يصادق الإنسان الخيول ويستطيع إجراء الحوار الصامت معهم ويتفهم طبيعتهم يكون نتاج فهمه واستنباطه لتلك اللغة هي الوقوف على مدى الصفاء والنقاء والبركة التي تحيطه من معايشته لهذا المخلوق العجيب
إن ترويد أي كائن حي على وجه البسيطة سواء بشري أو حيواني أو إلى آخر هذه المخلوق من الأمور الصعبة، ومن المستحيلات أن يرود إنسان أي مخلوق إلا إذا تفهم طبيعته وشخصيته يشعر بفرحه وحزنه، بانطلاقته وكآبته يميز بين احتياجاته وأدائه حتى عند ملامستها يستطيع التفرقة بين استعداده وعدم جاهزيته، فجمال الخيول لا يدانيه جمال ومصادقته قلما يجدها بشر بين سائر المخلوقات فهي الأنيس والونيس والمنقذ في الأزمات
فكم من عبرةٍ في الروحِ لم تعلمْ بها الأهداب، هكذا الخيول فهي المعلوم في الصبر والدقة والسرعة والقوة والدم الأصيل، وهذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلماً وطاعة لهم، حيت كانت تستخدم في الحروب، وهذا ما يدفع مربي الخيول حالياً للالتزام مع الخيول بنفس الطريقة التقليدية المعتمدة على الاحترام وتبادل المشاعر وكأنها يتعامل مع أرقى أنواع البشر فهي للجمال عنوان وللقوة ميزان، نجدة للملهوف وصهيلها كدق الدفوف في أعراس البشر
عندما يشتد الوطيس في المعارك تجدها خير مقبل تؤازر فارسها وكأنها خير معين لا تعرف الإدبار وعندما يستشهد فارسها تجدها أول من يحتد عليه وكأنها زوجة أصيلة فارقها زوجها ونصفها الآخر وقد تفقد حياتها حزناً عليه، فهي الوفاء في أكمل صوره والصفاء في أنقى معانيه، فعندما يسود الحق تسخر الخيل لأعمال المزرعة، وعندما يسود الباطل تسخر الخيل لخوض المعركة فهي حقاً رمز للقوة والجمال