امام الدولة والشعب إلا حماية لبنان مهما غلت التضحيات وكبرت امامهما الصعوبات
حضر الافتتاح الى اللواء ابراهيم، ممثل سفير دولة الكويت في لبنان القائم بالاعمال الكويتي محمد الوقيان، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد سمير قزي، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد الركن محمد علم الدين، ممثل المدير العام للجمارك العميد شفيق مرعي العقيد جورج منصور، نائبة مدير المكتب العام للمنظمة الدولية للهجرة السفيرة لورا طومبسون، ممثل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان الكسندر كوستي، الى حشد من ممثلي المنظمات والدول المانحة وضباط الامن العام
طومبسون بعد النشيد الوطني، رحب مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان فوزي الزيود بالحضور، والقت السفيرة لورا طومبسون كلمة، اشادت فيها ب”الجهود الكبيرة التي يبذلها لبنان على كل الصعد، خصوصا لجهة استقبال العدد الكبير من النازحين السوريين”، كما شكرت اللواء ابراهيم على جهوده، وكل الذين ساهموا في انجاز هذه القاع
كوستي واعتبر الكسندر كوستي ان “مبنى الوصول هذا هو بمثابة انجاز تحقق وسيساعد كثيرا العابرين بين لبنان وسوريا”، شاكرا “كل الذين ساهموا بانجازه
الوقيان ثم القى محمد الوقيان كلمة، نقل في مستهلها “تحية دولة الكويت التي ابت الا ان تكون ركيزة ثابتة وركنا اساسيا لدعم المجال الانساني والتنموي في المجتمع الدولي، وهي رسالة سلام بين شعوب العالم باسره والوقوف الى جانب شعوب الدول المنكوبة التي تحصل فيها الازمات السياسية والكوارث الطبيعية
وقال: “لما كانت دولة الكويت وعلى راسها صاحب السمو صباح الاحمد الجابر الصباح على ثقة مطلقة بانشطة واعمال الامم المتحدة والجمعيات التابعة لها، وفي مقدمتها المنظمة الدولية للهجرة، جاء تبرع دولة الكويت لمكتب المنظمة في لبنان وبالتنسيق مع سفارة دولة الكويت، بانشاء نقطة العبودية لتسهيل حركة الانتقال ضمن القواعد والمعايير الدولية، مراعية بذلك جميع شرائح المجتمع، بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا المشروع الضخم سيكون له اثر واضح في تسهيل حركة العبور
اضاف: “نحن هنا اليوم ندشن المرحلة الاولى من المشروع ونشكر المنظمة الدولية للهجرة وكل المساهمين بانجاحه، والشكر الخاصة للمديرية العامة للامن العام وعلى راسها اللواء عباس ابراهيم وقوى الامن الداخلي وعلى راسهم اللواء ابراهيم بصبوص الذين لم يدخروا جهدا لتسهيل مهام نقطة الوصول في العبودية
ابراهيم ثم القى اللواء عباس ابراهيم كلمة، فقال: “للعبودية التي تفتح قلبها امتدادا نحو عمقنا على العالم العربي ممرا آمنا، كل التحية والإحترام. ولأهل الشمال عموما وعكار خصوصا، القلب النابض بحب الوطن، وهم خزان المؤسسات العسكرية والأمنية، كل المحبة
اضاف: “نقف اليوم أمامكم لنفتتح مبنى الوصول الجديد في مركز ألامن العام نقطة العبودية الحدودية، في هذه المنطقة العزيزة والغالية التي أعطت ولم تأخذ، ضحت ولم تبال، له معان ودلالات كثيرة وهو أن نعلن، قولا وفعلا، حضور مؤسسات الدولة على امتداد مساحة الوطن من دون استثناء، أنى كانت طبيعة الخطر، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة على المقلب الآخر من الحدود حيث النيران يشتد سعيرها
ولفت الى ان “تدشين القاعة الجديدة في هذا المركز، رسالة واضحة أن الدولة ستقف بوجه كل مقايضات الأمم لاسقاط دول وحدود، لنحفظ لبنان وكيانه بالعرق والدم والجهد مهما غلت التضحيات. ووجود المؤسسات الرسمية هنا لنثبت للعالم أن لا تراجع عن الحق في تأكيد حضور الدولة على اراضيها، وذلك من ضمن مهماتها في فرض سلطتها لحماية مواطنيها وإداء واجباتها أمامهم
واشار الى ان “المركز ليس عين الدولة على نقطة عبور بقدر ما هو قرار لبناني بأن الدولة لن تسمح ولن تقبل بسيادة منقوصة ولا بسلطة مبتورة. فسواعد ابنائها في القوى العسكرية والامنية ستبقى قلعة عصية على اي خطر يواجه لبنان أنى كان المخطط والمنفذ له، وما من شيء على الإطلاق سيهدد وطن التنوع والتعدد والرسالة، ولن يعبر من أي منفذ إلى أرضنا أي إرهابي أو أي فكر إلغائي همجي وتحت أي مسمى من المسميات
ورأى ان لبنان “عانى الكثير ليستحق وجوده المميز والخلاق بين الأمم والشعوب. لن يكون مكسر عصا، ولا حقل رماية، أو مدى للمناورات والمخططات التي تطل برأسها من وقت لآخر، تنبئنا بمشاريع لا تخدم الا العدو الاسرائيلي، لا قدرة للبنان عليها، ولا امكانية لشعب ان يقبل بها بعد ان دفع الكثير الكثير ليحافظ على وطنه كيانا ورسالة. وليس امام الدولة والشعب إلا حماية لبنان مهما غلت التضحيات وكبرت امامهما الصعوبات
واوضح ان “تحديث هذا المبنى الجديد يأتي ضمن خطة من مرحلتين لتوسيع المركز وتحديثه بهدف ضبط الاجراءات الامنية وتطويرها وسد كل الثغرات التي قد تسمح بعمليات تهريب الاشخاص والاتجار بالبشر، وتاليا تسهيل المعاملات الادارية للوافدين الى لبنان. اننا ملتزمون الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي ترعى معنى ورمزية النقاط والمعابر الحدودية، لأن لبنان ليس ساحة سائبة للرهانات والمغامرات، وبلدنا ليس سوقا للنخاسة وتجارة الرقيق ولن يكون كذلك، وهذا أمر لا تساهل فيه ولا تهاون. فلبنان أرض الشرائع، لن تسفح فيه حرية الانسان أو كرامته. وشعبنا الجدير بالحياة، سنحمي حقه بحياة آمنة ومستقرة. فهذه المنطقة، بناسها الطيبين الاوفياء، يستحقون كل خدمة وكل تضحية، فعلى أرضهم الممر إلى لبنان القوي بوحدة شعبه في جهاته الأربع
واشار الى ان “افتتاح مبنى الوصول الجديد في هذه النقطة الحدودية الذي نفذته المنظمة الدولية للهجرة بتمويل من دولة الكويت – المشهود لها بوقوفها الدائم إلى جانب لبنان وفي مختلف المحطات الصعبة – هدفه الاهتمام بآفاق التوسع المستقبلية لكي يستطيع استيعاب طاقات كبيرة وخلق آليات عمل متطورة وسريعة وشفافة لإنجاز المعاملات. ولكون هذا المعبر مدخلا إلى وطن الأرز، فاننا نريده بأفضل حال وبأفضل وضع، خصوصا ان عناصر المديرية العامة للأمن العام الأشداء على الارهاب والمخلين بالأمن، مشهود لهم باحترامهم المواطنين والعابرين وبمواكبتهم لكل آليات التحديث التي تتطلبها الحداثة والتطور تحت سقف القانون وسيادة لبنان
وشكر ابراهيم “دولة الكويت الشقيقة وعلى رأسها سمو الامير صباح الاحمد الجابر الصباح، على مبادراتها تجاه لبنان بشكل عام، وعلى تمويل بناء هذا المبنى بشكل خاص، كما اتوجه بالشكر الى المنظمة الدولية للهجرة على كل ما قامت به من جهد ومتابعة، وما ستقوم به في المستقبل من اجل ايجاد التمويل اللازم لاستكمال المرحلة الثانية من تحديث هذا المركز”، مؤكدا ان “لبنان بحاجة للمزيد من الدعم الدولي ومن الاشقاء العرب جراء ما تحمله خلال السنوات الخمس الماضية من أعداد نازحين فاق تعدادهم ثلث الشعب اللبناني، وما ينتظر ان يتحمله في المستقبل في شتى المجالات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والأمنية والبيئية
واشار الى أنه “إذا لم يتنبه المجتمع الدولي الى واجباته ويمنع عن لبنان المخططات الخبيثة، فإن الوضع سيتفاقم ويضع وطننا في عين العاصفة التي تجتاح الإقليم، وسيجعل من شطآنه موانىء إبحار نحو كل دول المتوسط ولن يكون احد بمنأى عن تداعياتها”، شاكرا “من ساهم في إنجاح هذا الحفل”، آملا “ان نلتقي قريبا للمباشرة في وضع حجر الاساس لمشروع تحديث مبنى المغادرة
بعد ذلك وقع اللواء ابراهيم والسفيرة طومبسون عقد تبرع بين المنظمة الدولية للهجرة والامن العام، ثم جرى تبادل الدروع ليتم بعد ذلك قص شريط افتتاح المبنى وجولة في اقسامه الداخلية والاطلاع على كل التجهيزات الحديثة التي زود بها