كباقي الأطفال، كانت ملك (4 سنوات) تحلم باللعب مع قريناتها، إلا أن انفصال والدها وأمها، قلب حياتها رأسا على عقب، فالأب الذي اختار أن تبقى ابنته معه، سرعان ما تركها لجدتها لتربيها، لتتخلى هي عنها وتتركها لسيدة تعرفت عليها لتربيها مقابل 50 جنيها شهريا، إلا أن الأخيرة حاولت مع عشيقها “م. م.” إجبار الصغيرة على التسول، ولما رفضت عذباها حتى الموت
قصة “ملك” المأساوية بدأت مع انفصال والدها ووالدتها رغم إنجاب طفلين، واتفق الزوجان على أن يأخذ الطفلة معه، فيما عاش شقيقها مع والدته، بمنطقة اللبان بالإسكندرية. غير أن الأب سرعان ما ترك طفلته مع جدتها “ز. ق” (58 سنة)، لترعاها لكنها لم تتحمل مرض الصغيرة بالتبول اللاإرادي، فتركتها لسيدة تدعى “ا .ب.” ( 19سنة بدون عمل) تعرفت جدة الطفلة قبل ثلاثة أشهر فقط، لتتولى رعايتها والإقامة لديها مقابل خمسين جنيهًا شهريًا
اصطحبت السيدة الطفلة معها، وقامت بتركها عند شخص يدعى “م. م.” (22 سنة)، حارس عقار، تربطها به علاقة غير شرعية، ولأن الطفلة كانت مصابة ببعض الأمراض النفسية وتبول لا إرادي، حاول المتهمان استغلالها في أعمال التسول، لكن ظروف مرضها أعاقت مخططهما، فأفرطا في التعدي عليها وتعذيبها بخرطوم بلاستيك، حتى أصيبت بإعياء شديد، ولاحظت زوجة حارس عقار مجاور، إصابات الطفلة والجروح بجسدها
وفي محاولة للتخلص من جريمته، قام المتهم الثاني بلف المجنى عليها ببطانيه لإخفائها، وحملها على كتفه واستقل إحدى سيارات الاجرة وألقاها أمام منزل، وفر هارباً، لكن الطفلة لفظت أنفاسها الأخيرة قبل العثور عليها
وعثر أهالي العقار رقم 43 شارع حمام الورشة، على جثة الطفلة عارية من الأسفل، ومصابة بجروح وكدمات بمختلف أنحاء جسدها الصغير، وأبلغوا الشرطة التي نجحت في فك خيوط الجريمة بعدما تعرفت الجدة على الطفلة، وألقت قوات المباحث القبض على المتهمين أمس
وقال اللواء شريف عبدالحميد مدير مباحث الإسكندرية، إن المتهمين اعترفا بارتكاب الجريمة، وإن المتهمة تركت الطفلة عند عشيقها رغم أنها متزوجة، لإجبارها على التسول، مضيفا، في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”، أن الطفلة توفت نتيجة الإعياء الشديد بسبب التعذيب والتعدي عليها بشكل وحشي
وأمر اللواء عادل التونسي مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية بإحالة المتهمان إلى النيابة العامة التي قررت حبسهما على ذمة التحقيقات