• يدق خبراء الإعلام ناقوس الخطر بسبب ضعف الحماية الإلكترونية للصحافيين على شبكة الإنترنت، إذ أصبح الصحافيون أكثر ضعفا ليس فقط أثناء قيامهم بمهامهم في أماكن خطرة ولكن أيضا في حياتهم اليومية أين تزداد المراقبة الرقمية عليهم، حيث مازال الصحافيون بحاجة إلى أن يتدربوا أكثر على التمييز بين الأدوات الآمنة وغير الآمنة

نيويورك- أصبحت الحماية الأمنية على الإنترنت ضرورة قصوى لحماية الصحافيين بشكل عام، وخصوصا أولئك الذين يعملون على قضايا سياسية أو اقتصادية حساسة، أو ممن يعملون في مناطق الحروب والصراعات، وهم مستهدفون من قبل أطراف متعددة منها حكومات أو مجموعات مقاتلة

وكشف تقرير جديد صادر عن مركز مساعدة وسائل الإعلام الدولية

“CIMA”

، أنه عندما يتعلق الأمر بالأمن على الإنترنت، فالعديد من الصحافيين في جميع أنحاء العالم لا يحمون أنفسهم كما يجب. وفي الكثير من الأحيان قد لا يعرف الصحافيون ببساطة أدوات السلامة المتاحة لهم أو أنهم يجهلونها تماما

ووجد التقرير، الذي كتبه خافيير جارزا راموس من زمالة نايت التابعة للمركز الدولي للصحافيين، أنه في حين أن أكثر من نصف الصحافيين الذين استُطلعت آراؤهم (حوالي 60 بالمئة) يستخدمون الأدوات الأمنية الرقمية لحماية سلامتهم، لا يزال هناك مجال كبير للتحسّن خاصة في ما يتعلق بأدوات السلامة التي يستخدمونها

وكتب جارزا راموس، “تزداد احتياجات الصحافيين حول العالم لأدوات أمن واسعة جدا ومتنوعة”. وأضاف “الصحافيون أصبحوا أكثر ضعفا، ليس فقط أثناء قيامهم بمهام في أماكن خطرة، ولكن أيضا في حياتهم اليومية، في البيت وفي غرفة الأخبار أو على الطريق، وذلك حيث تزداد المراقبة الرقمية”. وأمام هذا الواقع، يقع على عاتق المؤسسات الإعلامية اتخاذ تدابير أمنية فاعلة لحماية الأمن الإلكتروني لصحافييها وجعل أدوات السلامة للصحافة منتشرة على نطاق أوسع، بالاعتماد على مطوري التطبيقات

تروكربت الأداة الأعلى استخداما من قبل الصحافيين، وهو نفس نظام التشفير الذي يستخدمه إدوارد سنودن

ورصدت شبكة الصحافيين الدولية أهم النقاط التي تضمنها التقرير، وذكرت أنه من بين 154 صحافيا استطلع التقرير آراءهم، قال 70 بالمئة إنهم لا يستخدمون الأدوات الرقمية لحماية اتصالاتهم، مثل رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية. ومع ذلك، فالأدوات التي تحمي الاتصالات الرقمية حصلت على واحدة من أعلى معدلات الاستجابة الإيجابية في الاستطلاع، وهو اتجاه يعزى إلى زيادة الوعي في الرقابة الحكومية والقرصنة

وتشمل بعض أدوات الاتصالات المذكورة ريزا أب وهوشميل، وبي جي بي لتشفير البريد الإلكتروني وخدمات الرسائل المشفرة مثل بيريو وتشات سيكيور، وكذلك جيتسي، وأديوم، وهي ليست مخصصة للهواتف النقالة. ويتواصل بعض من شملهم الاستطلاع أيضا مع زملائهم افتراضيا مستخدمين “VPN” أو يستخدمون متصفح تور لإخفاء موقعهم أثناء العمل

وقال بعض المشاركين الآخرين إنهم يستخدمون أدوات يعتقدون أنها آمنة، ولكنها لا تعتبر كذلك، وهو مؤشر على أن المزيد من الصحافيين بحاجة إلى أن يتدربوا على التمييز بين الأدوات الآمنة وغير الآمنة

خافيير جارزا راموس: تزداد احتياجات الصحافيين حول العالم لأدوات أمن واسعة جدا ومتنوعة

وأوضح التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بالأدوات الرقمية التي تساعد الصحافيين على تخزين ومشاركة الملفات مع زملائهم، قال نحو 30 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يستخدمون هذه الأدوات

ويعتمد الصحافيون، إضافة إلى استخدام أدوات الاتصال الآمنة، على برامج المشاركة الآمنة للملفات لحماية أنفسهم من الرقابة الحكومية المحتملة، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. وكانت الأداة الأعلى استخداما من قبل المشاركين تروكربت، وهي نفس نظام التشفير الذي يستخدمه عميل وكالة الاستخبارات الأميركية السابق إدوارد سنودن، المبلغ عن المخالفات غير القانونية في ناسا. ومن ضمن الأدوات الشعبية الأخرى سبيدروك، وتريزوريت، وأنيون شير، وكذلك في بي إن. وذكر بعض من شاركوا في الاستطلاع أداة أخرى على شبكة الإنترنت وهي سيكيور ريبورتر، الأداة التي طورها المركز الدولي للصحافيين

كما ذكر العديد من المشاركين في الاستطلاع مرة أخرى أنهم يستخدمون أدوات تبادل الملفات التي يعتبرونها مشفرة أو آمنة، ولكن في الواقع هي ليست كذلك، بحسب ما كشف التقرير. فعلى سبيل المثال، قال بعض الصحافيين إنهم يستخدمون غوغل درايف أو دروب بوكس باعتبار أنها “أدوات مشفرة”، بينما في واقع الأمر فإن أدوات التخزين هذه ليست مشفرة

ووجد التقرير أن اعتماد الصحافيين على أدوات السلامة الرقمية الأخرى مثل تقييم المخاطر وتشفير الجهاز أو التتبع الجغرافي، هامشية إلى حد ما. ولا يعني هذا أن هذه الأدوات لا وجود لها، لكنّ الصحافيين فقط لا يعرفون كيف يعثرون عليها

ونظرا للاعتماد المحدود على أدوات السلامة الرقمية، يقر التقرير بأنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، فالفروق بين احتياجات السلامة للصحافيين تختلف بشدة في مختلف المناطق، ومع ذلك فهناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها

وقال التقرير إن هناك نقطة انطلاق هامة لتوسيع وعي الصحافيين تكمن في التعليم، سواء كان ذلك يأخذ شكل خطة السلامة في غرفة الأخبار أو جهود التعليم من منظمة معينة لتطوير وسائل الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تشجيع الصحافيين الذين يستخدمون هذه الأدوات على مناقشتها مع زملائهم، بما في ذلك استخدامات الأدوات والمزايا والعيوب