عقدت الجامعة العربية المفتوحة مؤتمرها الاول حول التعليم العالي وسوق العمل في فندق الريفييرا، في حضور جورج أيدا ممثلا راعي الحفل وزير العمل سجعان قزي، مدير عام المؤسسة الوطنية للإستخدام الاستاذ جان ابي ضاهر، الوزير السابق الدكتور خالد قباني، وزير التعليم العالي التونسي السابق الدكتور رفعت شعبوني، الخبير الدولي الدكتور باتريك كريهان، عدد كبير من رؤساء الجامعات، الخبراء والاساتذة الجامعيين

ترأس الجلسة الأولى الدكتور خالد قباني الذي لفت الى ان “الاقتصاد العالمي تحول اليوم سريعا بفضل تطور التكنولوجيا الى اقتصاد المعرفة وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على الجامعات لتطوير مناهجها وطرق تدريسها لتهيئة الطلاب لإيجاد فرص عمل في مناخ تنافسي لا يرحم

بدورها عرضت رئيسة الجامعة العربية المفتوحة في لبنان البروفيسور فيروز فرح سركيس، “دراسة قامت بها الجامعة حول مدى رضى ارباب العمل عن خريجي التعليم العالي وقد تضمنت الدراسة استمارة حول المهارات البسيطة التي يجب ان يتمتع بها جميع خريجو الجامعات من مهارات تكنولوجيا الى مهارات رقمية الى مهارات التواصل والعمل الفريقي وحل المسائل العملية وانجاز المهام الموكلة اليهم بدقة

بدأت الدراسة سنة 2015 واستمرت عاما كاملا حيث أجاب على الاستمارة 245 رب عمل من اصل 672 ارسلت لهم الاستمارة وقد تمت تعبئة 300 استمارة وقد حرصت الدراسة على ان تتضمن جميع القطاعات حسب النسب المدرجة من قبل مؤسسة “أيدال” من قطاع الخدمات الى المؤسسات المصرفية والمؤسسات الحكومية والمؤسسات غير الحكومية والمؤسسات التربوية والصحية والصناعية والمالية، وكذلك توزيع العاملين على القطاعين العام والخاص الى حجم المؤسسات التي أجابت على الاستمارة ومعظمها لديها اكثر من 25 موظفا.وقد بينت النتائج ان مهارات الخريجين لا تزال دون مستوى رضى ارباب العمل ما عدا خريجو بعض الجامعات

اما الوزير السابق للتعليم العالي التونسي البروفيسور شعبوني فقد شرح “اشكالات التعليم وسوق العمل الاقليمية وأوضح أن التعليم العالي اشرك القطاع الخاص وكذلك ادارة القطاع العام اعطت استقلالية اكبر للجامعات مما ادى الى زيادة كبيرة في اعداد الخريجين” عارضا “بطالة الشباب التي وصلت في تونس الى 40% و35% في مصر بينما في المغرب 18% وفي دول الخليج اقل من ذلك بكثير، وبطالة الجامعيين من هذه النسبة هي الاعلى”، عازيا ذلك الى “التحولات الديموغرافية وعدم مواءمة كفاءات الخريجين مع متطلبات سوق العمل

بدوره عرض مدير عام المؤسسة الوطنية للإستخدام الاستاذ جان ابي فاضل في مداخلة خاصة “واقع سوق العمل في لبنان وتأثير العمالة السورية على زيادة البطالة. وذكر بأنه مع ارتفاع عدد الجامعات وفروعها هنالك مشكلة الخريجين الذين تختلف مستوياتهم العلمية وكذلك المهارات التي يتمتعون بها والذين لا يجدون عملا بسهولة في سوق يعاني من الضعف والمنافسة حيث بات يصح القول أن الجامعات تخرج عاطلين عن العمل

أضاف: “سوق العمل اللبناني لا يستوعب ربع الخريجين في أحسن الأحوال وهنالك عددا كبيرا من حاملي الشهادات لا يحتاجها سوق العمل. هنالك حاجة للقيام بدراسات احتياجات كافة قطاعات سوق العمل وتشريع قوانين تساعد على استقطاب الإستثمارات، وتحديث النظام التعليمي، وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة

أما رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا قدم “احصاءات عن عدد المتقدمين لوظائف الدولة حيث 70% من الوظائف شاغرة بينما نسبة نجاح المتقدمين للإمتحانات التي تجريها الدولة لا تتعدى في الكثير من الحالات 25%. وذكر بأن لابورا تستلم شهريا 191 طلبا للتوظيف ولا تتعدى نسبة الذين يجدون لهم وظائف أكثر من 15%. كما أعطى أرقاما عن خريجي الجامعات والمعاهد العليا حيث يتخرج كل عام 40000 طالب. ويجد الخريجون داخل وخارج لبنان 9000 وظيفة فقط والباقي يفتشون عن فرص عمل

في الجلسة الختامية كانت مداخلات للدكتور معماري من الجامعة اللبنانية الأميركية الذي “عرض لواقع حال الجامعات في لبنان إذ ازدادت الهوة بين الجامعات على مستوى المعايير لأن المنافسة من اجل الربح المادي قضت على الجودة والنوعية ودعا الى وضع استراتيجية وطنية تصنع معايير موحدة لضمان الجودة كما ودراسة سوق العمل في لبنان والدول المجاورة

وتحدثت الدكتور هانا الغالي من مركز عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت ومستشارة مع البنك الدولي. فتناولت “دور التعليم العالي في التخفيف من أزمة البطالة لدى الشباب اللبناني وتأثير الإدارة المؤسسية ونظم المساءلة المعتمدة في مؤسسات التعليم العالي في التخفيف من هذه الأزمة