entawayn (3)افتتح “المنتدى الاقليمي لإغاثة اللاجئين وإعادة اعمار سوريا” أعماله صباح اليوم في فندق “موفنبيك” -بيروت، تحت عنوان: “الدروس المستفادة واستراتيجيات الاستجابة”، بمشاركة وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وادمون اسطا ممثلا وزير البيئة محمد المشنوق

حضر المنتدى مفوض شؤون المساعدات الانسانية والازمات في الاتحاد الاوروبي الوزير كريستوس ستيليانيدس، المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، سفراء: اوستراليا غلين مايز، رومانيا فيكتور ميرسيا، الاردن نبيل مصاروة، الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، مديرة المفوضية العليا للاجئين السفيرة كريستين جيرار، المدير الاقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج

كما حضر النائبان جان اوغاسبيان وباسم الشاب وفرنسوا خوري ممثلا رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، ليون سيوفي ممثلا اللواء عصام ابو جمرة، الوزيران السابقان ابراهيم شمس الدين وحسن منيمنة، النائب السابق صلاح الحركة، المقدم وسيم النقيب ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير عام وزارة المهجرين احمد محمود، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، مستشار الرئيس سعد الحريري فادي فواز، عبد الملك بسام ممثلا امين عام تيار المستقبل احمد الحريري، نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي وفيق زنتوت، رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي وحشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاعلامية المحلية والاقليمية والدولية وخبراء

بعد النشيد الوطني، ألقت الاعلامية نجاة شرف الدين كلمة رحبت فيها بالحضور، وأشادت بأهمية انعقاد هذا المنتدى الاقليمي في بيروت في ظل الظروف التي تمر بها الازمة السورية والمنطقة

رياض قهوجي
ثم كانت كلمة المدير التنفيذي ل سيغما – دبي رياض قهوجي الذي قال: “يهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على معاناة الأخوة السوريين الذين أرغمتهم الحرب المستعرة في ديارهم على الفرار من منازلهم، بحثا عن الأمان في أماكن أخرى داخل وخارج دولهم. وعلينا أن نذكر الجميع دائما بأن هؤلاء هم ليسوا بمهاجرين اختاروا السفر بحثا عن فرص عمل، بل مواطنين نزحوا قسرا عن قراهم ومدنهم نتيجة الاقتتال المذهبي والطائفي الذي وصل الى ديارهم. وعليه يجب مقاربة أوضاعهم من الناحية الانسانية والاجتماعية بعيدا عن العوامل والخلافات الساسية المرتبطة بالصراع الذي تشهده سوريا والمنطقة

اضاف: “سنستمع اليوم وغدا الى محاضرات ونقاشات ووجهات نظر مختلفة في سياق هذا المنتدى من شخصيات رسمية وخبراء ومسؤولين من جمعيات دولية ومحلية ومنظمات غير حكومية وممثلين عن القطاع الخاص وأكاديميين وصحافيين عن التحديات التي تواجه اللاجئيين السوريين والحلول المقترحة والدروس المستفادة من قبل الدول الأخرى المستضيفة للنازحيين السوريين مثل الأردن وتركيا، على أمل أن نخرج باقتراحات عملية تساعد على تعزيز الخدمات الأساسية للاجئين مثل توفير المياه والكهرباء والصرف الصحي والطبابة والتعليم بشكل لا تشكل تجمعاتهم ومخيماتهم عبئا كبيرا على الدول المضيفة بل تكون عبر وسائل ذاتية. فهل هناك من أفكار لتأمين الطاقة الكهربائية من خارج شبكة الدولة المضيفة؟ هل هناك من تكنولوجيا لتحلية المياه وجعلها صالحة للشرب؟ هذه بعض الأسئلة وهي أمثلة حول ما نطمح أن نتوصل اليه عبر هذا المنتدى

ورأى “ان المنتدى سيشكل فرصة للقطاع الخاص للأطلاع من الدول المانحة على فرص التعاون مع الجمعيات والقطاع العام لاطلاق مبادرات تساهم في تشغيل العجلة الاقتصادية للدول المضيفة وتخفف من الاعباء عليها وتحد من تفشي البطالة. كما ستتيح المناقشات للحضور الاطلاع على أفكار متعلقة بامكانية اعادة اعمار سوريا متى سمحت الظروف المستقبلية بذلك، وما الدور الذي قد تلعبه الدول المحيطة بسوريا في ذلك ومن ضمنها لبنان

وأمل “أن يحقق هذا المنتدى طموحات منظميه والحضور الكريم الذي شرفنا اليوم بمشاركته، خصوصا ضيوفنا الأجانب الذين سافروا الى بيروت خصيصا لحضوره والمساهمة فيه”، متمنيا “أن تشكل هذه الانطلاقة الناجحة دافعا للدولة اللبنانية والأمم المتحدة والقطاع والخاص والمنظمات غير الحكومية لدعمنا لجعله حدثا سنويا يساعد الدول المانحة على مناقشة أفكار واقتراحات عملية وحتى اطلاق مبادرات تفيد اللاجئيين السوريين وتخفف العبء على الدول المانحة وتدرس مشاريع مستقبلية متعلقة باعادة الاعمار فور انتهاء الحرب

حداد
ثم كانت كلمة المدير التنفيذي لمؤسسة

(HBC)

الدكتور انطوان حداد الذي قال: “هذا المنتدى الاقليمي حول اغاثة سوريا واعادة الاعمار، الذي أردناه هنا في بيروت عاصمة لبنان لثلاثة اسباب

اولا: لأن لبنان هو الاقرب الى سوريا، جغرافيا وانسانيا، وهو الدولة الاكثر تأثرا بالحرب السورية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا

ثانيا: لأن لبنان يحتضن النسبة الأكبر من السوريين النازحين من الحرب، لا بل من اللاجئين عموما، قياسا الى عدد سكانه ومقارنة بأي دولة أخرى في العالم

ثالثا: لأن لبنان بسبب ضعف الدولة فيه، وهذا ليس بسر، هو الاكثر حاجة بين دول المنطقة الى تنظيم اوضاعه ورسم سياسات وخطط وطنية واضحة وموضوعية حيال هذه القضية بعيدا عن الأجندات الحزبية او الفئوية

وتابع: “لكن المنتدى، لن يكتفي بدراسة اوضاع السوريين في لبنان والاستجابة اللبنانية الرسمية والشعبية والدولية لمأساتهم، بل سيستطلع اوضاع اللاجئين في الدول المستقبلة الاخرى كالاردن وتركيا وسيحاول الوقوف على اوجه التشابه واوجه الاختلاف في تلك الأوضاع وعلى تبادل الخبرات والدروس المستفادة من تلك البلدان، وما احوجنا الى تلك الدروس والخبرات

واشار الى “ان المنتدى لن يتوقف عند مستوى توفير الاغاثة وخدمات الحماية والرعاية الاساسية للنازحين، من تسجيل واحوال شخصية وايواء وغذاء وصحة وتعليم، بل سيتطرق الى اوضاع المجتمعات المضيفة والضغوط والاعباء الكبيرة التي ترتبت عن هذا النزوح الكثيف، سواء على مستوى الفضاء العام، او البنى التحتية او سوق العمل”، مؤكدا ان هذا المنتدى يريد ان يتيح فرصة للبحث في الهواجس والمخاوف، والتشجيع على بحث هذه الهواجس، وهو لا يريد طمسها أو تجاهلها لكنه ايضا لا يريد تضخيمها او اخضاعها للتحليل الايديولوجي المحكوم بالاستنتاجات المسبقة”، معتبرا ان “الاهم من البحث في الهواجس والمخاوف، هو البحث عن المخارج والحلول. وهنا تحضرني ثلاث ركائز: العودة الكريمة، الاستيعاب الموقت، وتقاسم الاعباء

وقال: “من البديهي ان يسعى لبنان، الذي يمتلكه الخوف على نسيجه الاجتماعي وتوازناته الطائفية، ان يسعى الى عودة النازحين السوريين، وهذا حق لا يجادله فيه احد، ولا يجب ان يجادله احد. لكن من المستحسن ان نعمد الى قراءة الاوراق والمقترحات المتداولة في هذا الشأن بدقة وشمولية. وتوصيتنا الاولى الى الحكومة اللبنانية والى القوى السياسية هي ان يتم التعامل مع ملف اللاجئين السوريين من خارج نظرية المؤامرة وان يتم اخراجها من دائرة الاستهلاك المحلي

اضاف: “بالتوازي مع العمل الجاد والدؤوب لتحقيق العودة وتوفير الظروف لها، وهذا يتطلب جهدا ديبلوماسيا منسقا وحضورا فاعلا في المنابر والمؤسسات الدولية، لا بد من الاستيعاب الموقت للنازحين، خصوصا فئة الشباب منهم. والاستيعاب الموقت لا يعني ابدا الاندماج او الانصهار او التجنيس او التوطين. الاستيعاب الموقت يعني توفير التعليم المناسب واكتساب المهارات والتشغيل في القطاعات التي لا تشكل منافسة تذكر لليد العاملة اللبنانية، بديلا عن التشرد والتسكع والبطالة

وتابع: “الركيزة الثالثة هي تقاسم الاعباء اذ لا يجوز ان يتحمل بلد صغير بحجم لبنان كل الاعباء. التقاسم العادل للاعباء لا يعني فقط تقديم المساعدات والمنح والقروض الميسرة، بل يجب ان يشمل فرصة اعادة التوطين لمن يرغب من اللاجئين، وباعداد فعلية تتناسب مع الحجم الديموغرافي لتلك البلدان

وأعلن “ان مؤتمرنا يهدف الى البحث في الفرص والآفاق التي تتعلق بالجهوزية. لبنان من اكثر البلدان تأهلا للاستفادة من اعادة سوريا خصوصا من حيث الموقع الجغرافي والقطاع الخاص والخبرات البشرية والمؤسسات ومصارف التمويل، لكن الميزات التفاضلية وحدها لا تكفي ان لم تقترن بالجهوزية والاطلاع والمواكبة. وهذا ما نسعى الى اطلاقه حيال المؤسسات والشركات والمصارف والخبرات اللبنانية

كاغ
ثم كانت كلمة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ اعتبرت فيها، “ان المنطقة تجتاحها التغييرات وتشكل تحديا كبيرا للاطار الطبيعي، وان سياسة الهويات تشكل تحديات كبيرة تتمثل بالعنف، وهذه التحديات يواجهها بشكل اساسي المدنيون من الاطراف كافة

وأوضحت “ان 30 % من الشباب في لبنان يعانون من ازمة البطالة وبالتالي لا قدرة لديهم على بناء حياتهم ما يضيف الضغوط عليهم”. وقالت: “ان الشراكة والالتزام لرد التحديات تترافق مع المشاكل التي يعاني منها الناس ما يؤدي الى الفرار للبحث عن البقاء وايجاد فرص افضل للبقاء والوجود، هناك 60 مليون لاجئ نصفهم اطفال ونساء هذا بالاضافة الى 225 مهاجر

ورأت ضرورة متابعة الاسباب الحقيقية للنزاعات والعنف، مؤكدة “ان المجتمع الدولي يسعى لايجاد الحلول وهو يقوم اليوم بمناقشات تتمحور حول المشاركة في المسؤولية

وذكرت بكلام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الذي دعا الى العمل الجماعي كي تتشارك الاعباء مع الدول الاخرى وايجاد الحلول لها، والنظر الى تأثير الازمات”. وقالت: “من هنا، اكد مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دو ميستورا ان الجهود مستمرة لضمان اعادة محادثات السلام والعمل على تقوية المبادىء الانسانية التي يجب تقويتها وحمايتها

واشارت كاغ الى “ان لبنان يعد من اكثر الدول التي تأثرت من الازمة السورية”، وشكرت اللبنانيين على استقبالهم النازحين في بلادهم، مؤكدة دعم الامم المتحدة للبنان والعمل على تأمين حاجاته

ولفتت الى انه تم استثمار 1.3 مليار دولار من اجل الحفاظ على استقرار وامن لبنان ووضع الخطط المناسبة له. وقالت: “الاستثمارات مستمرة وهي مهمة من اجل ضمان اسقرار لبنان، هذا الدعم يأتي في وقت يعاني لبنان من وضع سياسي هش

وأشارت الى كلام وزير الخارجية جبران باسيل في ما يتعلق بمسألة التوطين، وقالت: “ان قرار التوطين يعود للبنانيين فقط وهو من اختصاص الدولة اللبنانية

واعتبرت ان المؤتمر الذي سيعقد في 19 ايلول سيكون فرصة من اجل شرح موقف لبنان وحث المجتمع الدولي على تأمين متطلبات لبنان للبقاء كدولة آمنة

ستيليانيدس
بدوره، اعتبر مفوض شؤون المساعدات الانسانية والازمات في الاتحاد الاوروبي كريستوس ستيليانيدس “ان الاتحاد الاوروبي هو المتبرع الاول في هذا المجال، فالجهود تتمحور اليوم حول التعاطي مع العوارض لان هذا مهم جدا”، مشددا على “ان الحل الافضل هو ايجاد حل سياسي لانهاء هذه المعاناة”، مشيرا الى “ان الاتحاد اعطى الدعم الكامل للسيد دي ميستورا

وتطرق الى عمل البعثة في سوريا منذ بداية العام خصوصا لجهة ايصال المساعدات الانسانية لاكثر من 100 الف شخص

وأعلن ان لبنان يستضيف اعلى نسبة نزوح مقارنة بعدد سكانه، بالاضافة الى تركيا والاردن، وهذه الدول تستوعب 5 ملايين لاجىء سوري في ما بينها”، معتبرا “ان المساعدات الانسانية ليست العلاج لوحدها، بل نحن بحاجة الى حل يعالج كل الامور ويوفر الحاجات على المدى الطويل كالتعليم والحاجات الاخرى

وقال: “ان الاتحاد الاوروبي يقوم بخطوات كثيرة، وعلى الاطراف القيام بخطوات مماثلة. ونشير الى ان المساعدات للعام 2016 تمت اضافتها بنسبة 50% وقد ازدادت على المدى الطويل بنسبة 22%. نحن نعمل اليوم للحد من تأثير الازمة لتحسين الوضع وتوفير التعليم للاجئين لانه السلاح الاقوى لمحاربة الراديكالية فهو يعطي فرص عمل افضل

وختم مشددا على ان “الاتحاد يدعم لبنان والاردن على قاعدة لا غالب ولا مغلوب

درباس
ثم كانت كلمة الوزير درباس فقال: “فاتحني الصديقان العزيزان الدكتور صلاح سلام والدكتور رياض قهوجي بفكرة عقد هذا المنتدى بدعوة من مركز الأبحاث المحترم في دبي (سيغما)، ثم أصبحت الفكرة آلية تامة يقودها الدكتور أنطون حداد مدير 

بجدارة ومثابرة، وها نحن الآن في هذه الحضرة الموقرة نلتئم في عهدة المؤتمر وحميميته وتحت عنوان يقوم جوهره على رفض الاستسلام للأمر

H.B.C

الواقع، أو الانهزام أمامه، أو تجاهله كتجاهل المريض أعراض الداء، فيتركه يفتك بأحشائه خيفة أن تظهر له الفحوص الطبية حقيقة ما لا يريد معرفته

اضاف: “لقد أطلعت دولة رئيس مجلس الوزراء على الاقتراح فرحب به وطلب إلي أن أنقل لكم تحيته وتمنياته لكم بالتوفيق والخروج بنتائج مثمرة وملموسة. وعلى هذا، فإننا في هذه المناسبة سنستعمل مجسة الأنامل كما الآسي الذي يجس العليل وسنقرأ الصور الصوتية والشعاعية والمقطعية وننصت إلى الرنين المغناطيسي لكي نحسن التشخيص بعيدا عن التهويل وإغراء المنابر والتأفف والتذمر وتجاهل الجهلاء لأن أول الدواء معرفة الداء

وتابع: “نستقبل معا شريكا تخطى حدود الشراكة والتحق بمضافة الصداقة والتضامن، عنيت به صاحب المعالي كريستوس ستالينيديس مفوض المساعدات الانسانية وادارة الازمات في الاتحاد الأوروبي الذي تربطنا به أواصر الجوار ومعالم الحضارة المشتركة التي بناها أسلافنا على حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي سمي كذلك لأنه أبيض السريرة كسريرة كريستوس، ونقي الملح الذي يدخل في تركيب دمائنا، ولأنه توسط أناسا خلقهم الله من ذكر وأنثى وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا كما هي دلالة الآية المنزلة في القرآن الكريم. ونستقبل أيضا مشاركينا من دول تعاني ما نعانيه من آثار هذا الزلزال الذي يضرب حضارة ما بين النهرين عنيت العراق وسوريا ويتمادى في السنين من غير أن تبدو في آخر نفقه المظلم كوة نور

وقال: “لن أستغرق وقتكم الثمين ولكنني سألخص موقفنا أي موقف لبنان بالنقاط الآتية

أولا: إن الحرب السورية قد وقعت على غفلة منا ولم تكن لنا فيها يد، ولكن لبنان والجوار يتحملان معا وطأتها من غير ذنب علينا أو على اللاجئين السوريين

ثانيا: إن هذه الحرب المستدامة تجري على أرض لا توجد فيها مصانع للأسلحة، ورغم ذلك فإن السلاح المتطور جدا غزير جدا في أيدي المقاتلين

ثالثا: إن المجتمع الدولي موزع بين مشارك في هذه الحرب وصامت إلى حد التواطؤ ومستكين إلى حد العجز

رابعا: إن هذه الحرب هي البؤرة التي تتشكل في خلاياها خميرة الإرهاب الذي يتخطى الحدود وحواجزها ولا يحتاج إلى جوازات سفر في تجوله ليضرب ما يختار من مناطق رخوة على امتداد مساحة الكرة الارضية

خامسا: إن التصدي لمثل هذا الإرهاب هو مسوؤلية دولية، فهو لا يقوم فقط على قاعدة التضامن الإنساني فحسب بل هو اشتراك مشروع في دفاع مشروع عن النفس يبدأ أولا بفرض حل سياسي تضمنه الدول والمنظمة الدولية

سادسا: إن الدول المضيفة ومنها لبنان قد قامت بأكثر من واجباتها، فبالنسبة إلينا يكفي أن نشير إلى أن درجة النمو الاقتصادي التي بلغت 9% في العام 2011 قد انحسرت إلى نقطة سالبة والدولة اللبنانية فقدت حدودها البرية تقريبا وبناها التحتية استُهلكت خلال سنتين؛ بالاضافة إلى خسارة الاقتصاد ما يقدر بأكثر من 20 مليار دولار وفقا لأبسط قراءة

سابعا: لا توجد لدى الدولة اللبنانية جوازت سفر إضافية للبيع أو الإيجار ولا توجد لدى الشعب اللبناني نية الاشتراك الجرمي في تجريد الشعب السوري الشقيق من هويته وأرضه عبر إغرائه بالجنسية البديلة. ذلك أن الشعبين اللبناني والسوري ومن موقع الأخوة المطلقة يرفضان التوطين جملة وتفصيلا ويصران على وقف الحرب لكي يعود أشقاؤنا إلى بيوتهم المدمرة وحقولهم المجرفة لأنهم راغبون حتما وقادرون فعلا على إعادة الإعمار

ثامنا: إن لبنان قد أعد بالاتفاق مع المنظمات الدولية وبإشراف مباشر من السيد بان كي مون خطة لبنان للاستجابة للأزمة للعام2015 

L.C.R.P.

التي تم تحديثها في العام 2016. ونحن ملتزمون بهذا التعاون وبتأمين الحماية للفئات الضعيفة في لبنان وخصوصا النازحين السوريين والفقراء اللبنانيين، وقد أكدنا على ذلك في مؤتمر لندن. ولكننا مع الأسف نشهد في المقابل برودة في تنفيذ الالتزامات

تاسعا: إننا لسنا في حالة اشتباك مع الامم المتحدة حول بيان من هنا وتقرير من هناك أو تفسير لاحق لذاك البيان أو ذلك التقرير، فالمسألة في حقيقتها ليست من قبيل اللعب بالكلمات؛ لأن العتب اللبناني، بل وعتب دول الجوار أيضا، هو على الإدارة غير المثمرة من قبل الأمم المتحدة للحوارات في كل من سوريا واليمن والعجز عن إتخاذ قرار في مجلس الأمن يضع حدا لهذه الجريمة

مع هذا، فإن الانصاف يقتضيني أن أنوه بالجهود الطيبة التي يبذلها الممثلون الدوليون وخصوصا السيدة سيجريد كاغ وفيليب لازاريني وسعادة السفيرة كريستينا لاسن سفيرة الاتحاد الاوروبي وفريد بلحاج وميراي جيرار وتانيا شابويزا ولوكا رندا وجميع سفراء الدول المانحة الذين أصبحوا بحق صوت لبنان لدى دولهم وفي العالم

عاشرا: نحن على يقين أن سوريا ستنهض وأن أهلها عائدون إليها وأن لبنان سيكون قاعدة أساسا من قواعد إعمار سوريا، ذلك أن العودة المجردة من إعادة الاعمار هي عودة أخرى الى الحروب بشكل آخر

اضاف: “ولهذا، فإن العالم برمته مدعو للتكافل والتضامن مع الشعب السوري لكي يستعيد دولته وحياته ويرمم ما دمرته الجريمة المتمادية”.

وختم قائلا: “إن الشعوب الحية لا تستسلم للأزمة ولا تسمح لها بأن تبتلعها، بل هي التي تستطيع أن تحول الأزمة إلى فرصة؛ وها أنا أعلن أمام هذا الجمع المحترم أننا مصممون على العبور من الأزمة إلى الفرصة

برنامج المنتدى
ويتضمن المؤتمر أربع جلسات رئيسية تتناول كيفية الاستجابة الانسانية لموضوع اللاجئين والعقبات والافاق والدروس المستفادة من هذه التجربة، تأثير اللجوء على الدول المضيفة وما هي المستلزمات لتحويل الاعباء الى مكاسب، كيفية التعامل مع موضوع اعادة الاعمار في سوريا، وآفاق ومستلزمات عودة اللاجئين الى بلدهم

كما يتضمن اربع ندوات متخصصة متزامنة تتناول الوجه الاخر لازمة اللجوء من حماية الاطفال وتأمين التعليم المناسب لهم، الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمضاعفة القدرات، والتطرق الى الحرب والعملية السياسية والتحركات السكانية وحقيقة انتشار السوريين اليوم، اضافة الى ادراج برامج الشباب في خطط الاستجابة لمكافحة التطرف والعنف

كذلك ستعقد طاولات مستديرة متخصصة تتناول مواضيع الرعاية الصحية الأولية والصحة الانجابية، الى ضمان الشفافية في المساعدة الانسانية ومسألة تشارك البيانات بين الحكومات والهيئات الدولية والوطنية، ثم قضية تحديات اقامة مراكز ايواء صالحة للعيش اي احتوائها على المياه والطاقة والصرف الصحي، الى دور التقنيات الحديثة في تحسين المساعدة الانمائية للاجئين