طلق وزيرا السياحة ميشال فرعون والثقافة روني عريجي مهرجانات “ليالي ارز تنورين”، من القاعة الزجاجية في وزارة السياحة، في حضور وزير الاتصالات بطرس حرب، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، رئيسة مهرجانات “ليالي ارز تنورين” مارلين حرب، رئيس لجنة “مهرجانات القبيات” سنتيا حبيش، الفنانين غدي واسامة ومروان الرحباني وداعمي المهرجانات روجيه نسناس، جاك صوان، غابي تامر وميشال تويني. بعد النشيد الوطني، ألقت مارلين حرب كلمة جاء فيها: “بداية اتوجه بالشكر لوزير السياحة ميشال فرعون لتفضله برعاية هذا المؤتمر والمهرجان وللدعم المعنوي والمادي الذي يخصنا به. كما اتوجه بالشكر للرعاية المعنوية والحضور الشخصي لوزير الثقافة ريمون عريجي والشكر ايضا لوزير البيئة محمد المشنوق الممثل بالانسة لارا سماحة
اضافت: “اسمحوا لي ان اغتنم هذه الفرصة لاؤكد ايماني واعجابي بالانسان اللبناني الذي رغم كل الظروف الضاغطة نراه متحديا للصعاب تواقا الى التغيير والفرح والحياة. فالانتخابات البلدية التي تجري اليوم، تشكل دليلا ساطعا على تمسك هذا الانسان بقيم الديموقراطية والحرية والتنوع وبمبدأ تداول السلطات”، آملين “ان يعمد سياسيونا الى الالتزام بهذه القيم وألا نشهد تعطيلا لجلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية وللسلطات الدستورية في البلاد”. واشارت الى شعار “لبنان ارزة” وشعار “تنورين غابة الارز”، وهي الاكبر في لبنان، وقالت: “أجدادنا حافظوا على هذه المحمية وسلمت الينا ذخيرة نعتز بها. هم حافظوا عليها كونها تمثل شموخهم وحرصهم على لبنان. ونحن لجنة “ليالي ارز تنورين” على العهد مصممون على ان نتبارك بها، وان نزفها الى الخلود عبر مهرجان، أردناه منذ انطلاقته في الصيف الماضي ان يكون نوعيا”. وأعلنت عن اسماء اعضاء اللجنة وهم: رلى دويدي، رندة غندور، جاك صراف، روجيه نسناس، غابي تامر، ميشال تويني، ربيع كيروز، سهيل مطر ورفعت طربيه
وقالت: “نحن لا نرغب ان نضيف الى المهرجانات مهرجانا آخر طبق الاصل عن معظم النشاطات التي تحصل سنويا في لبنان، فقررنا ان نكون مختلفين، حاملين رسالة ثقافية ذات نوعية خاصة او لا نكون. فمن هذا المنطلق، وقع خيارنا على الرحابنة، اصحاب الفضل الكبير على لبنان والعرب، لانهم يمثلون تاريخا ناصعا ومجيدا من العطاء والفن. فالاخوان عاصي ومنصور، ومعهما السيدة فيروز، اطلقوا ظاهرة الفلكلور اللبناني الذي ما زال يدهش العالم حتى اليوم”. اضافت: “بعد ان استعرضنا ما يمكن ان يتوافق مع محمية ارز تنورين، ومع ما يجري من احداث في لبنان والمنطقة، وقع الخيار على عمل “ملوك الطوائف” . فهذا العمل رغم كونه قدم سابقا، يبقى مطابقا وصورة معبرة عما يجري اليوم”، موضحة ان “العمل من تأليف “المعلم ” وهذا ما يحلو لابنائه تسميته، العمل من تأليف الراحل منصور الرحباني ويشارك فيه فنانون كبار، اسمحوا لي ان اذكر منهم: الصديق الفنان غسان صليبا، وما له بالجميلة لانه جار تنورين ونسيب لها والانسة هبة طوجي، بالاضافة الى حشد كبير من المطربين والممثلين والراقصين”، مشيرة الى ان “العمل سيكون باشراف ابناء المبدع منصور الرحباني: غديومروان واسامة
ووعدت بتقديم “اعمال ابداعية على مستوى عالمي تحول “ليالي ارز تنورين” في السنوات المقبلة الى مهرجانات دولية، كما في هذه السنة وفي السنة التي مضت، خالدة مثل ارز تنورين”. وقالت: “لقد خصصنا لاقامة هذا المهرجان موقعا ضمن المحمية رسمه وصقله ازميل الفن الالهي، الذي منح غابة الارز كنزا طبيعيا نحسد عليه”. وأعلنت ان وسائل النقل واماكن بيع البطاقات ستكون مؤمنة في مدى الساحل اللبناني، من طرابلس الى بيروت، وفي مراكز يعلن عنها في حينه، كما سيؤمن ايضا موقع لركن سيارات الوافدين الذين يرغبون باستعمال سياراتهم الخاصة للانتقال الى تنورين. وختمت كلمتها بشكر “زوجي وزير الاتصالات الاستاذ بطرس حرب على الرعاية والدعم الذي يقدمه لانجاح هذا المهرجان، وكل من تكرم وساهم ماديا ومعنويا لاعطاء ليالينا هذه الصيغة الفريدة. والشكر للجنة الليالي من سيشاركنا المتعة بمشاهدة العمل الفني الرائع، فليلة في محمية ارز تنورين لا تنسى مدى العمر
ثم تحدث الوزير عريجي، فقال: “نلتقي اليوم للاعلان عن برنامج مهرجان “ليالي ارز تنورين” الذي انضم السنة الماضية الى سلسلة المهرجانات الفنية المميزة التي تزين وتغني صيف لبنان. مهرجان تنورين له عندي مكانة خاصة فهو يحصل في الشمال وخصوصا في جبال الشمال في مدينة تنورين العزيزة”. وأشار الى ميزات هذا المهرجان، وابرزها انه يقام في موقع طبيعي مميز وخلاب، يساهم في الانماء الثقافي المتوازن الذي نصت عليه مقدمة الدستور عبر نقل مسرحية غنائية عالية المستوى الى مناطق بعيدة نسبيا عن العاصمة، ما من شأنه اعلاء المستوى الفني والثقافي في هذه المناطق، يشجع على السياحة المحلية عبر حث المواطنين الى زيارة المناطق المختلفة من لبنان للتعرف اليها، الامر الذي يزيد الالفة في ما بينهم، ينشط الحركة الاقتصادية المحلية”، مشيرا الى ان المهرجانات أصبحت محطات اساسية في الدورة الاقتصادية المحلية خصوصا في المناطق الجبلية. واخيرا يضفي جوا من الفرح والجمال والفن الراقي
واعتبر “ان موضوع المهرجان مهم جدا، من وجهة نظر وزارة الثقافة، كونه يعرض لعمل مسرحي غنائي راق وذي مستوى عال، عنيت “ملوك الطوائف” للراحل الكبير منصور الرحباني، الذي شارك فيه عدد من مبدعي آل الرحباني، هذه العائلة التي مع السيدة العظيمة فيروز أعلت شأن الفن في لبنان والعالم العربي وكتبت أحلى واغنى صفحات المسرح الغنائي اللبناني. تحية من القلب والعقل والوجدان والوفاء الى ذاكرة وروح عاصي ومنصور واطال الله بعمر السيدة فيروز والاستاذ الياس ولمزيد من العطاء للجيل الجديد”. وقال عريجي: “على صعيد آخر، تجري الانتخابات البلدية في جو من الديموقراطية، وهذا الامر يؤكد تمسك اللبنانيين بحقهم في ممارسة العمل الديموقراطي وبروح عالية ومسؤولية. وان شاء الله تنطلق البلديات بعملها الانمائي الذي نتمنى ان يطال القطاع الثقافي، وتبقى الغصة الدائمة والموجعة بفراغ مركز رئاسة الجمهورية”. اضاف: “كل هذه الامور ما كانت لتحصل لولا جو الامن والطمأنينة الذي يؤمنه الجيش وقوى الامن الذين نوجه لهم التحية والمحبة والامتنان
ثم القى فرعون كلمة رحب فيها بوزير الثقافة “الذي نواكب معه الحركة الاستثنائية في كل مناطق لبنان، وبالوزير حرب ولجنة مهرجانات ارز تنورين برئاسة مارلين حرب”، وقال: “ان ما تقوم به رئيسة اللجنة هو عمل مميز، ليس فقط لتنورين بل على الصعيد الثقافي والسياحي في كل لبنان”. اضاف: “اسمحوا لنا ان نكون متفائلين اليوم، لان وسائل الاعلام تدعنا نعيش في مناخ من الحرية، ولان اجواء الديمقراطية تسود كل لبنان بشكل راق وحضاري، ولان مشكلة النفايات اصبحت وراءنا، وهذا ما يبشر بموسم سياحي مميز وبعدد كبير من المهرجانات، اضافة الى تسليط الضوء على كل الثروات الموجودة في كل المناطق مثل “بيوت الضيافة” و”الخارطة السياحية” في كل لبنان، وهذا نوع من نجاح خطة السياحة الريفية، وهو ما يدعو الى الغبطة لان هذه المناطق التي لم نكن نعرفها، وكذلك الجمهور اللبناني ومنها تنورين وعكار وغيرها، تملك طاقات وفرصا تؤدي الى نمو سياحي ونشاط على اكثر من صعيد
وتابع: “لفتني كلمة قالتها السيدة مارلين حرب عن الفن الالهي الموجود في كل لبنان، لدينا غنى بالثروات الالهية التي يمتلكها لبنان رغم التهديد البيئي في كثير من المناطق، ان على صعيد المرافىء السياحية او على صعيد الاودية كوادي ادونيس، وان على صعيد بعض المناطق التي يتواجد فيها الغنى الالهي. لذلك، علينا المحافظة على هذه الاماكن وعلى الغنى الالهي”. وحيا فرعون مارلين حرب ولجنتها “التي جعلتنا نعيش في اجواء المهرجانات، خصوصا ان مهرجانات ارز تنورين اصبحت من المهرجانات المهمة”، كما حيا القوى الامنية والجيش البناني الذين يؤمنون حرية المواطنين والحرية الاعلامية وحرية التعبير وتحمي حدودنا وانتخاباتنا البلدية التي تجري في اجواء من الديموقراطية من خلال اتفاق سياسي على الامن وتغطية سياسية داخلية وخارجية
وقال الفنان غدي الرحباني: “التاريخ يكرر ذاته طالما الناس لم يتغيروا. القوي ما زال يحلم بالحرب واستعباده الاخر، والضعيف يصارع من اجل الخبز والحرية. “ملوك الطوائف” تروي مرحلة هامة من تاريخ العرب في الاندلس، يوم راحت الدولة الموحدة تنقسم الى دويلات، واستغل كل حاكم او امير مدينة سماها مملكة، ودعي الجميع “ملوك الطوائف”. اضاف: “كان عدد هذه الدول يقل او يكثر تبعا لسياسة “افتراس الاخر”، ومن غرائب الصدف ان يكون عددها يوم كان المعتمد ملكا على إشبيلية – اثنتين وعشرين (22) دولة، اشقاء في العلن،اعداء بالسر، يكيد واحدهم للاخر، ويتسابقون على نيل رضى ألفونسو السادس ملك كاستيليا. كان ألفونسو يبتزهم، فيفرض عليهم خوات مالية بحجة دفاعه عن السلام، ويجبرهم على ان يقاتلوا الى جانبه، ويقاطعوا من يقاطعه
وتابع: “ملوك الطوائف”: حكايات مجد وانكسار، اخلاص واغتيالات. قصة حب خالد بين المعتمد بن عباد (ملك اشبيلية ) واعتماد الرميكية (الغسالة التي صارت سيدة القصر). يكرر ذاته التاريخ وملوك الطوائف يتكررون. يعودون في ازمنة وامكنة متعددة. ولعلنا اليوم نعيش هذا التاريخ، وقد نصادف احد هؤلاء الملوك يتصدر احدى الحفلات، او يصرح لوسيلة اعلامية”. وأعلن ان “ملوك الطوائف” رائعة منصور الرحباني، نستعيدها في هذا الصيف ضمن “ليالي ارز تنورين” 19 -20 و21 آب 2016″، نستعيد ايضا حضور الغائب الحاضر منصور مؤلف وملحن هذه المسرحية منذ ثلاثة عشر عاما وكأن رؤيته أتت لتثبت انه لم يتغير شيء منذ ذلك التاريخ القديم ولا حتى في زماننا الحاضر بل الاوضاع تزداد سوءا وفسادا وانحطاطا وذلا، اكان في لبنان ام في العالم العربي كله
وختم: “برؤية اخراجية ومشهدية جديدة ومبتكرة وديكور جديد يناسب ويلائم الاطار العام لغابة ارز تنورين، هذا الارز الموغل في القدم، المتجذر في ترابات هذا الوطن. ضمن اضاءة اسرة حالمة ودرامية في آن، وازياء تحاكي المرحلة التي نحن بصددها، وكوريوغرافيا متقنة خادمة للموضوع مع موسيقى اندلسية النكهة شرقية السمات رحبانية الهوى جذورها في المشرقية وتطلعاتها نحو العالمية، “ملوك الطوائف” حوالى مئة فنان بين مغن ومغنية وراقص وراقصة ومنشد ومنشدة على رأسهم غسان صليبا وهبة طوجي ونخبة من ألمع ممثلي المسرح الغنائي”. كما تحدث اسامة الرحباني عن ملوك الطوائف وغنت الفنانة هبة طوجي