تعتمد الفنانة مي مطر استراتيجية جديدة في هذه المرحلة من مسيرتها الفنية. هي التي صرحت مراراً وتكراراً على مر السنين ان شغفها بالفن لا يرتبط بعدد الحفلات والسهرات التي على الفنان ان يحيها سنوياً ليبقى نجمه ساطعاً في وسط فني “غدار” لابل على العكس رفضت عدة عروض فنية وكثفت من اصدار اعمالها الغنائية الخاصة في السنوات الأخيرة وغابت عمداً عن سهرات رأس السنة واضعةً نصب اعينها التركيز على تربية اطفالها وتكريس معظم وقتها لهم. اليوم ولداها يعيشان نمط حياة مستقر ومريح يكبران بكنف عائلة محبة ويدعمان امهما في مسيرتها. فخلطت اوراقها المهنية من جديد وكثفت حفلاتها منذ عامين حتى اليوم لتصبح سريعاً رقماً مهماً في ارقى السهرات لفتتنا اجواء سهرتها حيث سبقها فقرة غنائية بصوت التينور ايليا فرنسيس واخرى بصوت اجنبي مميز، اضافة لفرقة عزفت بجو شبابي مرح ناهيكم عن فقرة الممثلة والمغنية يمنى بو حنا التي نقلتنا الى اجواء جزائرية عريقة. وطلت نجمة السهرة مي مطر لتغني باقة من الاغاني القديمة والجديدة بعضها عصري وبعضها الآخر أصيل لكبار الاسماء في تحدٍ مزروع بالمجازفة لانه وان فشلت فقد تُظلم اما لو نجحت فستستحق لقب سيدة الاحساس.
وربحت الرهان واسرت الجميع… تفاعل الجمهور بشكل ملحوظ بصوتها الدافئ وازدادت طلباته كمن يختبر قدراتها الصوتية فشدد الحضور بإلحاح لتغني للقدير الراحل ملحم بركات ولبت الطلب باداء مميز . مي مطر اطربت الحاضرين بنمط موسيقي صعب ثم لامست روحهم الوطنية واشعلت الاجواء بأغاني تعكس واقع لبنان وحالة شعبه وسط سلسلة ازمات اقتصادية وسياسية. غنت الرومنسية، غنت اللون الشعبي وغنت المواويل والدبكة البعلبكية كوكتيل ناجح حتى ساعات الصباح الاولى مي مطر عمدت على اعتماد التنويع في اختيار اغانيها الخاصة على مر السنين لكن انطبع في ذهن المستمع انها سيدة الاحساس في الاغاني الحزينة. يبدو انها تعمل على تغيير وتعديل هذا الانطباع في حفلات مرحة وسط اجواء مفرحة فهل تسعى لخلق هوية فنية جديدة ام لاثبات انها فنانة شاملة؟