كم هو مؤلم ان لا يحضن لبنان أبناءه حتى يلمع نجمهم في وطنهم أولاً ثم من حول العالم فيكون الفنان ممتن من بلده صانعاً إسماً لامعاً يؤثر على الجيل الصاعد ويزيد من طموحهم. لن نعود بالذاكرة الى العصور الذهبية لنترحم على الماضي البعيد، بل سنذكر من عصرنا الجديد حال بعض الأسماء التي مشت دربها الفني على هذا النحو وشاركت في برامج إكتشاف المواهب في لبنان ثم أصبحت من المشاهير كملحم زين، وائل كفوري، نوال الزغبي، اليسا وغيرهم… مع تفاقم أزمات لبنان تغيّرت المعايير وأصبح هذا الوطن المجروح والمكسور الخاطر يفتخر بكل من ينجح في الخارج ليشير عند الحاجة، انه من أصول لبنانية!! أما الأمر الذي يدعي أيضاً ان نتوقف امامه وسط هذه الظروف، هو حين ينجح فنان مغترب لبناني ويحقّق نجاحات مرموقة في الخارج بمجموعة أغاني باللهجة اللبنانية فقط!!! الفنان علاء خزام تمسك بلغته الأم وظل يغني لبناني بنمط طربي رومنسي ولأنّ بعض الدول المستضيفة كأهل الامارات، تقدّر معنى الحياة والوجود وتدفع بالإنسان قدماً لتطوير ذاته فتحت ابوابها للفنان علاء خزام فحمل إمتنانه لها وإسم لبنان واللهجة اللبنانية اينما حل وجاء إنفجار مرفأ بيروت ثم تدهورت العملة اللبنانية بالتزامن مع وباء كورونا فسارع أهل الفن اللبناني بمغادرة لبنان حاملين إقامة ذهبية للسكن خارجاً فيما هو تواصل مع لبنانيين منتشرين حول العالم قدم معهم عملاً فنياً حاز على انتشار كبير في اغنية “بدنا نرجع” مصمماً على اعطاء جرعة أمل وإيمان في بلده لبنان الذي يعيش فترة انهيار وحرب اقتصادية صعبة ومع ذلك حزم علاء أمتعته ووصل الى الاراضي اللبنانية ولو لعطلة صغيرة يؤكد فيها انه لازال وفي لوطن لم يحضنه لا مهنياً ولا إجتماعياً وسط غياب الدولة واهتماماتها بالفن منذ سنين مضت حتى الأن وأطلق علاء خزام منذ أيام اغنية رومنسية لبنانية تحمل إسم : سرقة من كلماته وألحانه وغنائه وتنال نسبة مشاهدة مرتفعة في السوق الرقمي أنغامي وعلى اليوتيوب كما يتم عرضها على القنوات اللبنانية وتبث عبر أثير الإذاعات في لبنان والعالم محتلّة مراتب متقدمة لدى المستمعين.
لبنان أعطى العالم مبدعين كثراً، طبعوا بكلماتهم وأنغامهم موسوعة لبنان العابرة للبحار…ومؤسف أن تحدّ هذه الدولة من طاقات المقيمين فتدفع بهم إلى أحضان الخارج. الفنان علاء خزام احد هذه الأمثلة، التي لا بد ان نفتخر بها ولو بعد حين…!؟