أطلق الفنان مارك سلّوم أغنيةً بعنوان “شو في بكرا” وهي تتمحور حول هواجس اللبنانيين خلال الحجر الصحي وما قد يأتي بعده.
كلام الأغنية ولحنها يبدأ مع وطأةٍ ثقيلةٍ تعصر القلوب، ويعبّرعن قلق الناس الذي يتفاقم عندما يطول الانتظار ويزداد الوجع. كما انه ينبثق من الظروف الراهنة ويطلق نداء توعيةٍ للتذكير بالالتزام بشروط الوقاية من فيروس كورونا كما يدعو للتحلّي بالمزيد من الصبر، إلى حين تنقشع الغيوم ونعبر مع أحبّائنا نحو أيامٍ مشرقةٍ.
الأغنية الجديدة من كلمات مارك وألحانه، توزيع أليكساندر ميساكيان، يؤدّي فيها صولو على آلة الكمان العازف جاك اسطفان وتم تسجيلها في استديو طوني عيراني. كما تولّى تصوير الفيديو المرافق للأغنية المخرج الشاب إيدي شكرالله. واللافت ان الفيديو يتضمّن استعادةً للمشاهد التي انطبعت في ذاكرة اللبنانيين خلال الفترة المنصرمة مع التشديد على مرور سنة منذ بداية انتشار فيروس كورونا ثم توالي الأحداث الأخرى.
تشكّل “شو في بكرا” استعادة لأغنية “محجور قلبي” التي طرحها خلال العام الماضي مع بداية انتشار فيروس كورونا، ويحثّ فيها الآخرين على الالتزام بالحجر الصحي بهدف حماية أنفسنا والمقرّبين، وأعطى في تلك الأغنية أملاً كبيراً لكل من يلتزم بهذا الحجر مشدداً على ان غد أفضل ينتظرنا وينوّه فيها الى ان كل من يلتزم بالحجر سوف يخرج ويجد نفسه أقوى من السابق.
الملحّن الشاب مارك سلّوم انطلق من الجملة الموسيقية نفسها وتوسّع بها خدمةً للنص الجديد، إنما بصيغة وأسلوب مختلفين تماشياً مع الظرف الحياتي الراهن وانسجاماً مع الحالة العامة، وانعكس ذلك من ناحية الكلام كما من ناحية البنية الموسيقية للعمل، مع إستعادة اللازمة “ما فينا نسلّم ولا نتباوس أكيد… لازم نضحي تما الأزمة علينا تزيد” في كل من الأغنيتين.
مع حصول فاجعة مرفأ بيروت في ٤ آب، التي هزّت البلاد وأدمت القلوب، لم يتوانى مارك سلّوم عن التعبير من خلال أدائه لأغنية “عالموت ودّونا”، عن صرخةٍ مدوّية وقّعت كلامها الشاعرة لورانس لافاند ولحّنها مارك سلّوم واهتم بتوزيعها الموسيقي طوني بو خليل.
كما رافق إطلاقها فيديو مؤثّر جداً من توقيع المخرج جيلبير كرم، تضمّن لقطاتٍ من تشييع الضحايا ووجع أهلهم. قُدّمت هذه الأغنية الى الضحايا وأهلهم الذين خسروا فلذات أكبادهم في تلك المأساة الغير مسبوقة كما الى كل من لحقت به الخسائر والأحزان جرّاء تلك الحادثة الأليمة. ولاقت تلك الأغنية رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من ناحية عدد المشاركات للفيديو على صفحة مارك سلّوم الرسمية وقناة يوتيوب الخاصة به.
في النهاية، يمكن لمن يستمع إلى “الثلاثية” التي أصدرها مارك سلّوم أن يراها كعمل واحد من عدة أجزاء، ميّزها التكامل والإنسجام بين كل أجزائها لتشكل حكاية كل إنسان يعيش في هذه البقعة من العالم وهذه الفترة من الزمن، على أمل ألّا تطول هذه الحالة “لكلّ العمر”.