تعتبر الشعوب العربية بشكل عام والشعب اللبناني بشكل خاص، شعب عاطفي يتأثر بسهولة ، يبكي بسهولة ويغضب بسهولة هذا يصب حيناً لصالحنا وأحيانا ضدنا.

نربط العاطفة بقيم نتمسك بها مع نشأتنا، كالعاطفة داخل الأسرة الواحدة فالعائلة هي نواة المجتمع، إنّها الحيّز الذي تُخلق فيه عواطف الأمومّة والأبوة بدفئها، فليس أجمل من علاقة الدفء التي تجمع الوالدين بأولادهما، وعلاقات التعاون والمحبّة والبر التي تتجلى في احترام الأبناء لآبائهم، ففي العائلة تحرص الامهات بشكل خاص على تربية أبنائها تربية سليمة…بناءً على هذه المبادئ اصبح يكوّن الشعب اللبناني رأيه على اي انسان من حوله حتى حين يتأثر بوجوه فنية معروفة، يسعى بفضول لمعرفة الكثير عن حياتها اليومية والعائلية كأنه متعطش لتعود “الاخلاق” كأبرز معيار للنجاح في كل المجالات
و تصبح قدرة النجمات على اظهار العاطفة هي المقياس بنظره وعلى اساس ذلك إما يقدر اعمالها المهنية مهما علا شأنها او ينبذها! وصفي هذا لا ينطبق على الجميع لكنه يطال شريحة كبيرة جداً من المجتمع الذي يتمنى من كل شخصية تحت الضوء ان تكون غنية بالعاطفة مهما كانت (ثورة، غضب، اندفاع، انفعال، محبة، مشاركة او كره، غرور، عدائية …)

كم من مرة شاهدنا حروب كلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين المشاهير وبين المعجبين دفاعاً عن نجمهم المفضل؟ وذلك لان العاطفة هي سيدة الموقف سواء كانت عاطفة الكراهية او الغيرة او المحبة فهي كفيلة لتحريك الجيش الالكتروني فيما تكون تلك الشخصيات المعروفة و الصحافة الالكترونية وشبكات الانترنت كاليوتيوب اول الرابحين في نسبة القراء او المشاهدة وفي كسب المال من
خلال العالم الافتراضي

لكن ماذا يحصل حين تفاجئنا الوجوه المعروفة وتضع العاطفة بخدمة نقل صورة حقيقية عن عالمها بعيداً عن التكلف والتصنع؟

 

مع ملكة الجمال والممثلة نادين نسيب نجيب

يشاهد الجمهور يومياً صورها مع اولادها، احتفالها بعيد مولدها مع ابنتها وابنها وعناقها الحار لهما. بالاضافة لتفاعل الجمهور بعد ان تضررت شقتها اثر انفجار مرفأ بيروت واصابتها بجروح عديدة وخضوعها لعملية في وجهها كل ذلك حرك عاطفة الناس اكثر فاكثر لان نادين نجيم ليست فقط ممثلة لها قاعدة شعبية واسعة بل هي ملكة جمال سابقة، وجه اعلاني لشركات عديدة ورمز للجمال بنظر شريحة من اللبنانيين
ورغم المأساة التي عاشها لبنان في ٤ آب مع انفجار مرفأ بيروت لم تسلم نجيم من الاشاعات فمنهم من قال انها تشوهت وضاع جمالها الذي لن يعود ابداً لسابق عهده لتنشر نجيم صورة لها من سرير المستشفى تكذب فيها الاشاعات المبغضة وتظهر بوجه جذاب رغم التعب.
ومع انها تطلقت بهدوء ورقي وحافظت على خصوصية بيتها من اجل اطفالها الا ان عدد كبير من فيديوهات اليوتيوب يومياً تحمل عنوان “السبب الحقيقي وراء طلاق نادين نسيب نجيم ” وينال نسبة مشاهدة مرتفعة الا ان المضمون فارغ من اي تفاصيل جديرة بالذكر
وان كان الجمهور يزداد اعجاباً بشخص نادين فلأنها تظهر على طبيعتها في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. تنام جنباً الى جنب مع اولادها، تشاهد معهما الرسوم المتحركة، تمرح، تمزح، تنتقد، تنفعل، ترد بعنف ان لزم الامر وتفيض حناناً لذا تعد من اهم الوجوه المعروفة التي يرتفع معدل معجبيها سريعاً يومياً
يذكر ان نادين نسيب نجيم قد انهت في تموز تصوير مسلسل ٢٠٢٠ الذي كان من المفترض أن يعرض في رمضان الفائت، ولكن تم تأجيله بسبب فيروس كورونا الذي حال انذاك دون استكمال تصوير كامل حلقاته. لذا سيعرض في رمضان ٢٠٢١ لدسامة المواضيع التي سيتعرض لها،وقد انضم القنان رامي عياش لاسرة العمل بدور شقيق نادين

 

مع الممثلة السا زغيب

من يتابع صفحات الممثلة ومقدمة البرامج السا زغيب لا بد له ان يضحك بين صورة واخرى. فأجواؤها عفوية، تتشارك مع الناس حول احاديثها مع اطفالها وتحافظ على اجوبة اولادها كما هي لتنقلها للناس بالفيديوهات
تنشر جولاتها في الطبيعة مع صغارها وزوجها، تهوى المغامرة والمزاح ما يعكس للناس صورة المرأة التي تعيش ببساطة، تتفاعل مع احداث البلد ولا تخفي رأيها ارضاءاً لاحد.
رغم ان جمهورها لم يعد يقتصر على الشعب اللبناني بل يطال شعوب عربية بعد مشاركتها باعمال عربية و اعمال لبنانية اطلت بها تمثيلياً جنباً الى جنب مع وجوه عربية معروفة آخرها في مسلسل ما فيي بجزئيه، ورغم ان مصلحتها المهنية تقضي بالبقاء على الحياد الا انها تعبر بعفوية عن مخاوفها حول ما تخفيه الايام القادمة على لبنان وعليها وعلى اولادها
وفي اكثر من مقابلة لها اكدت ان عائلتها تأتي في المقام الاول في حياتها، فمن اجل ولديها غابت لفترة عن الشاشة ومن اجل عائلتها تختار اليوم بدقة اعمالها وتكتفي بان تطل بمسلسل واحد سنوياً حتى لا تقع بفخ التقصير تجاه اسرتها
بعد هذه التصريحات زادت نسبة متابعيها على صفحات التواصل الاجتماعي واول وصفٍ يتم ربطه بإسمها في المجالس يكون “تلك التي ننتظر يومياً فيديوهات وصور عن نشاطاتها الطريفة مع عائلتها” واصفين زواجها بالمثالي ورمز للعائلة اللبنانية

 

مع الفنانة مي مطر

بصوتها الرومنسي واغانيها التي تحمل معاني الحب، المساواة والفراق والعتب بكلماتها، نجحت منذ اول خمس سنوات من مسيرتها الفنية بان تصبح رقماً صعباً لكن عام ٢٠١٧
بعد وفاة زوجها لاعب كرة السلة في فريق الهومنتمن بسبب عارض صحي مفاجىء تحول تركيز الناس نحو حياتها الخاصة واصبحت من يومها عُرضةً للاشاعات تارة ينشر ان زوجها مات مقتولاً، وهذا عار عن الصحة وطوراً ينشر عن زواج جديد و طلاق ليتبين انها اخبار كاذبة. بالاضافة لحقيقة تعرضها لهجوم مسلح وعملية سرقة قد فشلت وبعدها وقعت من جديد ضحية الاقلام الصفراء فكان آخرها منذ ايام بخبر نشر على احدى المواقع الالكترونية ثم تم حذفه سريعاً ومفاده ان مي مطر على علاقة مع نائب لبناني غير ان صاحب الموقع والذي ينتمي لجهة سياسية معروفة ازعجه آراء مي مطر الوطنية فحاول استفزازها ببضع اسطر كاذبة وحين لم يفلح حذف الخبر المزيف
ليس بأمر جديد على الاقلام الصفراء استغلال مآسي الفنانين لكسب عدد كبير من القراء خاصة تلك الأقلام التي عرف عنها القيام بحفلات تدعي فيها التكريمات لاقاربها ومعارفها بهدف لفت النظر وكسب المال

ولازال جمهور مي مطر يملك الفضول لمعرفة سر هذه المرأة التي استمرت بتقديم اعمال فنية تحتل الصدارة ” عبر تطبيق انغامي” والاهتمام بولديها في آن ونشر اطرف لحظات يومياتها معهما عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بالاضافة لتميزها كمنولوجيست عبر اشرطة سريعة تنتقد من خلالها مشاكل اجتماعية لبنانية
ومع بدء الازمة الاقتصادية، اصدرت اغنية وطنية ثم بعد انفجار مرفأ بيروت قدمت عملاً فنياً مؤثراً لبيروت ويعرض عبر مواقع الانترنت حلقة خاصة لها مع الاعلامي نيكولا داغر حيث قام الأخير بزيارتها في منزلها ومحاورتها في غرفة العاب ولديها وبحضورهما
هذه البساطة والصراحة والشخصية المرحة التي تظهرها مي مطر للناس بعفوية تثير اعجاب
المتابعين ويزيد من عددهم على صفحاتها بشكل مستمر

تغير معيار النجومية في يومنا هذا، فالى جانب الاعمال الناجحة اصبح مهماً للجمهور اللبناني ان يلمس وجود العاطفة في حياة اهل الوسط الفني ربما لانه متألم يلملم جراحه وحيداً وهل من أمان مضمون اكثر من حضن الام ؟