تحت عنوان “كل 6 ساعات لبناني يفكّر بالانتحار… الأزمة الاقتصادية تحوّل اللبنانيين الى رهينة”، كتبت نور نصر في الأنباء

منذ أشهر ولبنان يعاني من أزمة إقتصادية وإجتماعية حادة أوصلت لبنان الى حافة الانهيار، وجعلت من الشعب اللبناني رهينة الازمات المتلاحقة من الرغيف وصولاً إلى المحروقات وتدهور سعر العملة وإقفال العديد من الشركات وبالتالي زيادة معدلات البطالة، حتى بات المواطن غير قادر على تأمين مستلزمات الحياة الأساسية والبسيطة، وأصبح المجتمع اللبناني يقتصر على طبقتين فقط هما الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة واحيانا ما دون خط الفقر مع إختفاء للطبقة الوسطى

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان يتم تسجيل العديد من حالات الإنتحار في الأشهر الماضية، وتعود أسبابها إلى الأوضاع القاسية والضغوطات الإجتماعية التي أنهكت المواطن اللبناني، وقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين بخبر انتحار شابين، والمفارقة انهما من حملة الشهادات العليا ولكن من عداد العاطلين عن العمل، ما دفعهما للاقدام على الانتحار

وفي الارقام، يشهد لبنان حالة انتحار كل ثلاثة أيام، أي ما يقارب 150 حالة انتحار سنوياً بحسب إحصاءات قوى الأمن الداخلي. ولا تشمل هذه الأرقام حالات الانتحار غير المسجّلة أو المكتومة، لاعتبارات دينية واجتماعية. وبحسب جمعية “إمبرايس” ففي كل 6 ساعات هناك أحد يفكر بإنهاء حياته وأن غالبية المتصلين بخط الحياة أي الخط الساخن بالجمعية هم أشخاص يعانون من ضغوطات نفسية ويشكون كافة أنواع الضيق الاجتماعي

وتوضيحاً لمدى تأثير الأوضاع التي يمر بها البلد على الصحة النفسية ونسب الإنتحار، أكدت المعالجة النفسية نضال رياشي في حديث لـ”الأنباء” أن الإنتحار لا يحدث في البلاد المنخفضة الدخل فحسب بل هو ظاهرة عالمية في جميع أقاليم العالم، مشيرة الى أن 75% من حالات الإنتحار العالمية حدثت عام 2012 في البلدان المنخفضة الدخل

ولفتت إلى أن الكوارث الطبيعية والنزاعات الأهلية والأوضاع الإجتماعية من الأمن والمال والسكن تزيد من خطورة الإنتحار وذلك يعود إلى تأثيرات هذه العوامل على الرفاه الإجتماعي

وأضافت أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في هذا الإطار ومنها الضغط النفسي والتوتر الإنفصام وخاصةً الإكتئاب

عرّفت رياشي الإنتحار على أنه الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمداً في قتل نفسه وقد يعود الأمر إلى إضطراب نفسي كالإكتئاب أو الإنفصام أو الإدمان على الكحول والمخدرات وغالباً ما تلعب بعض العوامل الأخرى مثل الصعوبات المالية أو المشاكل الإجتماعية دوراً في ذلك

وردا على سؤل عن أساليب الوقاية، اعتبرت رياشي أن هناك العديد من الأساليب منها تعزيز العلاقات الشخصية ويعتبر الأهل والأصدقاء المصدر الكبير وشددت على أهمية إنتباه الأهل للصحة النفسية لأطفالهم ووجوب تقديم الدعم الإجتماعي والعاطفي لهم وفي حال لم تتغير حالة الشخص وجوب التوجه إلى أخصائيين في هذا المجال. بالإضافة الى وضع إستراتيجية شاملة متعددة القطاعات وذلك من خلال برامج الإرشاد لتعزيز الترابط بين الشباب، أنظمة الوقاية على نطاق المجتمع لتمكين المجتمع من معالجة هذه المشكلة والبرامج المدرسية للوقاية من الإنتحار

تعود حالات الانتحار لدى الشباب اللبناني لتفتح باب النقاش حول الوعي العام تجاه العلاج النفسي وطبيعته وقوننته، مع الإشارة إلى وجود جمعيات مجانية وشبه مجانية للحصول على خدمات طب نفسي ومعالجين نفسيين أو دعم أسري أو إستشارة وجمعية

“Embrace”

هي إحدى هذه الجمعيات ويمكن التواصل معها عبر الخط الساخن للدعم النفسي والوقاية من الإنتحار1567

نور نصر

المصدر: الانباء