“أمر لا يصدق”… هذا ما خلص اليه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، في تعليقه على ما حصل بالامس بالاضافة الى المماطلة في ملف تأليف الحكومة، حيث حمّل السياسيين مسؤولية ما هو حاصل، قائلا عبر تويتر: يوم آخر من الارتباك حول تشكيل الحكومة، وسط احتجاجات متزايدة “، مشدداً على ان “السياسيين لا يجب أن يلوموا الناس بل يجب أن يلوموا أنفسهم على “هذه الفوضى الخطر

فهل أخذ المعنيون بالتأليف هذا الموقف الاممي على محمل الجد، فبادروا الى التأليف انطلاقا ايضا من تجدد التحركات في الشارع وفي موازاة الكلام عن مهلة 48 ساعة لتأليف حكومة اختصاصيين توحي بالثقة؟

الـ 10% تبقى هي الطاغية

فقد علق مصدر في تيار “المستقبل” على هذه الوقائع، قائلا: ما من شيء واضح، حتى ولو اصبح الامل بأن تبصر الحكومة النور خلال ساعات بنسبة 90% فان نسبة الـ 10% تبقى هي الطاغية الى حين ثبوت العكس

واعتبر ان ما حصل ليل امس فيبيروت قد يكون مرتبطا باللقاء الذي جمع قبل ساعات رئيس مجلس النواب نبيه بري بالوزير جبران باسيل والاعلان عن تخفيض السقوف من بعده. قائلا: لكن اذا كان هناك فعلا خفض سقوف لا بد من تأليف الحكومة وليس اللجوء الى الخراب، متهما عناصر من قبل حركة ” امل” و”حزب الله” بالاعتداء على المصارف ليلا

وتوقع المصدر انه في حال صفت النيات بين اطراف الفريق الواحد، ستصدر الحكومة التي يريدونها لكنها لن تستطيع فعل شيء سوى الفوز بلقب دولة الرئيس ومعالي الوزراء. اذ لا قدرة لديها على الانقاذ من دون دعم دولي، وهذا غير متوف

واضاف: قد تستطيع هذه الحكومة التي يدعمها “حزب الله”ان تليّن الموقف الاوروبي والفرنسي لكن ليس الاميركي ولا البنك الدولي، مع العلم انهما اساسيان في اي دعم او مساعدة للبنان

المعارضة

وعن امكانية ان تنجح الاطراف التي بقيت خارج التركيبة الحكومية بتشكيل معارضة فعلية، قال: قد يكون هناك حاجة لذلك لان معارضتها “منها وفيها” بمعنى انها غير قادرة على الانجاز، وخير دليل الانتقاد اللاذع الذي وجهه كوبيتش اليوم. واضاف: على اي حال ان المعارضة ستتبلور من خلال الاداء في مجلس النواب، مع العلم انه لا يمكن التعاطي مع النائب وليد جنبلاط على هذا الاساس اذ انه قد يشارك في الحكومة بشكل او بآخر

وماذا عن “المستقبل” و”القوات“، قال المصدر: تأليف معارضة من هذين الطرفين سيجعلها ضعيفة كونها تمثّل اقل من ثلث اعضاء المجلس.

وعن كلام الدكتور سمير جعجع اليوم عن أن”الرئيس سعد الحريري خذل القوات ولم يكن مناسباً تأييده لرئاسة الحكومة”، اجاب المصدر: قد يكون جعجع شعر بالخطأ لانه تصرّف من منطلق “ردّة الاجر

دياب يغامر

لكن اكد المصدر ان ما دفع الحريري الى عدم القبول بالتأليف هو عدم ثقته بان الطريق ستكون ممهدة، على خلاف الرئيس حسان دياب الذي يمكنه ان يغامر دون “ان تفرق عنده”، لان كل ما يسعى اليه هو دخول نادي رؤساء الحكومات. فاذا نجح سيسجل الانجاز لذاته، اما اذا فشل فسيرمي المسؤولية على السياسات السابقة. اما الحريري فينطلق من قاعدة شعبية تمنعه من تقديم المزيد من التنازلات