كتبت زكية الديراني في “الأخبار”: سنوياً في مثل هذا التوقيت، تبدأ القنوات بالترويج لمشاريعها الجديدة، فتطلق بعض البروموهات التي تعلن عن رزمة برامجها التي تدخل فيها فصل الخريف. محطات عدة خارج المنافسة بعدما شلّتها الأزمات المالية والسياسية، فيما البقية تحاول الصمود في وجه المصاعب

جمعت القنوات المحلية برمجتها الخريفية في سلّة واحدة، وستبدأ قريباً الكشف عنها تباعاً. في الإجمال، لا مفاجآت في “الخزنة” السرية التي تحرص الشاشات على عدم الكشف عنها إلا قبل ساعات من انطلاق صفّارة الخريف. قد يكون ذلك التوقيت في نهاية شهر أيلول الحالي أو في الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل. الحركة في استديوهات المحطات هادئة ورتيبة، فلا برامج تفوق التوقعات ولا أفكار قد تكسر الروتين القاتل الذي أصاب المشاريع التلفزيونية. إذ بات مؤكداً أن الشاشات غارقة في أزمة مالية طالت، أدت إلى إدخال هذه المحطات غرفة الإنعاش. أزمة جاءت نتيجة جمود سوق الإعلانات الذي يختفي تدريجاً، وتراجع نسب المشاهدة، واضطراب الوضعين الاقتصادي والسياسي، عدا عن غياب التميّز في البرامج التي تكرر نفسها “وتمضغ” الأفكار نفسها وتعيدها وتكرّرها

عموماً، سنكون أمام برمجة تتخللها بعض التغييرات الطفيفة. أسماء ستغيب مقابل حضور أخرى. ولولا بعض الحركة التي أحدثها انتقال جو معلوف من قناة

lbci

بعدما قدّم لثلاث سنوات برنامج “هوا الحرية”، إلى منافستها

mtv

لكان الوضع في القناتين مريحاً. لكن تلك الخطوة ضربت أعمدة البرمجة الأسبوعية. هكذا، كانت

mtv

أمام زائر قديم جديد كما يقال. فمعلوف انطلق من شاشة المرّ ببرنامج “إنت حرّ”. وبسبب خلاف بينه وبين غابريال المرّ، خرج المقدم من استديوهات “النقاش”، ثم عاد لاحقاً وتعاقد مع

lbci

ببرنامج “هوا الحرية” حيث عرف شهرة بالأعمال الاجتماعية التي تعالج قضايا آنية. هكذا، كان معلوف منافساً لزملائه في دائرة القضايا الاجتماعية، وتحديداً طوني خليفة على “الجديد”، ليعود قبل أسابيع ويعلن عن التحاقه بـ

mtv

ليتولّى برنامجاً يحمل اسم “بالوكالة”. لا شكّ في أن خطوة المقدم الجديدة لن تكون سهلة، فنسبة المشاهدة التي نالها في

lbci

ستكون بمثابة اختبار صعب، بحكم اختلاف المشاهد بين القناتين. كما بات السؤال: كيف سيعالج معلوف الملفات الاجتماعية على

mtv

وهل سيكون هامش الحرية المتاح واسعاً في شاشة المرّ؟ على الضفة نفسها، تعتبر

mtv

الأكثر ارتياحاً بين باقي الشاشات، بعدما حددت برمجتها شبه النهائية التي تتضمن برنامج “منا وجرّ” الذي يقدمه بيار رباط

العمل ستطرأ عليه بعض التغييرات لناحية توسع الوجوه التي تقيّم المواضيع الجديدة على الساحة. وربما ينضم إلى فريق العمل ثلاثة أشخاص معروفين في الوسط الفني للتوقف عند كل جديد. على أن يصور رباط الجمعة المقبل حلقة تجريبية تضم تلك الوجوه، وسيعلن لاحقاً عن النتيجة. في المقابل، تعود ناديا البساط ببرنامج “مين بيعرف” الذي يجول في عالم المنافسة في المعلومات والثقافة. وكان العمل قد عرض سابقاً على القناة المحلية. كما يتوقع أن يعود عادل كرم بموسم جديد من “بيت الكل” لاستضافة بعض النجوم ومحاورتهم بأسلوب سريع وخفيف. ويتوقع بقاء “بدا ثورة” لغادة عيد، لكن بتوقيت جديد قد يكون قبل نشرة الأخبار كي لا يتضارب مع “بالوكالة”، بحكم أنه يجول في القضايا الاجتماعية أيضاً. كما ستحافظ كلود أبو ناضر هندي على حضورها في برنامج “تحقيق”. أما العمل الأبرز على شاشة

mtv

فسيكون “الرقص مع النجوم” المتوقع أن يقدمه وسام بريدي مع أنابيلا هلال أو يتقاسم التقديم مع زوجته ريم السعيدي. شبكة

mtv

جاهزة، ولكن المحطة تفكر إطلاقها ببعض “الزفة والهيصة” لإضفاء بعض الحركة. في موضوع الدراما، تنافس القناة بمسلسل “بردانة أنا” (لكلوديا مارشيليان وإخراج نديم مهنا) الذي يجمع كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ووسام حنا وغيرهم، ويدور في فلك القضايا الاجتماعية، وتحديداً العنف ضد المرأة. على أن تقيم مؤتمراً صحافياً الثلاثاء المقبل في أحد فنادق بيروت للإعلان عن المشروع بحضور أبطاله. رغم أن غياب جو معلوف عن شاشتها ترك فراغاً ليلة الاثنين التي كانت محجوزة لبرنامج “هوا الحرية”، إلا أنّ

lbci

تحاول تخطّي الأمر عبر برنامج من نوع آخر. إذ تتجه القناة حالياً للتخلي عن البرامج الاجتماعية التي تشبه “هوا الحرية” والاكتفاء ببرنامج “أحمر بالخط العريض” لمالك مكتبي. في المقابل، ستخوض الشاشة المنافسة عبر برامج من نوع آخر، بعدما تعاقدت مع جنيد زين الدين لتقديم برنامج كوميدي. الأخير سيكون متنوعاً بين التقليد والاسكتشات الساخرة، إضافة الى مواكبة الأحداث السياسية والاجتماعية على الساحة

برنامج جنيد سيتضمن لقاءات مع شخصيات يقلدها الممثل اللبناني وفي الوقت نفسه يتولى حوارها أيضاً. هكذا، سيقدم عملاً مختلفاً عن باقي البرامج، وهو الميدان الذي عرف به سابقاً في برنامج

b.b.chi

على

lbci

قبل أن يذهب فريق البرنامج، أي سلام زعتري وفؤاد يمين وعبد الرحيم العوجي وعباس جعفر، كل في طريقه. في المقابل، تتألف برمجة

lbci

من برنامج “لهون وبس” لهشام حداد، و”أحمر بالخط العريض” لمكتبي الذي انطلق أخيراً بتصوير حلقاته، كذلك برنامج “عشرين 30 رؤية لبنان” الذي يتولاه ألبير كوستانيان، وبرنامج

Fi_male

لكارلا حداد، و

take me out

  نقشت الذي يقدمه فؤاد يمين. اللافت أن التعاون بين

lbci وmbc

لبثّ المشاريع معاً، لا يزال عالقاً. إذ لم يجدد بعد التعاقد بين الطرفين بسبب تغييرات طاولت إدارة القناة السعودية. وكلما مرّ الوقت، استحالت عملية التعاون، وخاصة أن انطلاق ذا فويس

(mbc)

سيكون في 21 أيلول الحالي. مع العلم بأن

mbc

عرضت حزمة برامجها على الشاشات اللبنانية ومن بينها

mtv

، لكن الأخيرة رفضت

من جهتها، تنافس قناة “الجديد” باقي زميلاتها بسلسلة برامج متنوعة، ولكن تنقصها أعمال فنية على عكس السنوات الماضية. إذ يعود طوني خليفة ببرنامجه “طوني خليفة” قريباً، وكذلك “أنا هيك” لنيشان ديرهاروتيونيان ليلقي الضوء على بعض الملفات والقضايا الاجتماعية. كما تعاقدت القناة مع عباس شاهين لتولي برنامج كوميدي يتضمن لطشات سياسية واجتماعية. وكان شاهين قد صوّر حلقة تجريبية مع الإعلامية سمر أبو خليل، استعرض فيها بعض التطورات اللبنانية. كذلك من المتوقع أن تعود ريما كركي بمجموعة حلقات من “إيه في أمل” الذي يتناول حالات إنسانية، وبرنامج “وهلّق شو” لجورج صليبي. ومن المتوقع أن تحسم قناة “الجديد” مسألة بثّ برنامج جديد تضمّه إليها في الساعات القليلة المقبلة. على الضفة الأخرى، صحيح أن قناة

otv

تشهد حركة برامج خفيفة، لكن اللافت أنها متنوّعة تتخطى الأمور الفنّية والاجتماعية

إذ تستعدّ القناة لإطلاق برنامج “العوافة” الذي يقدمه مروان حيدر الذي يجول في مشاكل الزراعة والشتول. كما حجز مايكل أبو كسم مكاناً له لتقديم برنامج مقالب. من جهتها، تبث

Otv

برنامجاً حوارياً يحمل اسم

man to man

وهو عمل حواري يقوم على المواجهة بين شخصين متخاصمين بأسلوب يعتمد على المصارحة. وتعرض الشاشة برنامجاً حوارياً يتخذ منحى قانونياً واجتماعياً تقدمه باسكال بطرس تحت إشراف الوزير السابق زياد بارود. وتعود دانيا الحسيني بموسم جديد من برنامجها الفني “عا المكشوف” مع تغيير لافت في الديكور وبعض الفقرات. وتحافظ داليا داغر على وجودها على الشاشة من خلال برنامج “ضروري نحكي”، وروزانا رمال ببرنامجها السياسي

أما في “تلفزيون لبنان”، فالوضع مختلف. إذ شارف القائمون على الشاشة المحلية على الانتهاء من البرمجة الخريفية، لكن تمّ تجميد جميع المشاريع في الساعات الاخيرة بعدما عاد الكلام عن تعيين رئيس لمجلس إدارة القناة. على أن تحسم المحطة موقفها خلال أيام. أما في قناتَي “المنار” و

nbn

، فإنّ الحالة تشهد جموداً وسيتم الكشف عن البرمجة في الأسابيع المقبلة. وفي تلفزيون “المستقبل”، فإنّ الحالة المتأزمة باقية ومستمرة، وسط إضراب الموظفين وغياب أي إشارات إيجابية لحلول قد تطرأ في الساعات الأخيرة

المصدر: الأخبار