بقلم//جهاد أيوب

قليلة هي السهرات الحوارية الجميلة، والمعتمدة على التنوع المقبول دون فضائح، أو اسلوب شوارعي كما حال سهرات غالبية ما يعرض في المناسبات والاعياد، أو بالدورات الفضائية اللبنانية العادية، وأصبحنا نشاهد جلسات ثرثرة ونميمة، وسكوبات الشتائم، معتقدينها شطارة إعلامية، وبالحقيقة هي شرشحات وسخافات وإفلاسات إعلامية مع أشكال ممحونة لا أكثر ولا أقل
وقد استمتعت في سهرة مساء أمس السبت على

OTV

من خلال مشاهدتي، ومتابعتي لبرنامج #سهرةالليل، إعداد وتقديم الثنائي الفني #شادي_مارون و #غابي_حويك، ومن إخراج #إيليأبي_خليل مع ضيوفهما المطرب الغائب صبحي توفيق، والزميلة جمانة حداد
¤ الضيوف
لا يزال صوت #صبحي_توفيق أكثر مرونة، وملامحه واضحة، وحينما غنى “أخذتها كسرة”، ومن ثم لأم كلثوم ظهر صوته جلياً رخيماً، جميلاً، حساساً يؤدي الغناء الصح…حرام أن يبتعد وهو في هذا الاتزان الحواري والرونق الغنائي
الزميلة #جمانة_حداد جميلة الطلة، سريعة الردود المنفعلة والعصبية، و الانطباع الذي وصلنا إنها حادة نأمل أن لا نصيب
وفي الحلقة كان صوتها مرتفعاً مزعجاً، ومصرة أن تطول في ردودها الجامعة بين التنظير والواقع، ورغم احترامي لتجربتها لكنها كانت مصرة أن تكون مختلفة وحادة الوضوح والبوح
¤ البرنامج
“سهر الليل” برنامج حواري اجتماعي، والمقصود منه التخفيف من تعب الناس، وتسليتهم في وطن المصائب، والتعرف على وجوه شخصيات مشهورة نوعاً ما في أكثر من مجال في قالب رشيق وجميل، وحوارات ناعمة ضمن فقرات مدروسة مع موهبة شادي وغابي، شابه إقحام بعض الكراكترات من أجل اضحاكنا بتعمد خارج البساطة، ورغم أن شادي وغابي لا يحتاجان هذا في حواراتهما، وهما يمتلكان الخفة والحوار المهذب على عكس ما هو سائد عند بعضهم، وليسا متطفلان
▪ديكور جميل، ومدروس في مساحاته، وزواياه، والوانه، وتركيب الساحة الشعبية أو الحي القروي من نوافذ ومنازل ودكاكين، كلها سينوغرافيا غير مزعجة للنظر، يساعدها في تحقيق ذلك استخدام الإضاءة البسيطة والمسطحة بذكاء حيث تمكن المخرج تحريك كاميرته براحة دون أن يصيبنا بالملل، وأخذه للقطات صحيحة ومعبرة ومدروسة شكلت إضافات جمالية على الكادر الصورة، وهذا لم نعتاده في قناة

#OTV

منذ زمن طويل
▪فقرة الزجل جميلة جداً، وممتعة مع الشاعران الشهيران #حبيببوأنطون و #إيليبوأنطون، وكانت إضافة لصالح البرنامج
▪الحوارات احياناً جادة، ولكنها مرنة ومنظمة مع ابتسامة دون إحراج الضيوف، قلنا أحياناً، وبسرعة متعمدة ولا نعرف السبب ينتقل إلى المزاح السخيف، والسخرية غير المبررة، وهذا يضر طبيعة البرنامج ورقي الحوار الواجب، ويزعج المتلقي المشاهد علماً أن شادي وغابي ليسا دخلاء على التقديم والتمثيل، وعليهما أن يكتشفا متى يتم التلوين في لحظة معينة من الحوار، إلا إذا كان ذلك خارج الإعداد لعدم وجود الفريق المساعد، وفي هكذا حال وجب الجلوس مع المخرج، ووضع رؤية لكيفية تقديم الفقرة بعد الجلوس مع الضيف أيضاً واختيار قصص من سيرته، أما والبرنامج على هذه الحال فسيقع بالإزعاج المتعمد خارج نطاقه
¤ألإقحام
إقحام تقليد الساسة لم يعد مغرياً في برامجنا، والناس المتعبة لم تعد تحبهم، وكذلك تجسيد شادي لدور المرأة “المهيبرة الجامحة” أصبح مقحماً ومملاً على الفقرة والحوار فيها، ومن دون هدف حتى لو كان ذلك لتبرير الزواج المدني مع إن فقرة العرس جميلة
أنصح بالابتعاد عن ذلك لكون بعض الحوارات كانت مفيدة جداً، وسلسة من دونهما، وإذا لا بد من التلوين لتأكيد موهبة شادي في ذلك، وهي لا تتطلب ذلك فلماذا لا يتم إسترجاع بعض الشخصيات من الماضي لمناقشتهم، ومحاسبتهم، ومحاورتهم عن ماضيهم وحاضرنا، ويشارك الجميع في ذلك، مثلاً إسترجاع الاسطورة صباح، أو شوشو، أو أخوت شاناي، أو الرئيس عون ورشيد كرامي، و…؟
“سهر الليل” سهرة مطلوبة لآنها ليست معتمدة على الفضائح، والرخص، وفيها بعض الافادة، وبعض التسلية، فقط المطلوب أكثر جدية، وأكثر مسؤولية كوميدية، وأكثر دراسة لطبيعة الحوار داخل كل فقرة خاصة أن شادي وغابي يفهمان بعضهما جيداً، ولا يبحثان عن هبل المنافسة فيتشاطر آحدهم على الآخر، و٢٦ سنة معاً ليس بالأمر السهل أو طبيعياً وهما من لبنان…لبنان وطن يتصالح فيه أهل الفساد من الساسة لا أهل الفن