تجتمع الحكومة اليوم في جلسة خاصّة لتبحث خطّة النفايات التي قدّمها وزير البيئة
ما يجب أن يعرفه أصحاب المعالي، قبل دخولهم الى الجلسة التي ستعقد في السراي الحكومي، أنّ معدلات الإصابة بالسرطان بلغت نسبة قياسيّة في لبنان، والبيئة في أسوأ أحوالها والروائح تنبعث من المطامر التي تستقبل الزائر في المطار وترافقه في مناطق كثيرة
هم يعرفون ذلك كلّه، بالتأكيد. لا بل أنّ بعضهم ساهم فيه. والبعض موّل أحزابه من النفايات، عبر شركاتٍ ومتعهدين معروفين بالأسماء، وساهم في استمرار أزمتها، تماماً كما المساهمة في عدم تأمين كهرباء ومياه وفي عودة المهجّرين، وقد مرّ ٢٨ عاماً على انتهاء الحرب
ويعرف المجتمعون اليوم أنّ الطائفيّة في النفايات ليست من صنع الناس، بل من صنع السياسيّين. هم الذين كذبوا حين قرّروا إنشاء معامل، في قراراتٍ صادرة عن مجلس الوزراء، ومنذ ذلك الحين وهم ينشئون المطامر ويوسّعونها، ومتى خرج صوتٌ معارض يُتّهم بالشعبويّة
إخجلوا ممّا تفعلونه. إخجلوا من مطامركم ومولداتكم وبواخركم وشواطئكم الملوّثة
إخجلوا من الدين العام الذي يزداد بسبب فشلكم وفسادكم وصراعاتكم. إخجلوا من التقارير الدوليّة، وممّا يُكتب في الصحافة العالميّة: “وطن الزبالة
لا ليس “وطن الزبالة”. هذه “الزبالة” هي لكم. هي نتيجة سياساتكم. هي نتيجة فشلكم في إدارة هذا البلد. فشلٌ في كلّ مكان. أمنٌ بالوكالة، وكهرباءٌ بالاستئجار، ومياهٌ زوروني في الأسبوع مرّة، وإدارات مهترئة لم تجد من يعيد هيكليّتها، وفسادٌ في كلّ شيء وكلّ مكان… وخصوصاً في “الزبالة
ستجتمعون اليوم، وتناقشون، وتقرّرون. هذا ما فعلته حكومات عدّة في السابق. فخطّة فادي جريصاتي ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة
فكّروا، على الأقلّ، بمرضى السرطان
داني حداد
المصدر: MTV