خاص “اللبنانية”
كارلا سماحة

ناهز عمره السبعين وغزا الشيب شعره. خاض معظم الحروب اللبنانية منذ اوائل السبعينيات حتى انتهائها في التسعينات. فضّل الابتعاد والتراجع والتعمق في القراءات لفهم التاريخ والتحولات
يدخّن غليونه ناظرا الى السماء متأملا في حدث او تطور ما. سألته ما هي الاسباب التي آلت الى ما نحن عليه اليوم؟
بتعمق نظر المخضرم السياسي وقال لا تنسي يا ابنتي انه منذ بدء لبنان الحديث عام ١٩٤٣ كان هناك عائلات تحكم لبنان سميت بالاقطاع العائلي وكانت الذهنية هي ذهنية عبادة الشخص وكانت الطائفية والمذهبية تأخذ ارضا وساحة فتورث اولادها وابناءها الزعامة
ما يحصل اليوم يتابع المخضرم السياسي اننا نستبدل اسم “زعيم العائلة او العشيرة او القبيلة..” بزعيم الحزب حيث استبدلنا مسمى العائلة بمسمى الحزب مع المحافظة على المبادئ نفسها التي تعتمد من عبادة الشخص والمذهبية والخطاب الطائفي وتوريث الزعامة من الولد الى ولد الولد
وهذا هو الخلل الاساس الذي تعاني منه الاحزاب والتي لم تتمكن حتى اليوم من تأمين الاستمرارية وخلق تواصل يواكب التطورات والاحداث
سألته الاحزاب اللبنانية الى اين؟
سؤال فضفاض لم يرق له. هنا سألته عن كل حزب. اين القوات اللبنانية؟ رجع الى الوراء وبدأ يفرك بذقنه البيضاء ويهزّ برأسه وقال القوات اللبنانية ولدت من رحم المقاومة المسيحية في اواسط السبعينيات ولكن
يتبع – القوات اللبنانية.. الى اين؟