اشارت صحيفة الاخبار الى ان “خبير الروائح” الفرنسي من اصل لبناني ايمييه منسى الذي استقدمته وزارة البيئة ، أنهى المرحلتين الأولى والثانية من مهمته، المتعلقتين بجدولة مصادر الروائح واقتراح الحلول الأنسب لها، على أن يكون الأسبوع المقبل موعد بدء المرحلة الثالثة بـ«تجربة هذه الحلول
منسى كان قد اكد مصادر انبعاث الروائح المعروفة من كل اللبنانيين، وهي: معمل فرز النفايات في العمروسية، مصب نهر الغدير، مركز التسبيخ في برج حمّود ــــ الكورال، مطمر برج حمود ــــ الجديدة، المزارع والمسالخ في الشويفات. أما أنواع الروائح المنبعثة «المكتشفة» فهي: روائح القمامة المنزلية العضوية، روائح ناجمة عن التعفّن، روائح سماد فاسد، روائح منافذ الصرف الصحي، روائح المسالخ، وروائح سماد الماشية
منسّى نفسه أقر في اتصال مع «الأخبار» بأن ما يقترحه من حلول «لا يمكن أن يكون بديلاً من معامل الفرز ومحطات التكرير. لكن بما أن الوصول الى ذلك يستلزم وقتاً، اقترحنا حلاً سريعاً للتخلّص من الإزعاج». و«الحل» الذي طرحه هو استخدام «مواد عضوية صديقة للبيئة والإنسان» تنتجها شركة «فودي» (Phode)
الفرنسية. المفارقة الأهم أن منسى، الذي أكّد وزير البيئة فادي جريصاتي أن عمله «تطوعي» و«لم يتقاض دولاراً واحداً» عن مهمته هذه، يعمل لمصلحة الشركة الفرنسية نفسها، وفق تأكيدات أكثر من مصدر
«نظام نورا»
Nora System
الذي اقترح الخبير استخدامه «عبارة عن مواد طبيعية» تعمل على تحويل الجزيئات الضارة المسببة للرائحة المزعجة إلى معادن لا تنتقل بالهواء. وهذا «نظام، إضافة إلى كلفته العالية، قد لا يكون آمناً» بحسب الخبير البيئي ناجي قديح الذي دعا منسى «ليقل لنا ما هي المواد التي يتألف منها هذا المنتج. وهناك خبراء في كيمياء السموم يقررون إذا كانت مضرّة أو لا!». قديح لفت الى أن معالجة الرائحة الكريهة «تكون عادة برشّ مواد كيميائية تكسّر بدورها المواد الكيميائية المسببة للرائحة». وأضاف: «شخصياً أفضّل أن أشم الرائحة لكي آخذ احتياطاتي. أما التخلص منها، فلا يعني أننا أزلنا مكوّناتها السامة من الهواء
من جهتها، لفتت الاختصاصية في الإدارة البيئية في الجامعة الأميركية في بيروت، سمر خليل، إلى أن «بيانات السلامة الخاصة بهذا النظام غير واضحة على الموقع الإلكتروني للشركة الفرنسية. وتساءلت عن كمية المواد التي ستستخدم والآلية التي سترشّ فيها على أطنان من النفايات يومياً. ولفتت الى أن الروائح تنبعث «عندما تكون عملية التسميد خاطئة وظروفها غير جيدة لناحية الرطوبة والهواء، وعندما لا تعمل محطات التكرير على معالجة المواد وتكريرها، وعندما لا يكون الطمر صحياً ولا معالجة مخلفات المسالخ صحيحة». تؤكد خليل أن المعالجة الصحيحة لهذه الأمور ستخفف من الانبعاثات. أما بالنسبة الى قديح، فإن المقاربة أكثر جذرية. إذ «من الأساس كان على الدولة أن لا تضع هذه المنشآت في المدن وبين الناس حتى لا نصل إلى وقت نتلهّى فيه بمعالجة نتائجها الكارثية، بدل معالجة مسبّباتها الأساسية
المصدر: الأخبار