بقلم//جهاد أيوب
لا يوجد حرية مطلقة، بل الحرية قيد ومسؤولية، وإن تجاوزت ذلك تصبح وقاحة، ومرضاً نفسياً تنبع من عقدة اجتماعية
هكذا تُختزل معنى الحلقة الأولى من برنامج “أنا هيك” للعائد إلى الشاشة، وتحديداً إلى #قناة_الجديد الزميل #نيشان
أناهيك نسخة مكررة مجددة بحجة التطور من #أحمر_بالخطال_عريض، وبنكهة تعتمد على البحث عن الحالات الشاذة في مجتمعاتنا مع فارق أن نيشان يُشبع موضوعه المطروح، ويدخل بالتفاصيل التي يرغب بها هو، ويطرحها كما يشتهي باسلوب استعراضي اشتهر به، بينما الزميل #مالك_مكتبي استعراضي لا يدخل في التفاصيل، ويبقى على سطح العرض كحالة واقعية باسلوب مبسط
لا خلاف أن نيشان في هذه العودة إلى بيته الاول خفف ما كان مصاب به من التسول العاطفي أمام النجوم، والتزم بإعداد مدروس، لا بل جيد، وأصر أن لا يبتعد عن نيشان المثقف، و نيشان الباحث عن مادة يعرضها ليصبح مختلفاً، وهجر “التأتأة” المتعمدة المصنعة في تكرار حرف من كلمة، وهذه لصالحه كموهبة مذيع ومقدم
عاب نيشان في الحلقة استخدام الكلام الغربي بطريقة استخفافية استهلاكية ساذجة للمشاهد، واستكشافية لثقافته التي يريدنا أن نعرفها لا أن نتلمسها
كما ان “جينيريك” البرنامج جميل وجاذب، والفواصل غاية بالتشويق ومتقنة بذكاء وجمال، وحركة الكاميرا مدروسة دون تكلف، والديكور بكل صوره وفقراته والوانه غاية بالإتقان وباستخدام جماليات البصر، وهذا يعني أننا أمام موهبة إخراجية واثقة تعرف أن الإعداد والمقدم يزيدان من الرؤية التي يرعاها ويرغب بها المخرج الذكي
أما هدر هذا الوقت على تقديم فكرة شخصية مريضة ومهووسة بالشهرة على حساب عرضه وشرفه ورجوليته فهذه مصيبة في إعلام يسوق “الشرمطة المقننة“، واعتذر عن هذه الكلمة، ولكن ما عرض لا يليق به غيرها
الحلقة بررت وسوقت للتعري الشاذ بحجة الفن وما عرض ليس فناً، وأرادت أن تفرضه علينا أنه يندرج تحت صبغة الفن، واعتبار هذه الدعارة التي تقدم الجسد عند رجل اعتقد أن جسده يمتلك مواصفات جمالية معينة حالة ثقافية وحضارية ضمن حرية الفرد المشوش بالمتمرد، وما عرض كشف لنا شخصية مريضة نفسياً جراء تربية بين مجموعة فتايات في برواز مدروس

ما قدمه المتعري المجاهر والمفاجر بتعريه من منطقة البترون #إيلي_زير المقتنع بما يعمل ليست حرية شخصية، بل وقاحة جراء حالة مرضية، وهي فراغ في ثقافة يدعيها، ولسانه كشفها من خلال تركيزه على إنه مثقف، وفعلته مبنية على تسويق غريزة مشوهة اوصلته إلى قمة الإسفاف في فهم رجولته وجسده
طريقة ردود المتعري أكد مرضه النفسي، خاصة حينما سمح لشقيقته أن تتعرى دون أن يجد الناموس والنخوة في الإنسان الذي ينقصه، وكذلك في نقصه للدين والعقل
الأسئلة التي طرحها نيشان مشبوهة، تخدم انفعالات المتعري حتى لو لم يؤيدها بعض الحضور، وتشجع على هكذا سلوك منحرف في شخصية عنيدة دون تفكير، ووقحة بحجة الحرية الفردية من أجل اكتساب الشهرة السريعة
وربما يعتبرها نيشان جرأة
طريقة الحوار مع الضيوف ذكية، وموجزة تقدم البرنامج برشاقة لو عرف اختيار الحالات الإنسانية، ومنها التعدي على حرياتنا الشخصية في وطن كله مشاكل لا أن نجعل مشاكلنا هي حالات الشذوذ فقط، ومع ذلك ظلمت المناقشة لآن نيشان رفض المناقشة خاصة في طرح بعض من حضر، وبالتحديد الفنان سمير
المواجهة مع #روجيه_كنعان في مكانها، ولم يخدمها نيشان، بل سلقها، ولم يقدمها كقيمة، ربما لتعاطفه مع المتعري كما وصلنا من الحلقة، وهذا دليل أن نيشان من اجل لفت النظر، واكتساب الشهرة التي خف بريقها، والعودة القوية يصر أن يقدم الحالات الشاذة في مجتمعنا وتسويقها…وتصبح يا نيشان على شهرة مع إنك لا تحتاجها، بل عليك اكتسابها من موهبة متميزة تمتلكها لكنك تصرفها في اختيارات مشوشة ومركبة
أنا هيك سيجد جدلية واسعة، وسينال مقدمه الكثير من الانتقادات السلبية والهجومية، ولكنه سيكون أكثر سعادة بذلك