الحلقة الرابعة

جرّب طفل النساء المدلل حياة الزواج فلم يُوفق، وقرر أن لا يتزوج ثانية وأن يعيش حياته بالطول والعرض بسرية تامة، وصودف بعد طلاقه أن التقى بفتاة رائعة الجمال في احدى الأوتيلات كانت بصحبة عريسها، فلفتت أنتباهه وراح يلاحقها بنظراته ويعترف انه لم يضطرب مرة واحدة في حياته الا بعد أن رأى تلك الجميلة التي كانت تدير ظهرها له، بعد أن شعرت انه يرصد تحركاتها بنظراته فلم تعبأ له، ثم لاحظت انه يقصد اللوبي في الفندق في الأوقات التي تكون فيها متواجدة، وسأل عن إسمها فعرف انها جولييت وتحول إعجابه إلى إهتمام ثم إلى حب، والتهبت نيران العشق في قلبه وقصد صديقة مشتركة لكليهما وطلب منها أن تقدمه لها من باب الصدفة فكان له ما أراد، وما أن مضى على تعارفهما ربع ساعة حتى استأذنت جولييت في الأنصراف وضغط المطرب الدونجوان على يدها وهو يُصافحها لكنها تجاهلته الأمر الذي أفقده صوابه وعقله

لقد كان مريضاً بإقتباس الألحان والنساء على السواء، فقد سرق المليونيرة من كبار رجال المال والأعمال والأثرياء الذين كانوا يترددون إلى قصرها ويطلبون ودها، وأيضاً إستطاع أن يسرق قلب الأميرة التي أنتحرت بسببه، وها هو يريد أن يسرق جولييت من عريسها

أن مطرب النساء المدلل لم يتعوّد على أن يرى امرأة تنظر اليه بنصف عين، كان يعرف انه محبوب لأنه على جانب كبير من النجومية والشهرة وكان يُدرك أن كل إمرأة تتمناه، ولو تمنعت عنه امرأة فلا بد أن يكون فيها شيء غريب وهذا الشيء الغريب هو الذي يجعلها تتفوق على عشرات ومئات النساء اللاتي اختلط بهن.. ومنذ اللحظة الأولى تجاهلته جولييت فإستطاع من خلال حدسه أن يشعر من انها ستلوع قلبه وتذل كبرياءه كما فعل مع المليونيرة زوجته الأولى.. وبالفعل كانت جولييت الوحيدة التي خلّصت ذنب المليونيرة طليقته.. فأستمرت بتجاهله رغم شهرته الواسعة وأرصدته التي كانت تنمو وتتكدس في البنوك، وهذا التجاهل جعله يُقدم على أكبر مغامرة في حياته

حب ودموع

في الوقت الذي كان فيه الموسيقار يهرب من المليونيرة كان يبحث عن حبيبته جولييت التي لم تكن أجمل نساء العالم وإنما كانت على قدر كبير من الذكاء، فقبل أن تسجل مع المطرب الكير أكبر قصة غرام أخذت تقارن بين حياتها مع زوجها وبين حياتها مع المطرب الولهان بحبها.. لقد كان زوجها ثرياً لكنها لم تكن تحبه، ورغم أن أية فتاة بدلاً منها لم تكن لتتردد في القاء نفسها بين احضان المطرب بمجرد ان يشير اليها بطرف أصبعه، إلا انها لم تفعل بل تعمدت التصرف عكس ذلك تماماً، اذ حكّمت عقلها وأرادت قبل أن تربط مصيرها بمصير المطرب الكبيرالتأكد اولاً من انه لا يريد العبث بعواطفها ثم تركها كما فعل مع غيرها من النساء، ورأت أن تمتحن حبه وعواطفه تجاهها، والتأكد من انه يريد الزواج منها ولا يلهث خلفها لمجرد التسلية وتضييع الوقت، فلو تحقق لها كل ذلك تكون مجنونه برفضها الإرتباط به.. أما هو فقد عزعليه أن تخرج واحدة من النساء عن طاعته وتهجره من دون أن تبعث اليه بكلمة وداع.. وقرر من لحظتها أن ينالها بأي ثمن حتى لو إضطر إلى إستخدام آخر اسلحته وهو عقد القران، ولكن كيف يتزوجها وهي على ذمة رجل آخر؟

الحب والإرتباط

اختلفت جولييت مع عريسها وتركت بيت الزوجية وذهبت إلى أسرتها، وزار الموسيقار العائلة وتقرّب منهم واحداً واحداً، لكن جولييت أمعنت في تجاهله وكانت تدخل إلى غرفتها وتقفل على نفسها.. وتردد الموسيقار فيما بعد إلى منزلها وكانت كلما إبتعدت عنه ازداد حباً وغراماً وكانت الأسرة تحتفل وتسعد بقدومه وتقيم له الولائم في كل زيارة حتى صاريتردد يومياً على بيت، وبمرور الأيام إعتادت العائلة عليه وصاروا يعاملونه كواحد منهم، وكثيراً ما كان يعتذر عن إحياء حفلات كبيرة مقابل إحياء حفل مجاملة ومجاناً لأحد اقرباء جولييت.. وهنا بدأ حب الموسيقار يظهر في اغانيه وموسيقاه وكان يبحث عن كلمات الأغاني التي تعبر عن عواطفه واحساسه، وبدت معالم لوعة حبه في أغانيه التي لحنها بعدذلك، لكنه كان يرفض الإعتراف بذلك ويعتبر ان الألحان مثل الأزياء لكل موسم موضة معينة

دعوى بتهمة الخيانة

ومضت الأسابيع والشهور وتأكدت جولييت من حب الموسيقار لها فقررت الإنفصال عن زوجها الذي كانت قد انجبت منه طفلها الأول لتتزوج من المطرب الكبير، وطلبت الطلاق مرات عدة، ورفض الزوج وكان يشعر انها تُحب سواه وتركته وأقامت في بيت العائلة لتلتقي بمن تُحب، وصار الزوج يُراقبها في كل مكان تذهب اليه حتى رآها في يوم تدخل بيت الموسيقار، فإستعان بالبوليس ليثبت وجودهما معاً ورفع ضدها الدعوى الشهيرة التي إتهمها فيها والموسيقار بالخيانة الزوجية، وثبت في أوراق القضية ان الموسيقار كان يسكن وحده في منزل آخر، اما البيت الذي دخلته جولييت فكان بيت عائلته، وجاء في الحكم لو كانت هناك علاقة غير بريئة بينهما لألتقيا بعيداً عن أعين الناس بدلا من بيت العائلة حيث كل افراد الأسرة، وإستعان الزوج بسته من كبار المحامين ثم صدر الحكم ببراءة جولييت والموسيقار، وحصلت على الطلاق وعُقد قرانها على المطرب الكبير الذي دفع لها مهراً كبيراً وقدم لها السوليتير وسجل حبه لها في أغنيته الشهيرة

الهروب

وضع الموسيقار قسيمة الزواج في جيبه وأنصرف وهو بذلك لم يترك جولييت الا بعد أن أصبحت قطعة من رصيده لأنه على استعداد لدفع نصف عمره في سبيل الحصول عليها، خصوصاً أن بعض افراد أسرتها كانوا يعترضون على زواجها منه لأنه فنان ولا يُصلح للارتباط وللحياة المنظمة..ولكن جولييت أحبته واصرت على الزواج منه وهو بعد عقد القران رفض إعلان الخبر وإعلانه في الصحف، وعندما سُئل عن السبب قال أن خبر زواجه سوف يُحدث دوياً في جميع الأوساط لأنه مطرب كبير ونجم شهير ويتمتع بشخصية مرموقة في المجتمع، وخبرية زواجه ستخفض من أسهمه المنتشرة في قلوب ملايين المعجبات، وراح يشرح لعائلة عروسه الفرق بينه وبين أي عريس عادي، ولما لم يقتنعوا بوجهة نظره ترك الحفل غاضباً ووضع الأسرة أمام الأمر الواقع، إذ لم تستطع بدورها إعلان الخبر، وفي تلك الأثناء كانت المليونيرة حبيبته وزوجته الأولى قد عرفت كل شيء وتأكدت من أن العصفور قد طار من قفصها الذهبي.. ولكن  أين ذهب ليلة زفافة من جولييت ومع من؟

( يتبع )