إنّ ازدواجية الميول الجنسية ليست بالمفهوم الحديث، فقد وجدت في العديد من الحضارات القديمة بدءاً من الإغريق واليابانيين وصولاً إلى الأمريكيين الأصليين. ويمكننا التحقق من بعض جوانب تاريخ ازدواجية الميول الجنسية من خلال فحص النصوص والسجلات والمنتوجات الفنية لفترات مختلفة عند الحضارات

اليونان القديمة

لم يكن مفهوما ”غيريّ الجنس“ و”مثليّ“ موجودين بالفعل عند الكثير من الناس في اليونان القديمة، فلم يعِ الكثير هذا التقسيم على أسس الميول الجنسية

وقد شُجّع الشباب في كثير من الحالات (كما هو متوقع) على إقامة علاقات مع الرجال كبار السن بقصد اكتساب الخبرة والحكمة، وبالتأكيد لم تؤثر على فرصتهم في الزواج في وقت لاحق

فيما كان بعض أبطال الأسطورة اليونانية المشهوربن مزدوجي الميول الجنسية، حيث نجد أن ”آخيل“ في إلياذة ”هوميروس“، قد أقام علاقات مع امرأتين ومع صديقه وشريكه في القتال ”باتركلوس“، ولا يصور هذا أي شيئ غير اعتيادي

وقد كلّف قانون الأجداد في أسبرطة القديمة جميع الرجال البالغين إقامة علاقات مثليّة مع الشباب الذين كانو في سن البلوغ، مادام الرجل سيتزوج في نهاية المطاف وينجب أطفالاً

ويعتقد الإسبرطيون أن الحب والعلاقات الجنسية بين الجنود المبتدئين والجنود ذوي الخبرة يعزز الولاء القتالي ويشجع التكتيكات البطولية، كما يجعل الرجال يتنافسون لإثارة إعجاب محبّيهم، ومن المفترض أن تصبح هذه العلاقة غير جنسية بمجرد أن يبلغ الجنود الأصغر سناً الرشد، ولكن ليس من الواضح كثيراً كيف كان يتم الأمر

وقد تكون عصبة طيبة 

The Theban Band

“ نُظمت وفق هذه الفكرة، حيث أنها كانت عبارة عن قوات من جنود مختارة تتألف من 150 زوجاً من العشّاق الذكور، والذين شكلّوا نخبة جيش طيبة في القرن الرابع قبل الميلاد

روما القديمة

أن يرغب رجل روماني حرّ بممارسة الجنس مع كل من الذكور والإناث لهو أمر متوقع ومقبول اجتماعياً في روما القديمة، طالما أنه قام بدور ”النافذ“ في العلاقة الجنسية

وتعتمد أخلاقيات هذا السلوك على المكانة الإجتماعية للشريك وليس على جنسه في حد ذاته، وقد كان مسموحاً بالمثلية الجنسية في أواخر زمن الجمهورية الرومانية تحت تأثير ثقافي يوناني، حيث كانت إقامة العلاقات مع العبيد منتظمة وخاصة الفتيان الصغار منهم

وعلى الرغم من أن الجنس لم يكن معياراً فيما إذا كان الشريك الجنسي للرجل مقبولاً، إلا أن ممارسة الجنس مع زوجة رجل حر آخر أو ابنته أو ابنه القاصر أو حتى مع الرجل نفسه اعتبرت شيئاً لا أخلاقياً، وكان الإستخدام الجنسي لعبد رجل آخر رهناً بإذن مالكه

يُظهر الشعراء ومنهم ”كاتولوس“ و”تيبولوس“ و”مارتيال“ بأن المتعلمين والمتزوجين من الرومان قد اعتبروا الأولاد بدائل جنسية عن النساء. ونجد أن الإمبراطور الروماني العظيم ”هادريان“ قد حافظ علناً على زوجاته وعشاقه الرجال على حد سواء، وعندما انتحر محبوبه ”أنطونيوس“ قام ”هادريان“ المنفطر القلب ببناء مدينة ”أنتيبوليس“ في مصر تخليداً لذكرا

اليابان القديمة

لطالما كانت ازدواجية الميول الجنسية جزءاً من المجتمع الياباني القديم، ويُزعم أنها كانت منتشرة بين المحاربين (الساموراي)، حيث شاع تدريب الفتية الصغار على أيدي الساموراي الذكور الأكبر سناً، وذلك وفقاً لقواعد الشرف والمعركة المعقدة، فكان متوقعاً أن يصبح اثنان منهم عشاقاً

وقد سمي هذا النوع من العلاقات ”الشودو

Shudo

، وكان من المفترض أن يؤدي إلى علاقة وثيقة من الصداقة مدى الحياة، على الرغم من أن الأمر كان ينتهي بالشاب الأصغر سناً بالزواج من امرأة (وهنا نتذكر ما كان يحدث في اليونان القديمة)

وقد ساد نفس الأمر في الأديرة البوذية، حيث حافظت الشخصيات الدينية القديمة؛ مثل الرهبان، على العلاقات الجنسية مع المساعدين الأصغر سناً

الأميريكون الأصليون

لم يُظهر الأميريكيون الأصليون تاريخاً واضحاً في ازدواجية الميول الجنسية ولكن تشير أسطورة الأناس ”ذوي الروحَين“ (وهم أفراد من القبيلة ممن ولدوا بروحين لذكر وأنثى) إلى أن الفكرة كانت موجودة بطابعها الخاص، وقد اعتبر الأشخاص ”ذوي الروحَين“ مقدسين لمظهرهم الثنائي الجنس

لقد كانوا قادةً، كما أخذوا أدوار الذكور والإناث في المجتمع على حد سواء، وقد حظَوا باحترام غالبية القبائل، ومع ذلك فإن الخط الفاصل بين الهوية الجندرية والهوبة الجنسية مشوش هنا، حيث ممكن أن يقيم الأشخاص ”ذوو الروحين“ علاقات مثليّة وغيريّة، ولكن مفهوم ”الروحين“ يستخدم اليوم في أغلب الأحيان لمناقشة تاريخ ثنائي الجنس والمصححين جنسياً أكثر من استخدامه في ازدواجية الميول الجنسية

لقد كانوا قادةً، كما أخذوا أدوار الذكور والإناث في المجتمع على حد سواء، وقد حظَوا باحترام غالبية القبائل، ومع ذلك فإن الخط الفاصل بين الهوية الجندرية والهوبة الجنسية مشوش هنا، حيث ممكن أن يقيم الأشخاص ”ذوو الروحين“ علاقات مثليّة وغيريّة، ولكن مفهوم ”الروحين“ يستخدم اليوم في أغلب الأحيان لمناقشة تاريخ ثنائي الجنس والمصححين جنسياً أكثر من استخدامه في ازدواجية الميول الجنسية