·         مسجونة بالبكاء والحزن والكآبة والتهريج والمط والعجن والتمسخر

·         في حال عدم اقتحام الواقع الخليجي بمسؤولية ستذهب كل الجهود إلى الفراغ

·         أعمال هذا العام دلت على تفكك الاسرة الخليجية وغياب الرادع الاجتماعي

·         طريقة مخاطبة الابناء للأهل قاسية هجينة فيها قلة أدب وغباء اسري

·         المصلحة الذاتية هي الطاغية ولا تواصل اجتماعي عائلي مقدس

·         وزعت انتاجها ما بين الكوميدي والتراجيدي والتراثي والتهريجي والمنوعات الخفيفة

·         جذب الشباب إلى الدراما بثقة ولدت عدد كبير من الوجوه الواعدة

·         صورتها ملفتة بتقنيات عالية وألوان جاذبة ونجوم شبابية متعلمة

·         الأسواق الخليجية على صعيد الدراما العربية ذاهبة إلى الاكتفاء المحلي

·         الأعوام المقبلة ستجعل الدراما العربية للزينة وتشكيلة نخبوية في التلفزيونات الخليجية

بقلم \\ جهاد أيوب

         المفاجأة هذا العام جاءت من الدراما الخليجية التي كنا قد توقعنا تأثرها في الأزمة السياسية والاقتصادية، وتقوقعها في الانتاج المتواضع، وما تعرضت له من شخصية تأمرت على الانتاج والفنانين “لن نتحدث عنها الّن”، ولكن النتيجة شكلت صورة مغايرة لتوقعاتنا، ونشاطها كان واضحاً، الغالبية تعمل، زيادة عدد الأعمال المنافسة، العمل على تقديم أعمال كيفية خارج الكم، والاهتمام بالتقنيات الفنية دون استخفاف، وجذب الشباب إلى الدراما بثقة مما ولد كمية كبيرة من الوجوه الواعدة
ولا تزال الدراما الخليجية مسجونة بالبكاء، والحزن، والكأبة، ولا تستعد للخروج من هذه العورات المشكلة، وإذا قرر أحدهم الابتعاد عن البكاء إلى الكوميديا يذهب إلى التهريج والمط والعجن، وثرثارات التمسخر والمسخرة مع تهريج لا يحسب من الفن، ولا ننسى أن مغامراتها في تقديم ما هو ناقد للمجتمع وللسلطة لا يزال خارج السرب والحقيقة إلا ما ندر

اكتفاء
      وتكتفي الدراما الخليجية بإلقاء الضوء على المشاكل الاسرية من خلال حكاية تتعرض فيها إلى بعض نماذج الشباب، والأحداث داخل المنزل
هذا لا يكفي كي تصبح الدراما صورة عن الواقع، وتقرأ ما سيسببه هذا الواقع، وتأخذنا إلى المستقبل، وإن لم نتطور ستذهب جهودنا إلى الفراغ
والعجيب أنها تنطلق في حلقاتها الأولى ( من الحلقة الأولى إلى الرابعة أو الخامسة) بقوة ونمطية سريعة ليبدأ بعد ذلك الملل، والغباء في تصاعد أحداث الحكاية مع تداعيات درامية عبيطة وغير منطقية، ويتأكد لنا أن غالبية ما عرض يتطلب سهرة تلفزيونية أو أربع حلقات لتنتهي القصة بكامل فصولها، وكأن هذه الدراما لم تتعلم من تجاربها

غياب التحفظ
      ما يلفت في أعمال هذا العام أن المجتمع الخليجي المحافظ  شبه غائباً عن ما قدم، منازل كبيرة مفتوحة لا حرمة لديها على طريقة المسلسلات الهندية، ولا تعرف هذا ماذا يقرب هذا، ولماذا هذا دخل المنزل دون استئذان، وشخصيات في المنزل لا علاقة لها مع بعضها، ودخول وخروج دون حرمة…أبواب مفتوحة دون قيمة اجتماعية، وغياب كلي للعادات والتقاليد في العلاقة بين الأب والأم والأولاد، وهذا يعني تفكك الأسرة الخليجية لتنضم إلى واقع التفكك العربي
وطريقة خروج وعودة الفتيات لا رادع لهن، ولا تقاليد ولا عادات يربطهن، واسلوب مخاطبة الأبناء إلى الأب أو الأم هجينة، غبية، قاسية، لا احترام فيها، والأغرب أن هذا شاهدناه في كيفية تعامل الأطفال مع الوالدين، وقلة الأدب والغشمرة الوقحة، والمصيبة التواصل الاجتماعي الذي ظهر من خلال هذه الدراما غير موجود والكل يبحث عن مصالحه
ما قدم في الدراما الخليجية بمعظمه هذا العام مخيف اجتماعياً، ويطرح السؤال عالياً: هل ما شاهدناه من تفكك العائلة الخليجية، وقلة التهذيب في مخاطبة الأهل، وغياب المحافظة على العرض والشرف حيث تهرب الفتاة من بيت والدها رافضة الزواج من شخص لا تريده ونجد الأب غير مبالياً لفعل الهروب، وغياب الترابط الاجتماعي، وكثافة الجريمة هو حقيقة واقعية معمول بها في دول الخليج التي تدعي التدين؟

المد والتطويل
      كما لا يزال أسلوب المد والتطويل والايقاع البطيء هو الغالب في الدراما الخليجية، وقد تنبهت الدراما الخليجية إلى هذه العلة فقاموا بإغراق المسلسل بأحداث كثيرة منهم لا لزوم لها، ومنهم لشد عصب المتابع، والخليجي لا يفقه بإغناء الحكاية إلى أحداث كثيفة حتى الاّن، ربما طبيعة حياتهم اليومية بطيئة، أو أنه وحفاظاً على راحة مشاهديهم لا يكترثون للأحداث الفرعية داخل القصة مع إن الواقع الاقتصادي العربي شبه موحد، وتبعية الحالة الاجتماعية ومعاناتها مشتركة بعد الخريف العربي، والحرب على اليمن والحرب على سوريا
ومع ذلك نستطيع القول أن الدراما الخليجية هذا العام تنافس بقوة، فالسوري من دون تقنية، ويعيش هجرة نجوم الصف الأول، والمصري دراما المناسبات وتحت الطلب مع جيل فني تائه، واللبناني من دون هوية…لذلك الخليجي في هذا الموسم قدم مجموعة أعمال ذات صورة ملفتة، وتقنيات فنية عالية، وألوان جاذبة، إضافة إلى تقديم مجموعة كبيرة من النجوم الشباب المتعلم، والذي يتعامل مع الدراما بموهبة، ربما يسقط البعض بحجة الشهرة، ولكن غالبية الشباب نجدهم يلتزمون إذا عملوا تحت نظر أصحاب الخبرة، والكبار في الفن الخليجي
ونجوم الصف الأول في الخليج يعملون وبكثرة، ولا تزال نجومية البعض تشكل بطولة مطلقة، لذلك نجد بعض الأعمال مدروسة بعناية تفقه بمتطلبات السوق والأسرة، وحتى لا يقع النجم الخليجي بما وقعت به الدراما المصرية من عقدة النجم الواحد أصر أن يكون معه في العمل وجوه لامعة ووجوه شابة كما هو الحال مع الرائدة حياة الفهد والكبيرة سعاد عبدالله والكبيران سعد الفرج وناصر القصبي، وغانم سليطي

انتاج هذا العام
      انتج هذا العام 18 عملاً درامياً منوعاً ما بين التراجيديا والكوميديا والتراثي، والمنوعات الخفيفة التي اعتمدت على التقليد، وبعيداً عن أي عقدة علينا الاعتراف أننا أمام كم كبير من الأعمال الكيفية وبعضها كمية وهذا يعني أن السوق الخليجية ذاهبة إلى الاكتفاء، وبذلك تصبح الدراما العربية للزينة ومن أجل التشكيلة النخبوية في التلفزيونات الخليجية، وهذا العام تم تقليص الكثير من الأعمال المصرية رغم عدم وجود إشكاليات معها، ومحاربة السورية فمنع بعضها من العرض لأسباب سياسية عنصرية من بعض الفضائيات الخليجية
هذه بعض الأعمال وليس كلها، ولن نكتب المتابعة النقدية بالأسلوب القديم من حيث شرح ونقد كل مفردة والممثلين، فقط نكتفي بتقديم حالة نقدية مختزلة وسريعة فما يقدم لا يرتقي إلى الدراسات النقدية الشاملة

مع حصة قلم
·         “مع حصة قلم”، تأليف علي الدوحان، إخراج مناف عبدال، ومن بطولة حياة الفهد، زهرة الخرجي، باسم عبد الأمير، يعقوب عبدالله، مشاري البلام، محمد جابر
فكرة العمل ذكية وجديدة، ومغامرة في أن تقدم عليه فنانة رائدة بحجم حياة الفهد، ولكن الحوار مربك، والسيناريو كان ضعيفاً كلما انتقل بعيداً عن مشاهد حياة، والمخرج تائه لا يعرف إذا كان العمل كوميدياً أو تراجيدياً أو اجتماعياً خفيفاً، وترك الحرية للممثل في رسم طبيعة دوره ومشاهده، فتاه المخرج وتوهنا معه، وأفقد العمل ميزته
وكان لمرض السيدة حياة الفهد، وسفرها للمعالجة الضرر الأكبر في عدم المتابعة من قبلها، وهذا لم يحدث من قبل في أعمالها، هي تبحث عن التفاصيل الكبيرة والصغيرة وتدعمها بخبرتها وحنكتها ورؤيتها، ومع ذلك استطاعت حياة أن تشدنا إلى المتابعة لخبرتها وحنكتها وثقتها بما تقدمه…حياة في كل مشهد تسحرنا خاصة في الحلقات العشر الأخيرة من العمل، ومشهد موت طفلة ابنتها على يدها، وخروجها هرباً من المنزل إلى الشارع، وإصابتها بهستيريا كان من أهم المشاهد، ادته حياة بتعبيرات تراجيدية رائعة تصب في صالحها…كان المشهد وما رافقه ماستر العمل
..ومع ذلك لا بد من القول أن المخرج أضعف العمل، ربما سرعة التنفيذ الزمني، والوقت والوضع الصحي لم يسعفا العمل فوقع أسيراً في قبضة المخرج الشاب، وهذا الشاب أضاع فرصة كانت أن تكون مغامرة جميلة له ولكن
أفضل من أدى دوره وبوضوح كان الممثل الكوميدي مشاري البلام، شخصية واضحة، استلم الكاركتر منذ الحلقة الأولى ولم يفلت منه، وكدنا نصدق طبيعة الشخصية…وكذلك الممثلة زهرة الخرجي تعرف ما طبيعة شخصيتها، وكيفية التعامل مع الكاميرا بحرفة
حياة الفهد الوحيدة التي اشتغلت على الشخصية بدقة، والوحيدة التي استوعبت المغامرة ولكن الظروف حتمت عليها الابتعاد قليلاً…حياة الفهد قيمة وجب المحافظة عليها، وكان على المخرج التنبه أكثر من أنه يتعامل مع فنانة بهذا القدر ويحافظ على مسؤولية العمل في حضورها ومشاهدها وبعد غيابها وتصوير مشاهد لا تكون فيه

عبرة شارع
·         “عبرة شارع”، تأليف حمد الرومي، وإخراج منير الزعبي، ومن بطولة سعاد عبدالله، داوود حسين، جمال الردهان، باسمة حمادة، أحلام حسن، هبة الدري، فاطمة الصفي
عمل مباشر، القصة جميلة كان بالاستطاعة تدعيمها في سيناريو مختلف كلياً، فهنا السيناريو حالة ثقافية تنظيرية لا تنسجم مع طبيعة الشخوص ونوعية الشكل العام للحدوثة
وهذا أوجد حوارات مركبة، أحداث تقتحم الحكاية دون تبريرات، وافتعالات درامية غير مبررة
لفتني أداء داوود حسين الذكي، وأحلام حسن المميزة، وهبة الدري الجميلة في أداء أجمل
تصوير أجواء الانتخابات البرلمانية في الكويت بعد ترشح (عبد المحسن) أو المميز داوود حسين اعطى زخماً للعمل، وكانت المصداقية هي البطلة، وهنا أرادت الجهات المشرفة على العمل تقديم رسالة واضحة ومباشرة وفي محلها

الجسر
·         “الجسر”، تأليف عبد العزيز المسلم وأسمهان توفيق، إخراج حسين ابل والبيلي أحمد، بطولة عبد العزيز المسلم، ابراهيم الصلال، اسمهان توفيق، عبد الامام عبدالله، باسمة حمادة، منى شداد، أحمد السلمان
العمل لا يرتقي إلى المنافسة ولا نعرف السبب رغم وجود كم كبير من الفنانين المحترفين، والقصة الناعمة غير المعقدة، وأكثر من مخرج وربما الأخيرة أربكت الممثلين أكثر، بصراحة العمل يحتاج إلى رؤية اخراجية منسجمة مع القصة والحالة وطبيعة الممثلين الذين تم اختيارهم…الأداء جاء في كثير من المشاهد خارج العفوية كما لو كان تمثيلاً والسلام
عبد الامام عبدالله يؤدي بطبيعة جميلة، وابراهيم الصلال هذا هو، وكذلك منى شداد وعبد العزيز المسلم

المغرب
·         “المعزب 2 ” تأليف أحمد جوهر، إخراج البيلي أحمد، بطولة سعد الفرج، أحمد جوهر، ميس كمر، منى شداد، عبد العزيز الحداد
عمل تراثي مشبع بالهمم والبيئة التي نفتقدها ونفقدها مع كل غروب شمس، النص محبوك ليناسب جميع من شارك، ولا يوجد فيه ما هو معيب ونستغرب أن الرقيب الكويتي في تلفزيون الدولة تعمد على حذف بعض المشاهد مع ان العمل غاية بالأهمية…والقدير سعد الفرج لا يختار عشوائياً، وأحمد جوهر إن كتب يكتب بمسؤولية
مع ذلك لا نستطيع أن ندخل العمل إلى المنافسة مع ما قدم، هو حالة فنية مستقلة عابه التطويل وبعض المشاهد المفبركة التي لا لزوم لها وربما شعرنا انها تؤدى على عجل، والجميل أن سعد الفرج لا يزال يمتلك همة الشباب وأنشط

الخطايا العشر
·         “الخطايا العشر”، تأليف حسين المهدي، إخراج علي العلي، عبد المحسن النمر، سمية الخنة، روان مهدي، هيفاء حسين، ريم أرحمة، محمد صفر، فاطمة الحوسني، عبداللة بوشهري، سعود بوشهري…
لو اتيح لهذا العمل جلسات تقرأ طبيعة القصة بين المخرج والكاتب لكانت النتيجة مغايرة كلياً، ولكنا لم نقع بالغربة بين مشهد وآخر، ولم نشعر بفوارق الزمان والمكان والاحداث والتمثيل، وانسجمنا أكثر في سرد الحدوثة مع التاريخ لا أن نشعر بفوارق غبية تنقلنا من مرحلة إلى مرحلة دون عناء ودون تأثيرات زمنية وعمرية!
العمل اعتمد على قصة جميلة ومشغولة بدقة لكنها تاهت جراء اخراج مربك ويخافها، وأداء متصنع لبعض النجوم العاملين في تجسيدها، ونمطية مشهدية أضرت أكثر الحضور التمثيلي، وهذا لا يمنع أن بعض الوجوه قدمت دورها بتميز خاصة هيفاء حسين وعبد المحسن النمر ومحمد صفر. 

عطر الروح
·         “عطر الروح”، تأليف علاء حمزة، إخراج محمد القفاص، ومن بطولة هدى حسين، عبد المحسن النمر، عبد الرحمن العقل، أحمد السلمان، محمد العجمي، حسين المنصور، محمد صفر، شهاب جوهر، وأمل العنبري.
من الأعمال الجميلة شكلاً ومضموناً وأداء رغم المبالغات في أحداث القصة غير المنطقية والواقعية مع ان المؤلف مهد لكل شخصية رئيسية والطبيعة التي تعاني منها، وأسباب الحالة التي هي فيها…صحيح عابه التمهيد الممل في الحلقات الخمس الأولى، ولكن ذكاء المؤلف في ترك ثغرة جانباً كي نفكر بها وبأحداثها، وجعلها مفاجآت كانت تشد المتابعة إلى جانب أداء بعض النجوم على رأسهم هدى حسين وعبد المحسن النمر وعبد الرحمن العقل وأحياناً محمد العجيمي، ولو تنبه المخرج مع القائمين على الاشراف لدور العجيمي لدعموه وجعلوه بطلاً يرسم الخطوط العريضة للعمل لا أن يكون تكملة عدد، ولو حذفت مشاهدة لاستمر العمل على حالاته دون أي تأثير، وهذا جاء خسارة على العمل!
عاب هذا المسلسل الجيد ترك المخرج لبعض الممثلين تأدية أدوارهم دون دراية، ودون تأثيرات درامية خاصة مع أمل العنبري وشهاب جوهر وأحيانا محمد صفر…وأصيب كما غيره من تصوير بعض المشاهد من دون حرفنة واقناع لربما بسبب سرعة التنفيذ مع إن للمخرج حرية الحسم والقفاص يشهد له بذلك، وهنا وبهذه الزاوية لم يكن كذلك!

الخافي أعظم
·         “الخافي أعظم” ، تأليف عبدالله السعد ، المخرج احمد يعقوب المقلة، والمخرج المنفذ اشرف شحاتة، بطولة  هيا عبد السلام، علي  كاكولي، هيا عبد السلام، ليلى عبدالله، عبد الامام عبدالله، ابراهيم الحربي، ناصر الدوسري، عبدالله الباروني، مرام البلوشي، ومحمد العجيمي.
اقحام أحداث الماضي مع إنهاء أحداث واقعية هامة ورئيسية ويبنى عليها مع الحاضر بهذه الطريقة الهجينة لم يكن موفقاَ، وساعد في اصابتنا بالملل بطئ الحوارات والأحداث والأداء التمثيلي، صحيح القصة ليست جديدة ومشغولة بعشرات الأفلام والقصص لكنها هنا كتبت بأسلوب ناعم وغير متعب في كيفية التواصل، المشكلة كانت في كيفية تحريك الممثلين من قبل المخرج بنمطية تشعرنا أننا أمام مجموعة طلاب ينشدون استظهاراً عربياً، أي تسميع ما حفظ والسلام!
هذا العمل يحتاج إلى قراءة وطريقة تعامل مختلفة، لا ينقصه النجوم، ولا الفكرة بل ينقصه الاخراج الصح والتأدية العميقة لا الباردة في تمثيلها رغم حرارة الحالة!
حكاية تختزل بحلقة أو حلقتين، وهذا التطويل والتكرار أوصلنا إلى أداء ممل للممثلين، ومتابعة خاوية ومزعجة، وكنا نغيب عن العمل بحلقة أو حلقتين لنعود لنجده في مكانه لا يتقدم، والممثلين في مكانك راوح، لأا أبعاد درامية، ولا تأثيرات ولا من يحزنون…عمل ممجوج أضاع أهدافه!
لم يوفق علي كاكولي كما عهدنا به سابقاً ممثلاً جيداً، يتحرك كأنه العجوز الأكبر في المسلسل رغم شبابه وطبيعة دوره الباحث عن الحقيقة، ولم يعرف التلوين وردة الفعل مع كل حدث جديد، أدى شخصية نمطية مزعجة في استمرارها.
هيا عبد السلام لعبت دورها بتميز، وجه يبشر بالكثير، تفهم بتفاصيل عملها.
ابراهيم الحربي فنان بامتياز، يفقه ماذا يقرأ وماذا سيكون عليه المشهد، ويتأثر بسرعة تخدم المشهد، وعبدالله الباروني أكبر مما اسند عليه، واضاف للشخصية أكثر مما أضافت له، والعجيب تقليص دور محمد العجيمي مع إنه من النجوم الجيدين، وكان بالمستطاع تعميق الدور وجعله رئيسياً رغم أهميته!

المواجهة
·         “المواجهة”، تأليف محمد الكندري، إخراج حسين الحليبي، بطولة حسين المنصور، شجون، محمد العلوي، حمد اشكناني، فهد باسم، زينب غازي، غرور، شيماء قمبر، بيهانا، جونا، شهد سليمان، سعود بوشهري، شاهين الشاهين، أحمد مساعيد.
متعة في أداء بعض النجوم الشباب، ربما لواقعية الاحداث المعاصرة، وربما لسلاسة الحوار المكتوب بذكاء، وهذا لا يعني أن الكل كذلك، بل القليل منهم أدى تكملة عدد وهذا يتحمله المخرج الذي شغل حضوره بالاهتمام بالإضاءة والالوان تاركاً بعض هفوات الكادر والاداء جانباَ!
حسين المنصور أدى دوره بهدوء وبذكاء، شجون متميزة تستحق التنويه تلون وتنتقل من حالة إلى حالة برشاقة، فنانة مجتهدة وحالة خاصة، وفهد باسم تجربة مهضومة ورشيقة وقريبة إلى القلب، يؤدي بإتقان، وباستطاعته أن يلعب كوميديا بذات المقدرة التي يتفوق فيها بالتراجيديا، فنان يبشر بالكثير إذا استغل موهبته بالطريقة الصحيحة، ودرس خطواته، ويبتعد عن كذبة الشهرة والإعلام!
حمد اشكناني فنان وموهبة حاضرة، لعب دوره بإتقان وأضاف الكثير على الشخصية، وكان من المفروض تعميق دوره حتى يصبح جزأ من البطولة!

خذيت من عمري وعطيت
·         “خذيت من عمري وعطيت” تأليف عامرة الحزيمي، وإخراج حمد سعيد البدري، ومن بطولة انتصار الشراح، وهبة الدري، وحمد العماني، وطيف، ولمياء طارق، ومحمد العجيمي، ومحمود بوشهري، محمد جابر، عبد الامام عبدالله، شهد سلمان، صمود، عبدالله العتيبي، وصمود، وسعود بوشهري…اشراف الشيخة مريم ناصر الصباح.
القصة من قلب الواقع، شفافة، فيها الكثير من صورنا، وكتبت بسلاسة جميلة عابها الاسلوب النمطي في تطويل الحدوتة قبل الاحداث، والعجيب التعمق بحياة هادئة انعكست على حركة الكاميرا النائمة في أحضان السرد البطيء حتى الملل شكلاً ومضموناً، والعمل بعد حلقته العاشرة أصيب بكم كبير من المط والتطويل وبرودة حركة الممثلين، وسذاجة في طرح بعض الاحداث وطريقة معالجتها… مع إن طبيعة الحكاية تستوعب تكثيف الأحداث لا تركها جانباً وكأن الزمن لا يتطور، ولسنا في عصر الدراما الواقعية بكل فصولها، والناس تعرف ما تريد!
العمل نفذ بعقلية زمن الأسود والأبيض لذلك لم يتمكن المخرج من تعميق الأدوار والتمثيل، وترك كل يؤدي حسب تطلعاته!
هبة الدري منذ الحلقة الأولى حتى رحيلها كانت مختلفة، واثقة، تؤدي بعمق وبفلسفة السهل الممتنع، وقيمة الدور لا يقاس بطول مساحته بل بالأداء السحري البسيط الذي قدمته هبة!
أما حمد العماني فكان يلعب دوره بعفوية أثبت حضوره، وحينما مات ظل مكانه مطلوباً…فريق العمل قدم ما استطاع!
ما أن بدأ دور محمود بوشهري حتى أثرى ايجابياً بالعمل، وكان الأنشط والأكثر تعبيراً في تجسيد الشخصية، هذا الشاب يعطي العمل طاقة جيدة لأي عمل يشارك فيه، كما يعطي الشخصية قوة الحضور، وقدم دوره هنا على أفضل ما يكون، وهو الأفضل.
أكثر ما يزعج في العمل تلك الشابة التي طلب منها أن تؤدي المشاهد المسرحية وهي تفتقر لموهبة التمثيل المسرحي وجرأة الأداء، ويكفيها ما مثلته من أدوار داخل الجدران الأربعة، ولا أدري كيف سمح لها أن تؤدي تلك المشاهد المسرحية بهذه السذاجة والغباء، وكأن المشاهد لا يستطيع التمييز!

العاصوف
·         “العاصوف ” تأليف عبد الرحمن الوابلي، إخراج المثنى صبح، من انتاج 2017، ومن بطولة ناصر القصبي “خالد”، حبيب الحبيب، ليلى السلمان، عبد الإله السناني، عبد الرحمن نافع، ريم عبدالله، ريماس منصور، عبدالله المزيني.
يصور العمل احداث ما بين 1390 هجرية 1970 ميلادية و 1395 ه 1975 م متطرقاً إلى التقاليد والعادات التي كانت سائدة من خلال تلك الحياة بما فيها من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وفكر الشباب آنذاك…
وتتفق مع العمل أو لا، لكنه يوضع في خانة الجرأة، وفي خانة السير خلف السائد، وتقبل الحملات المؤذية والمنتقدة والجارحة قبل أن ينفذ، وبالأصل فكر بتنفيذه من أجل الدخول في جدلية النقد من داخل البيت، وكشف حقائق غير معروفة ولا ندري صحتها من فبركتها!
على صعيد التمثيل شكل أداء فريق العمل صدمة ايجابية في التعبير والتنفيذ، ونحن أمام مجموعة جيدة، أما الحدث كان ناصر القصبي الذي ابتعد عن كاركتر كوميدي لازمه أكثر م 30 سنة، وهنا يقدم التراجيديا الخفيفة والعميقة بمسؤولية، والأهم من كل ذلك مغامرته في هذا الدور وهذا النص في لحظة تغييرية في السعودية!

خارج السرب
“خارج السرب” تأليف وسيناريو وبطولة واشراف غانم السليطي، إخراج حسين الصايغ، وبطولة صلاح الملا، وهدية سعيد، وجاسم الانصاري، وفهد القريشي، ومحمد انور، ومشعل المري.
           بدأ عرض العمل في منتصف شهر رمضان لحين الانتهاء من تصويره، وانطلق عبر قناة دوحة 360، وقد أراد      غانم السليطي أن يكون رسائل واضحة ومباشرة من خلال رمزية بسيطة لا تفلسف ولا عقد فيها، ونجح في ايصال ما أراد في ظل واقع عربي مخيف، وواقع خليجي معقد، وقد اعتمد السليطي على الكوميديا السوداء دون نسيان حقيقة الواقع.
تمكن فريق العمل من تجسد الشخوص بإتقان بعيداً عن التكلف، وهذا أجمل ما في العمل، إضافة إلى الروح الجميلة التي بانت على الجميع، وأيضاً التقاط مناظر جميلة للدوحة تحسب لعين المخرج.

كوميديا
·         ما قدم من اعمال كوميدية كارثية منها “عوض أباً عن جد” بطولة حبيب الحبيب، واسعد الزهراني، شمس، بشير غنيم، هذا العمل قمة بالتصنع والإفلاس الكوميدي.
وكذلك ينطبق الكلام على مسلسل “واحد مهم” تأليف ضيف الله زيد، وإخراج نعمان حسين، وبطولة طارق العلي، فخرية خميس، منى شداد، انتصار الشراح، وأيضاً مسلسل “برودكاست” تأليف ضيف الله زيد، إخراج يحيى اشكناني، بطولة هند البلوشي، أحمد العونا، خالد العجمي، عبد العزيز النصار