بقلم// جهاد أيوب
في زمن اللاشيء أصبح الابن يتطاول على أهله، والدين عصابة دون ايمان، والوطنية مصلحة ذاتية، والفن مرتزقة لم يعد الصغير يحترم فيه من اسس، والأخطر لم يعد آحد باستطاعته سماع ومشاهدة من يحترم الآخر في هذا الزمن
نسرد هذا الكلام لنقول للفنان طارق العلي أن من سرب عن لسانك بحق فنانة بمستوى الوطن اسمها الرائدة حياة الفهد لا يليق بك، ومرفوض كلياً، ويضر بسمعتك وفنك وحضورك بين مجتمع يقدر هذه القامة التي أسست مع رفاق دربها، وبنت الفن في زمن المحرمات، وفتحت لك ولأمثالك الطريق
والمفروض لو قالت ما قالته وهي لم تقل ما يضرك، المفروض أن تلجم لسانك، وتتعلم أصول مخاطبة أهلك والكبار من حولك
لك حرية الرد ولكن بأدب…لك حرية التعبير ولكن مع احترام المنطق، ولك حرية الانفلات على مسرحك وتريده على مقاسك وتطلعاتك الفنية، ولكن لا يحق لك أن تفلت على من صنع فرحنا، وأدخل السعادة إلى قلوبنا في زحمة أوجاعنا
تسريب التسجيل خطأ من قبل من سرب، وأراد بفعلته هذه أن يضرب مجتمع الفن الكويتي والقائل معاً، وهذا دليل على أن هنالك جهات تحفر لطارق العلي ولا تحبه وقريبة منه، والخطأ الأكبر أن يتحدث طارق بهذا المستوى من التدني…ما قاله طارق لا يليق بفنان لديه جمهوره الذي يحبه…
القضية لا تتحمل هذا الهجوم من طرفك وعلى لسانك، والكل من المسؤول وحتى الطفل يعلم أنه لا وجود لنقابة فنية في الكويت، يوجد مسرح نقابة العمال، وهي جهة حكومية تابعة للشؤون، وانت استأجرت مسرحها منذ أكثر من عشرين سنة، مع أن هذا المسرح وجب أن يكون لطموحات الشباب المسرحي، وتطلعاتهم، وليس لفنان مثلك أصبح له اسمه وجمهوره وثروته، ويُعرف ماذا يقدم، والمستوى الذي يقدمه في المفهوم النقدي والاكاديمي والإعلامي والجماهيري
هذا المسرح وجب أن يكون لطموحات الشباب أو كل سنة لفرقة، وليس لرخصة استمرت أكثر من عشرين سنة، ومع ذلك لا أحد أنتقم، أو انتقد الجهات التي اعطتك الرخصة، وهذا لا يبرر تزمتك بأن في الكويت نقابة
حسب علمنا وبصرنا سمعنا السيدة حياة الفهد تقول بكل ثقة وتواضع الكبار: ” لا يوجد نقابة للفنانين في الكويت، وإذا ثبت عكس كلامي سأعتذر علناً
هذا الكلام لا يوجد فيه ما يغضبك حتى تثور هكذا ثورة، وتترك للسانك أن ينال من كبار في فنهم وسمعتهم، وفي هذه الحالة انت الخاسر، وفي تطاولك على السيدة حياة وهي قيمة وطنية وفنية أنت من خسر، وصدقني الناس تسمع من يشتم ولكنها لا تحب من يشتم
وبكل بساطة أن النقابة تتطلب إشعاراً من الشؤون، ورخصة رسمية
لن ندخل بما خرج على لسانك منذ ثلاث سنوات وكان معيباً، وبالنهاية خرج منك أنت…ولن نعمل على زيادة الشرخ، وهذا لا يليق بدورنا وبدور الفن…
بكل بساطة أدعوك إلى التفكير ملياً، وتقوم بمبادرة ترفعك لا تبقيك في خانة الشتام، مبادرة تتطلب منك عقد المؤتمر الصحفي لتعلن فيه اعتذارك من زلة لسانك، وتسعى إلى لم شمل البيت الفني الكويتي، وأن السيدة حياة الفهد مدرسة في المسرح والدراما التلفزيونية والفن العربي بشهادة كبار القوم…صدقني كل هذا الذي قيل يصغرك، والاعتذار والدعوة للم الشمل يكبرك، ويلغي زلات لسانك الجارحة
وبعد ذلك تفرغ لفنك، لمسرح يشبهك، وتبحث عن جواب لعدم نجاحك في الدراما الكويتية بينما رفاق دربك يحققون النجاحات وانت تعلم الدراما اليوم هي التي ترسم بقاء الفنان في الذاكرة، وتعطيه الشهرة والمكاسب المالية
اتقدم بهذه النصيحة احتراماً للزمن الجميل الذي جمعنا مع مداميك الفن الخليجي والكويتي أمثال عبد الحسين عبد الرضا، وحياة الفهد، وسعد الفرج، وسعاد عبداللة، وغانم الصالح، وعلي المفيدي، وخالد النفيسي، ومريم الصالح، ومريم الغضبان، وفؤاد الشطي….ولم نسمع شتيمة خرجت عن لسان احدهم تزم بالآخر…احتراماً لهذه الكوكبة طلبت منك استيعاب خطأك، وعقد المؤتمر لتعتذر، وتسكت الدخلاء ومن يصطاد في الماء العكرة