أعلنت لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية عن برنامج المهرجانات لصيف 2018 وسيحيي امسيه الافتتاح صاحب البصمة القوية الفنان زياد الرحباني في 12 و13 تموز (يوليو) المقبل، ضمن برنامجها الفنّي لصيف 2018. الموعد المنتظر يأتي بعد غيابٍ كامل لزياد الرحباني عن المشهد الفنّي والإعلامي لسنتَين ونيِّف، ما يجعل منه حدثاً استثنائياً بلا شك، وقد يكون الأبرز في موسم مهرجانات الصيف السياحية اللبنانية. فالفنان الكبير الذي نشط على كل الأصعدة (عشرات الحفلات الغنائية والأمسيات الموسيقية بالإضافة إلى المقالات السياسية/الاجتماعية النقدية وكذلك الإطلالات الإعلامية على معظم محطات التلفزة والمقابلات الكثيرة في الإذاعات والصحف المحلية) بين خريف 2012 وصيف 2015، انكفأ بشكلٍ مفاجئ عن الساحة الفنية وغاب عن السمع كلّياً وامتنع عن أي تصريح لفترةٍ هي الأطول على الإطلاق في مسيرته الفنية التي تبلغ اليوم 45 عاماً من عمرها الحافل بإنتاج الإبداع المسرحي والغنائي والموسيقي والفكري. هذه ليست المرّة الأولى التي يشارك فيها زياد الرحباني في ”مهرجانات بيت الدين الدولية“، إذ سبق له أن رافق والدته، السيدة فيروز، في الجزء الأكبر من حفلاتها التاريخية في دورات المهرجان بين عامَي 2000 و2003 ضمناً (باستثناء دورة 2002)، حيث طالت بصمته البرنامج والتوزيع الموسيقي والإشراف العام على التحضيرات والعزف على البيانو. ”… على بيت الدين“. إنه العنوان الذين وضعه زياد للأمسيتَين اللتين تستضيفهما الباحة الخارجية الكبرى في قصر المير أمين (الشوف / لبنان). عنوانٌ يخفي وراءه برنامجاً حافلاً بالأعمال الغنائية والموسيقية التي تراعي الطابع الاحتفالي للحدث وتختصِر ريبرتواراً ضخماً بدأ يتكوّن مطلع السبعينيات، من جهة، ومُطعَّماً، من جهة ثانية، بأغاني جديدة اشتغل عليها زياد في الفترة الأخيرة وأخرى قديمة غير منشورة أو لم تحظَ يوماً بفرصة تسجيل. هكذا، تشارِك في الأمسيتَين أوركسترا خاصة، ستتشكّل من موسيقيين محلّيين وعرب (مصر وسوريا) وبعض الأجانب (أرمينيا، هولندا،…)، بالإضافة إلى جوقة من الرجال والنساء، في حين يتولى الغناء المنفرد الفنانَين منال سمعان (سوريا) وحازم شاهين (مصر) بشكل أساسي، بمشاركة زياد الرحباني عازفاً على البيانو… البيانو الذي يفتقده مثلنا. — زياد الرحباني زياد الرحباني (1956) هو فنان لبناني شملت اهتماماته المسرح والموسيقى والأغنية الشعبية، بالإضافة إلى أعماله النقدية غير الفنية من برامج إذاعية ساخرة ومقالات صحفية، طالت المجتمع اللبناني والسياسة بكل أبعادها والمرأة والفن وساهمت في الكفاح لمجتمعٍ عادل، تقدّمي، علماني وديموقراطي حقيقي. هو أولاً الابن البكر للسيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني، أحد أهم مؤسّسي المدرسة اللبنانية الحديثة في المسرح الغنائي والأغنية الراقية والشعبية. درس زياد الموسيقى منذ صغره وأتقن الأصول النظرية الغربية والشرقية والعزف على آلتَي البيانو والبزُق بشكل أساسي. بدأ همّه الفنّي والإنساني العام يتكّون قبل سن المراهقة، فكتب ديوانه الشعري/النثري الأول والوحيد بعنوان ”صديقي الله“ وتولّى والده عاصي نشره عام 1967. بعدها بدأ بالتلحين والتأليف والموسيقى وكتابة النصوص الغنائية، فكانت له عدّة أعمال في هذا السياق قبل أن يعطي والدته أغنيته الأولى لها، ”سألوني الناس“ (من مسرحية ”المحطّة“، 1973) وتنتطلق مسيرته بشكل جدّي بعد ذلك. أولى مسرحياته حملت عنوان ”سهرية“ (1973) وكانت أقرب إلى المسرح الغنائي للأخوين رحباني وفيروز، مع وجود لمسة خاصةً جداً، ما لبثت أن ظهرت في مسرحية ”نزل السرور“ عام 1974. هذا العمل الذي بات اليوم الأكثر شعبية في تاريخ المسرح الشعبي اللبناني أو حتى المشرقي، سبق مباشرةً الحرب الأهلية اللبنانية (1975) التي شكّلت سريعاً اهتمام زياد الأول، سياسياً واجتماعياً وإنسانياً، وفي الوقت عينه باتت مصدر إلهامٍ نقدّي وفنّي له، بين البرنامح الإذاعية (من بداية الحرب مع ”بعدنا طيبين، قول ألله“، وصولاً إلى نهايتها مع ”يه ما أحلاكم“، مروراً بـ”العقل زينة“) والأغاني الملتزمة (ألبوم ”أنا مش كافر“، 1984) والتطوير الموسيقي (ألبوم ”هدوء نسبي“، 1984) والمسرح الاجتماعي (”بالنسبة لبكرا، شو؟“، 1978) والسياسي (”فيلم أميركي طويل“، 1980) والسياسي/الفنّي (”شي فاشل“، 1983). بعد الحرب، راقب زياد الرحباني المجتمع وتحوّلاته، فقدّم قراءته لما سنؤول إليه بعد فترة سِلم تعادل فترة الحرب، إن تمسّكنا ببعض العادات الاجتماعية، وأسرفنا في الميول إلى بعض الممارسات الشاذة التي لا تبدو مصيرية في الظاهر، وأصريّنا على بعض السلوكيات العوجاء، فرسم مصيراً مفترضاً مأساوياً، ناتجٌ بشكل جوهري عن سقوط منظومة الأخلاق العامة. هكذا نقل عام 1993/1994، مجتمع عام 2005 المتخَيَّل، إلى خشبة المسرح مع عملَيه الملحميَّين ”بخصوص الكرامة والشعب العنيد“ (صورة عامة) و”لولا فسحة الأمل“ (تفنيد حالات بارزة) اللذين تختتمهما خلاصةٌ بعنوان ”الفصل الآخَر“ (مصير المجتمع)، تنتهي بغزوة البدائيين بلدنا من جهة الجرود! هناك، في الـ1994، حيث نحن اليوم، توقّف زياد الرحباني عن العمل في المسرح. لكن قبل ذلك وبعده، كانت الموسيقى دوماً حاضرة، من ألبومات خاصة، إلى أخرى مع الراحل جوزيف صقر (”بما إنو“، 1995) وسلمى مُصفي (”مونودوز“، 2000) ولطيفة التونسية (”معلومات مش أكيدة“، 2007)، وبالطبع تلك التي أنجزها للسيدة فيروز، والتي بلغ عددها، بين 1979 (”وحدُن“) و2010 (”إيه، في أمل“)، سبعة ألبومات (”إلى عاصي“ ضمناً)، إضافةً إلى التسجيلات الحية وعددها اثنين: ”فيروز في رويال فستيفال هول — لندن 1986“ و”فيروز في بيت الدين — 2000“. وفي التاسع عشر و العشرين من تموز المقبل يأخذنا الإسباني – »Antonio Gades Company

« في رحلة موسيقية

Blood Wedding and suite Flamenca

. يوليو

BLOOD WEDDING

عام 1974، خطا أنطونيو غايدس خطوةً سبّاقة في مجال الرقص الإسباني
ومن المقرر أن تتضمن الحفلة المنتظرة مقطوعات وأغنيات قديمة وجديدة غير معروفة، برفقة أوركسترا خاصة تضم موسيقيين من لبنان، ومصر، وسوريا، وأرمينيا، وهولندا، إضافة إلى جوقة من الجنسين
كما سيشارك في الغناء المنفرد خلال الحفلة، كل من منال سمعان من سوريا، وحازم شاهين من مصر، فيما سيكون زياد على البيانو

ووصفت نورا جنبلاط زياد الرحباني بأنه “رمز من رموز الفن اللبناني الاصيل وهو يمثل حقبة نضالية من تاريخ لبنان المعاصر”. واعتبرت أن إطلالة الرحباني في بيت الدين “حدث استثنائي”
وتتخلل المهرجان حفلتان للفنان العراقي الرومنسي كاظم الساهر، وهو بات من الاسماء الثابتة في هذه المهرجانات
الى الأنغام الشرقية، طعم المهرجان برنامجه بحفلة للكاتبة والملحنة الفرنسية كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عنوانها “لمسة فرنسية”، وقال وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري ان ساركوزي أعرب له خلال عشاء خاص عن حماسته للمجيء الى لبنان بهذه المناسبة
وفي المهرجان ايضا عرض فلامنكو لفرقة أنتونين غادس الإسبانية المعروفة وحفلة للمغنية الألمانية اوتيه ليمبر تحية لمارلين ديتريش نجمة الاربعينيات في السينما والمسرح وتتسم حفلة الختام بالضخامة اذ ان الجمهور على موعد مع عرض سيرك عنوانه “سيركوبوليس” لفرقة “الوييز″ الكندية هو مزيج من السيرك والمسرح والرقص
ويقام على هامش المهرجان، معرض يضم رسوماً كاريكاتورية للرسام اللبناني الراحل بيار صادق

محمد ع.درويش