ريم شاهين على أنغام أغنية سلطان الطرب جورج وسوف، ودّع عدد كبير من الشباب اللبناني أمهاتهم و غنّوا “أنا مسافر يا أمي ودعيني”…و بعد التوصية قالوا “أنا راجع يا أمي إنطريني”، وكما وعدوا أمهاتهم عاهدوا من أحبوا على الوفاء و الإخلاص، ليُجبنهم العاشقات أنهن على الوعد سيبقين ولتردد كل واحدة على مسمع حبيبها قبل أن يغادر كلمات أغنية الفنانة شريفة فاضل “مستنياك يا روحي بشوق كل العشاق”. و ككل بداية يبدو الأمر سهلاً إلا أنّه ليس كذلك بالفعل، فبالرغم من موجة التكنولوجيا التي إجتاحت العالم وقرّبت المسافات في ما بينهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي التي سهّلت الأمر نوعاً ما، إلا أنّ أي تطبيق أو موقع تواصل لن يشفي حرقة أمّ تشتاق لضمّ إبنها إلى صدرها الحنون، لن يخفف لهيب الشوق في قلب عاشقة إنتظرت وصبرت على البعد أكثر من صبر أيوب، لن يثلج قلب أخت أو أخ إشتاقت لمناكفات إخوة أبعدتهم المسافة الجغرافية و بقيوا جزءاً لا يتجزّأ من العائلة . وإنطلاقاً من معاناة المهاجرين اللبنانيين من إرتفاع أسعارتذاكر السفر التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط مقارنة مع شركات الطيران المنافسة، أطلق مجموعة من الشبايب المهاجرين في دول الخليج هاشتاغ “#بدنا_ نصيف_ بلبنان”، بدعم أولي من المهاجرين في مختلف دول العالم و بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار” بتحب لبنان، حب مغتربينه”. صرخة تنبع من ألم عميق ومن إشتياق المغتربين لعائلاتهم ووطنهم، في وقت أصبحت زيارتهم إلى لبنان حلم صعب المنال أو تأجيل ممدد قدر الإمكان. مناجاة عائلاتهم باتت أشبه بإنتظارمعجزة قد تتحقق أو لا، لتصبح زيارتهم إلى لبنان كلّ سنة مرة تيمناَ بقول سفيرة لبنان إلى النجوم فيروز”زوروني كل سنة مرة و حرام تنسوني بالمرة”. نعم، يواجه لبنان خطر فقدان تعلّق المغتربين بجذورهم، إذ لا يكفي أنّهم غادروا من أجل تأمين مستقبلهم نتيجة لانعدام قدرتهم المادية التي تمنعهم من متابعة دراستهم أو تأسيس حياة عائلية ميسورة ومستقرة، بل أيضاً يعانون أيّ المغتربين خصوصاً العائلات منهم من تكبّد أعباء مالية كبيرة لدى زيارتهم بلاد الأرز تبدأ من أسعار تذاكر السفر المرتفعة التي تفرضها شركة طيران الشرق الأوسط على المسافرين إلى لبنان، لتنتهي بأسعار تذاكر السفر لدى عودتهم أدراجهم إلى بلاد الإغتراب بقلب يأنّ من وجع فراق الأحبة وأرض الوطن من جديد. و ما إن إنطلقت حملة “بدنا نصيف بلبنان”، حتّى تفاعل معها روّاد مواقع التواصل واللبنانيين في بلاد المهجر، وخصص القيّمون على هذه الحملة صفحة خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي
“flight or fight”
لحشد المؤيدين والضغط على شركة الميدل إيست من أجل خفض أسعار التذاكر، لينعم المغتربين من أنحاء العالم كافة بفرصة قضاء عطلة عيد الفطر في لبنان والإستمتاع بموسم الصيف المميزفيه بين الأهل و الأحباء. القيمون على هذه الحملة لا ينتمون إلى أي حزب سياسي، بل هم أبناء بلاد الأرز هويتهم لبنانية و مسارهم وطني وولائهم للأرز الشامخ في أعالي جبال لبنان ولجيش يبذل تضحيات غالية ونفيسة من أجل الحفاظ على كلّ حبة تراب من أرض الوطن. وقد تمكّن القيّمون على إطلاق هذه الحملة من الحصول على دعم عدد من الوسائل الإعلامية المرئية و المسموعة والمكتوبة، بالإضافة إلى دعم الصحافة الإلكترونية بشكل كبير، ويتواصل هذا الدعم، ليضاف إليه تصاعد وتيرة دعم نجوم الساحة الفنية للحملة بشكل مستمر، ناهيك عن تأييد مؤسسات المجتمع المدني لها. هذا الدعم المتواصل وصولاً إلى تصدّر هاشتاغ #بدنا_نصيف_بلبنان بشكل متفاوت بين الفينة والفينة مواقع التواصل الإجتماعي، لم يحدث أي تأثيراً، فعلى من تقرع مزاميرك يا داوود ، فلا أحد يسمع و لا أحد يستجيب. من هنا سيعمد الشباب المغتربين في دول الخليج إلى مقاطعة الرحلات الجوية لطيران الشرق الأوسط، وفي القلب غصّة أن تكون الشركة التي تعتبر فخر لبنان في العالم عائقاً أمام حلم زيارة أرض الوطن والتمتع برحاب قطعة السماء التي كوّنها الله على الأرض، بالرغم من كلّ الظروف والتطورات التي يمرّ بها الوطن