حينما وقف وزير الإعلام الحالي الاستاذ ملحم رياشي خطيبا في حفل اطلاق اسم الموسيقار حليم الرومي على ستديو 5 في الإذاعة اللبنانية ذكر في خطابه المعبر والجميل أسماء فنية كثيرة منها لها الفضل على الإذاعة وعلى لبنان، ومنها مجرد حضور كبير دون أن يذكر اسم السيدة الاسطورة صباح قلنا قد يكون قد غابت عن ذاكرته الاسطورة صباح في المرة الأولى، ولكنه عاد مرة ثانية وثالثة ليذكر الأسماء ذاتها متجاهلا كل مجد وبريق وشمس وخدمات صباح الوطنية، حينها شعرنا أن هذا النسيان متعمدا، وهذا التجاهل فيه الغاء للحقيقة التي ابدع ساسة لبنان في الغائها قررنا أن نعلن استنكارنا لهذا الموقف مباشرة، ولكن مطرب الفرسان الأربعة الفنان نادر خوري، وهو صديق الوزير، ومرافقه في تلك الأمسية اصر أن أقول، وانقل استنكاري، وملاحظتي إلى الوزير مباشرة، ومنوها بأن الوزير يسعد بهكذا ملاحظات تصحح لا تدمر وحينما انشغل الوزير باعطاء تصريحاته العديدة لوسائل إعلامية كثيرة من فضائية وإذاعية كانت متواجدة بالقرب منه، وعاد وذكر من هم دون مقام صباح، وللعلم، ومن أجل التاريخ لم يقدم أحدهم ربع ما قدمته صباح في صناعة الإغنية اللبنانية، وانطلاقة الإذاعة اللبنانية الرسمية، لا بل يعود الفضل لصباح ولا لغيرها في زرع المجد، والانتشار لهذه الإذاعة منذ الانطلاقة إلى اليوم حيث غابت صباح جسدا لا فنا وصوتا كانت صباح الأكثر شهرة وبريقا وشمسا لم تغب عنها يوما، واغنياتها التي سجلتها في الإذاعة كانت تعتبر متطورة وعصرية حافظت على التراث والعمق اللبناني والعربي، والكل يتابع أخبار صباح، ويلاحقها أينما حلت…اسألوا التاريخ، واجدادكم، واهاليكم، وكتابكم، وحكامكم يعلمونكم القليل من بعض اشعاعات صباح صباح يعود الفضل إليها في صناعة الموال الشامي إلى جانب وديع الصافي فقط لا غير صباح يعود الفضل إليها لا لغيرها، ومع باقة قليلة جربت حتى اعطوا الأغنية اللبنانية شكلها واطارها الذي تعرف به صباح يعود الفضل إليها لا لغيرها في نشر الاغنية اللبنانية والشامية في الوطن العربي من خلال فرضها في كل عقد توقعه في مصر عبر افلامها للعمل على تقديم اغنيات لبنانية، في وقت غالبية من ذكرهم الوزير لم يولدوا بعد، وغالبية ساسة لبنان اليوم لم تشرق عليهم الشمس، ووالديهما لم يلتقيا حتى ينجبانهم بينما صباح كانت تتمختر على مسارح العالم، وفي ستديوهات إذاعة لبنان، الفضل يعود لصباح لا لغيرها ابدا في نشر الاغنية انذاك عربيا يعود الفضل إلى صباح في انتشار أسماء لبنانية كبيرة في التلحين، والشعر، والغناء، والأناقة قبل غيرها، ونقطة على سطر الموضوعية والحقيقة لن نطيل بالحديث عن انجازات صباح، وما قدمته في الفن وللفن اللبناني والعربي أحببتها أو لم تحبها، لكنها كالشمس ساطعة بما فعلت وشكلت الريادة، فقط لا بد من الإشارة إلى أن الفضل الأول دون مناقشة يعود إلى صباح في ترسيخ الإذاعة اللبنانية، وفي ترسيخ الأغنية اللبنانية الحديثة والمتطورة والتراثية، وفي ترسيخ التلفزيونات اللبنانية بين قناة 11 في الحازمية، وقناة 7 في تلة الخياط، وحينما كان تلفزيون الشرق الأدنى من بيروت، وهي التي كانت تحل ضيفة عبر ستديوهات الإذاعة دون منة، ومن دون أن تطالب ببدل مالي في كل المناسبات، ومذكرات توفيق الباشا حاضرة حينما يشير حرفيا: “صباح رغم نجوميتها الواسعة، وشهرتها الكبيرة، ونجاحاتها المنتشرة كانت كلما تأتي إلى لبنان تبادر وتتصل بنا، وتسأل عنا وعن أحوالنا، وتطلب منا الألحان والحضور إلى الإذاعة بكل تواضع على عكس زميلاتها في تلك المرحلة، كنا مع صباح نعرف أصول الفن والتواضع وكل جديد في مصر، بينما زميلاتها لا يعيروننا أي اهتمام، والغرور يعميهن عن التواصل معنا صباح لا تحتاج منا إلى أن نقول من هي فقط أحببت أن اذكر لربما تنفع الذكرى المهم، اقتربت من وزير الإعلام مبتسما، ومعاتبا، وقلت له: ” أحمل عتبا بكل محبة، فهل تتقبل بسماعه”؟ ابتسم الوزير، وقال هات ما عندك، فنحن نحترم العتاب “أيعقل يا معالي الوزير تذكر كل تلك الأسماء أكثر من ثلاث مرات في خطابك، وتتجاهل السيدة صباح التي يعود لها الفضل في بناء الاغنية اللبنانية، وترسيخ هذه الاذاعة، لقد ذكرت يا معالي الوزير اسماء نحترمها لكنها دون عطاءات صباح، ودون ما قدمته صباح للبنان وللاغنية اللبنانية…هذا هو عتبنا وعتب صباح ابتسم الوزير ملحم رياشي، وعلق قائلا:”نعم صباح قيمة، وأنا، وكلنا نعترف بما قدمته للبنان وللفن اللبناني والعربي، لم أقصد أو اتعمد نسيانها، من يستطيع تجاهلها، هي من كبار الفن العربي واللبناني، ومن حقها علينا أن لا ننساها وعلقت على كلامه بأن العتب يتطلب مبادرة، فعاود الابتسامة ليطلب تحديد المبادرة، فأشرت إلى تكريم لها، فقال الوزير رياشي:” ولصباح حق التكريم منا لها، وسنعمل على أن نقيم حفلة ومبادة تليق بها…وتأكد لم نتعمد تجاهلها” عفوا معالي الوزير لم نقصد انتقادك مع أن النقد من حقنا، ولا التجريح بك مع ان ذلك ليس من شيمنا، فقط أحببنا لفت نظرك بأن لصباح الفضل في تأسيس، وفي تدعيم الإذاعة والتلفزيون، والفن اللبناني والعربي، وفي زرع الجمال والاناقة والذوق أينما كانت تحل، وكلما ذكرناها، ورددنا اسمها نكبر، وتشرق علينا شمسها