أحيت جامعة الجنان الذكرى السنوية الرابعة لرحيل مؤسِّستها الدكتورة منى حدّاد يكن رحمها الله، والتي تزامنت مع ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية وأطلقت في المناسبة بالتعاون مع جمعية “رحمة للعالمين” مبادرة نساء للسلام وذلك بحضور وزيرة الدولة للتنمية الإدارية الدكتورة عناية عزّ الدين
الحفل الذي أحيته “الجنان” و”رحمة للعالمين” في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس ضمن فعاليات معرض الكتاب 43 حضره إلى جانب الوزيرة عزّ الدين، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالشيخ مظهر الحموي، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالسيدة ندى ميقاتي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلاً بالأستاذ طوني ماروني، وزير العمل محمد كبارة ممثلاً بالأستاذ سامي رضا، النائب مصطفى علّوش، النائب سامي الجميل ممثلاً بالأستاذ عزيز الذوق، الوزير السابق سمير الجسر ممثلاً بالدكتور جلال حلواني، الوزير السابق محمد الصفدي ممثلاً بالدكتورة سميرة بغدادي، الوزير السابق أشرف ريفي ممثلاً بالأستاذ محمد كمال زيادة، قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلاً بالعميد الركن فؤاد مرعب، مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم ممثلاً بالرائد طلال حمدان، مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلاً بالنقيب ميشال فارس، رئيس مكتب أمن الجامعات العميد الركن فاتك السعدي، سفير أندونيسيا ممثلاً بالسيدة ريسباتي أندرياني، سفير فلسطين أشرف دبّور ممثلاً بالدكتور يوسف الأسعد، السفير الدكتور خالد زيادة، قنصل تشيكيا الفخري في لبنان النقيب عامر أرسلان، الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبّور، مستشار الرئيس سعد الحريري للعلاقات الدولية الدكتور نادر الغزال، نقيب المحامين في طرابلس الأستاذ عبد الله الشامي ممثلاً بالأستاذة زهرة الجسر، نقيب المهندسين الأستاذ بسام زيادة ممثلاً بالسيدة ياسمين غراوي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة الأستاذ توفيق دبوسي، مدير عام الرابطة النسائية الإسلامية الدكتورة رابعة يكن، رئيسة التجمّع اللبنانية للحفاظ على الأسرة الأستاذة مهى فتحة، وحشد من الشخصيات الأكاديمية وممثلي الجامعات والبلديات والمخاتير والهيئات النسائية والفعاليات الاقتصادية والنقابية والاتحادات والحركات الطلابية والشبابية
بعد النشيد الوطني ونشيد الجنان وتلاوة من القرآن الكريم لرئيس قسم القراءات في جامعة الجنان شيخ القراء الدكتور زياد الحاج رحّب مدير العلاقات الخارجية الأستاذ ربيع حرّوق بالحضور مستذكراً”سيدة من شقائق الرجال قلّ نظيرها..” وقال: “كم أخذت سيدتي بيد الشباب من جبهات الاقتتال البغيض إلى مقاعد الدراسة الجامعية في جنان العلم والمعرف والحوار والاعتراف بالآخر، وكم طرقت سيدتي أبواب القرى النائية ووجهت أبناءها نحو التحصيل العلمي فأصبحوا منارة في لبنان والعالم
ثم كانت كلمة رئيسة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط في الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي الدكتور عائشة فتحي يكن الرئيسة والمؤسسة لجمعية “رحمة للعالمين” التي أشارت إلى أن الانطلاق في ذكرى الحرب هو لحمل رسالة السلام والانطلاق هو من المرأة الأم التي خطفت منها الحرب أغلى ما عندها ومن المرأة بكل مواقعها وقالت: “في ذكرى رحيل امرأة السلام، نرفع الصوت عالياً ونقول نريد سلاماً، نريد أمناً اجتماعياً وأمناً اقتصادياً، وأمناً فكرياً. نريد حياة، ونريد مستقبلاً يليق بفلذات أكبادنا
واستذكرت يكن والدتها الراحلة في كل محطات حياتها مطلقة مبادرة نساء للسلام التي نوه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من خلال برقية أرسلها من خلال مدير عام رئيس فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية اللبنانية الدكتور نبيل شديد جاء فيها
“جانب القيمين على جمعية رحمة للعالمين المحترمين، لمناسبة إطلاقكم مبادرة نساءً للسلام في الثلاث عشر من نيسان الجاري في معرض رشيد كرامي الدولي، تزامناً مع إحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الدكتورة منى حدّاد يكن، يسرّني أن أنقل إليكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتقديره لهذه المبادرة الإنسانية المنسجمة مع قدرات المرأة وإسهاماتها في مجال نشر ثقافة السلام، وتمنياته لكم بدوام التوفيق في نشاطاتكم الاجتماعية
أما مبادرة نساء للسلام فأطلقتها يكن لأجل مدينة السلام ولأجل “امرأة السلام” وقالت: “نطلق هذه المبادرة اليوم كنساء لبنانيات، من مختلف الأطياف، ونظراً لما دفعناه من أثمان باهظة، جرّاء الحرب الأهلية اللبنانية، وانطلاقاً من ثوابتنا الدينية والأخلاقية، وقناعاتنا الوطنية والإنسانية، واقتداءً بامرأة السلام، التي دعت إلى حبّ الخير لكل أبناء الوطن، فإننا نعلن تضامننا لتعزيز السلم الأهلي ونبذ الاقتتال الداخلي، ووأد الفتنة والشحن الطائفي، وكل ما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار. ونتعهد بأن نكون دعاة خير وسلام، ونزرع في نفوس أبنائنا، أسس المواطنة الصالحة والعيش المشترك. ونطالب أصحاب القرار بفسح المجال للمرأة، صاحبة الكفاءة، ليكون لها دور أساسي في إدارة البلاد وصناعة القرار
كلمة “الجنان” ألقاها رئيس مجلس أمنائها رئيس جمعية الجنان الأستاذ سالم فتحي يكن الذي أشار إلى بركة العلم حيث تلهج مئات الألسن كل بلغته باسم الدكتورة منى حداد يكن في شتى أصقاع الأرض وهي لم تترك إلا وصية واحدة هي كونوا أمناء أوفياء، وقال: “سنبقى حراساً لهذه المسيرة نحميها بأهداب العيون لأنها اجتماع إرادتين طيبتين ونتاج الوالد الداعية فتحي يكن رحمه الله فكراً ودعوة وحباً وحواراً وتربية ووطناً
ودعا يكن إلى إعادة تحريك سواكن هذا الفكر وقال: “إننا في غمرة ما نواجه من فتن بحاجة إلى إعادة قراءة فكر الداعية صاحب الوحدة شيخنا فتحي يكن قراءة متأنية فيها وقفات في فقه الدعوة وحركة الناس والحوار مع الآخر
وأضاف: “إننا نتطلع إلى وطن بعيد عن المحاصصة الضيقة البغيضة والفساد الإداري ومنطق المحسوبيات، إلى وطن يتضامن أبناؤه في حياة آمنة مطمئنة وعيش كريم
كما طالب بانتخابات حرة ونزيهة تراعي صحة التمثيل ومصلحة المواطن العليا وإجراء إصلاحات إدارية جديدة تقمع الفساد بكل أشكاله. ونوه بالوزيرة عز الدين مشيراً إلى نقاط تلتقي فيها مع “بانية الجنان” من خلال مشاركتها في الحوارات والعمل السياسي في المناحي الثقافية والمعرفية
الوزيرة عزّ الدين في كلمتها نوهت بطرابلس آسفة بأن الظروف لم تتح لها التعرف عن قرب على”تلك السيدة النموذج والقدوة التي أثبتت أن لا انفصام بين المرأة الملتصقة بالتزامها وبين الخوض في غمار مقتضيات الحداثة”، وقالت: “في زمن الحروب وفي زمن اغتيال المدن ذات التاريخ العريق والدور الثابت في الحضارة الإنسانية نجتمع من أجل السلام في جامعة الجنان الرائدة الخلاقة، هذا الصرح التربوي الكريم الذي لا يفصل بين العلم والثقافة
وأشادت الدكتورة عزّ الدين بعنوان الذكرى “امرأة السلام” في ذكرى الحرب الأهلية وقالت: “ما أحوجنا اليوم إلى رجال سلام ونحن نجتمع في صرح يحمل اسم أحد أهم رجل سلام حتى الشهادة رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رشيد كرامي، ونساء سلام في زمن تغذية النزاعات المذهبية والفتن الممتلئة قتلا ودماراً في بلادنا العربية والإسلامية
وشددت عزّ الدين على الحاجة إلى الخوض في قضية بناء السلام وحفظ الوطن بعد كل التجارب التي مرّ بها اللبنانيون من خلال إرساء ثقافة تكافؤ الفرص واعتماد السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تثبت الشباب اللبناني وتحد من هجرة الأدمغة عبر الإنماء المتوازن الذي نص عليه الدستور واتفاق الطائف
وأشارت الوزيرة إلى الدور الذي يمكن للنساء أن يقمن به في التربية على السلام بدءاً من الأسرة وصولاً إلى مواقع القرار حيث الأمل بنساء قائدات ووزيرات وأعضاء في المجالس النيابية، وقالت: إن لقاءنا هذا يجب أن يحمل دعوة واضحة للوحدة والاعتدال والتسامح ونبذ الفرقة
وأطلقت عز الدين نداءً إلى كافة القوى السياسية والأحزاب لتحصين حالة الاستقرار والأمن وقالت:”إن سلمنا الأهلي واستقرارنا الوطني أمانة في أعناقكم لا ينبغي لكم أن تفرطوا بها لأي سبب كان وتحت أي شعار كان
وأضافت: “إن تأخركم اليوم في تبني وإقرار قانون انتخاب عادل يسمح بتمثيل كافة فئات الشعب وطوائفه دون أن يشعر أحد بالهيمنة والغبن أو العجز عن التمثل في الحياة السياسية هو خطيئة بحق الوطن وحق استقراره وسلمه الأهلي وإنسانه
وحذرت عز الدين من الفراغ وإقرار قانون انتخاب مجحف “لأننا اليوم بأمس الحاجة إلى التضامن لإقفال كل الأبواب التي تؤثر على وحدة نسيجنا الوطني”. مذكرة بالحرب الأهلية والنزاعات الطائفية “المقيتة” التي شهدها اللبنانيون وأن أحد أسباب حرب 1958 كان قانون انتخاب وضع في العالم 1957 وفصل على قياس حسابات شخصية ضيقة ومصالح فئوية مفرقة وغير جامعة
وبعد الكلمات الرسمية كانت شهادات حية في الراحلة منى حداد يكن أدارها الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام في جامعة الجنان الإعلامي جو لحود وتناولت أربعة محاور حول العلاقة الإنسانية مع منى حداد يكن ثم المرأة، تلاها منى حداد امرأة السلام، وأخيراً النضال في حياة منى حداد يكن. وتحدثت فيها الناشطة الاجتماعية الإنمائية الإعلامية ليلى شحود، ومديرة فرع جامعة القديس يوسف في الشمال الدكتورة فاديا علم، والشاعرة أسماء قلوون
وختاماً قدّم المنظمون درع امرأة السلام د. منى حداد يكن لوزيرة الدولة للتنمية الإدارية الدكتورة عناية عزّ الدين. وتم التوقيع على مبادرة نساء للسلام