بقلم\\ جهاد أيوب
• تعرف نوال تسويق أعمالها وخلافاتها ومتى تختفي وتطل
• تدرك نوال مساحة صوتها الصغير ولا تتعمد الصراخ حتى لا تنشز
• تحتاج نوال إلى غناء وجداني وتوسيع دائرة الفن إلى التمثيل والمسرح
• صوت كارول شرقي بامتياز مدرب غربياً أكثر
• تجربة كارول عرضة لبورصة الأغنية المتواضعة وجودتها
• كارول اليوم في امتحان صعب يتطلب قلب الطاولة أو الانزواء والاعتزال
نوال الزغبي : صوتها
( alto )
محاربة ماهرة في مجال يتطلب الجهود المستمرة، وفي أجواء تنافسية لا ترحم، صنعت نفسها بنفسها، وحاولت عبر السنوات أن تقدم نوعية غنائية تليق بها، ورسمت لها خطاً يميزها عن غيرها
مجاهدة في البقاء إلى هذه السنوات رغم اقتحام وجوه جديدة في نوعية مشابهة لنوعيتها الغنائية وحتى في طريقة الأزياء وما شابه، شفافة في اختياراتها وتعاملها ومحبتها وغضبها، أنيقة شكلاً ومضموناً، وفي تعاملها مع اللحن والمفردات الكلامية، وتعبت حتى حفرت اسمها دون تنازلات، و فبركات، وأحقاد
تعرف نوال كيف تسوق أغانيها وكليباتها، وخلافاتها الفنية إن وقعت، وتعرف متى تطل في حواراتها التلفزيونية، وترفض أن تكرر شكلها وطلتها ومواضيعها، لذلك جمهورها ينتظرها حتى لو غابت كثيراً
لديها بحة في صوتها العريض المليء بالإحساس، ولا تفعل كغيرها ممن يتغنى بالعرب لحدود النشاز والإزعاج، وتفهم طبيعة صوتها وخامته دون فرض العضلات الكاذبة
مساحة الصوت
تدرك نوال الزغبي مساحة صوتها، لذلك لا تتعمد الصراخ، وفرض العضلات، مقاماتها محدودة ولا يصلح للغناء العالي، وقد يتوه وينشز إذا حاولت الاجتهاد على المسرح وخارج مقدرتها الصوتية، وهي واعية لهذا الحال، وتعرف حدود صوتها، وتسبح بذكاء ضمن ما هو متاح، واللافت أن نوال إن غنت همساً توصل إحساس الأغنية بعيداً عن تعمد الغناء على الطبقات العالية وغير المبررة، وأيضاً لو تحاول الإكثار من غناء التراجيدي لقطفت نجاحا أكبر، ولكن لغة الغناء السريع الراقص هو السائد، ومطلب رواد المسارح الصيفية
مرت نوال بتجربة عائلية حادة وخطيرة وصعبة كادت تقضي على مسيرتها وحضورها، وبذكاء منها، وبعفوية وصدق المشاعر استطاعت أن تجعل الناس يستقبلونها بحرارة ومحبة، تعاطوا معها، وساندوها، ووقفوا إلى جانبها، ويا ليتها تستغل هذه العاطفة وتجرب التمثيل الدرامي أو المسرحي لربما استمرت أكثر في مجال الفن الغنائي، فالأيام تمر بسرعة والهمة تصبح تعبة، والجمهور قد يبتعد عن الغناء الراقص مع الوقت، ويطلبه من وجوه شابة مختلفة وصغيرة وجديدة
نوال الزغبي من الأصوات الصغيرة والناعمة صنعت شهرة واسعة حافظت عليها بذكاء، المطلوب منها اليوم التركيز على الغناء الوجداني مع تمرير أغنية شعبية، فالغناء الوجداني هو الذي سيبقيها في المرحلة المقبلة، إضافة إلى توسيع دائرة الفن من الغناء إلى التمثيل والمسرح
كارول سماحة : صوتها
( alto )
صوتها التو العادي، تجد بين 11 و12 مقاماً سليماً، وهي لا تنشز على المسرح أبدا حتى إذا كان صوتها منهكاً ومتعباً
تعرف كارول كيفية استخدام صوتها مباشرة، وهذا ذكاء منها، وتدرك أهميته فدربته، صحيح هو من الأصوات الشرقية لكنه درب غربياً أكثر، وإحساسها بجنونها لكونها خلقت للمسرح وهي تمتلك مفاتيح هذا السر، وهذه الناحية فيها فتغامر بصوتها مهما كانت الظروف
هي كتلة متصالحة مع صوتها وحركتها ولكن
لماذا ولكن؟ لأن صوتها شرقي جيد لا بل ممتاز، ولكنه عرضة لبورصة الأغنية وجودتها وتواضعها وهي تتحمل هذا الواقع المؤسف، تنجح بأغنية تحاول أن تنشرها بلقاءات وبطلات كثيرة، وتبتعد عن الناس عندما تكون أغنيتها عادية كما لو كانت تعاقب نفسها، علماً هذا الابتعاد يشعرنا باعتزالها، وبأن اختياراتها ليست في مكانها، ويا ليتها تجد مجموعة تثق بهم ليتم مناقشة ما يناسبها، وما يليق بها، هي دائماً تحتاج إلى من تستشيرهم حتى تعرف أصول النجاح المستمر وليس النجاح السارق والهارب بسرعة البرق
حظ كارول من السماء عندما اختارها الراحل منصور الرحباني لتعمل في فريقه إلى جانب أسامة، وهذا الأخير يدرس أسرار أي صوت يتعامل معه، ويعطيه ما يناسبه، ويغامر معه، ورغم حدته في الطلات الفضائية لكنه حساس في التعامل وفهم أي صوت، وقد تقبل الجمهور العربي كارول بمسؤولية ومحبة كبيرة من خلال “خيي بالإنسانية” ومن دون مبالغة هذه الأغنية أذيعت وبثت في كل الوطن العربي، وحصدت الصدى الأهم، بعدها تركت التجربة الرحبانية، ولجأت إلى مدير أعمال محترف، وهو ملحن ومغني نقولا سعادة نخلة فعرف كيف يختار لها أغانيها، وحلقت كارول بإدارة سعادة، وقدمت أكثر من عمل غنائي لافت مصحوباً مع فيديو كليب أكثر من ناجح، ثم كالعادة شمت الوردة ورمتها، وهنا غلطتها الكبرى التي أودت بها إلى اخذ الحان ومعزوفات عبد الوهاب الخالدة لتضيف عليها كلمات ليست بالمستوى، فتاهت معها رغم كذبة بعض من صفق لها وكان قريباً، وانتقدها حينما ابتعد عنها، تلك التجربة، ورغم ادعاء كارول أنها مهمة هي أقل من عادية تناساها الجمهور فوراً
كارول ألان في امتحان صعب جداً يتطلب قلب الطاولة على ماضيها أو الانزواء والاعتزال دون ارادتها، وإما الجودة وإما النسيان الذي ينتظرها خلف أي باب ونافذة وعمل قريب تقوم به، ويبدو أنها بحاجة إلى خط جديد، ونفضه إعلامية، ومجموعة أغنيات ناجحة، وجلسات عمل مكثفة، ومدير أعمال منقذ، وفريق يؤمن بها ألاّن أكثر
كارول سماحة تمتلك صوتاً جاذباً غنياً سلساً يشبه صاحبته في جنون تدفقه ووهجه الدائم إذا تصالحت معه، ولكن الزمن ليس لصالحها، والمطلوب الانغماس بالغناء الشرقي، التقرب من الناس في تقديم ما يستسهله وذا قيمة، العودة إلى المسرح، وليس عباطه إذا غامرت في السينما لأن فن الغناء الحالي لم يعد مجدياً لها ولزميلاتها بعد سن ال40