أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية للتوعية ضد سرطان الثدي للعام 2016 تحت شعار “ذكرها مرة بالسنة وكل سنة بالصورة الشعاعية للثدي”، بالتعاون مع شركة “هوفمن لاروش” في لبنان، خلال احتفال أقيم في مبنى وزارة الصحة – بئر حسن، برعاية عقيلة رئيس مجلس الوزراء لمى سلام
استهل الحفل بكلمة الاعلامي مالك الشريف معرفا، ثم قدمت الدكتورة رندة عطية شرحا تقنيا مفصلا عن المعايير الواجب اتباعها في المستشفيات الحكومية لتحسين عملية التصوير الشعاعي خلال الحملة
وتحدث رئيس “الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي” البروفسور ناجي الصغير عن دور جمعيات دعم المرضى في التوعية وتطرق الدكتور فيصل القاق من “الجمعية اللبنانية لاطباء النساء والتوليد”، الى دور مقدمي الرعاية الطبية وتعزيز صحة النساء بدوره، عرض رئيس “الجمعية اللبنانية للاورام وأمراض الدم” الدكتور جوزف مقدسي عن اهمية التوعية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي
وأشارت مديرة شركة “هوفمن لاروش” في لبنان ألفت برو الى دور القطاع الخاص في حملات التوعية ضد هذا المرض، وقالت: “نحن نشارك بمشروع التقييم الصحي التقني لتقديم خبراتنا وإفادة المرضى
سلام
أود أولا أن أحيي الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الصحة لتطوير السياسة الصحية الوطنية، والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية، وتكثيف التوعية في أكثر من مجال، وخصوصا في ما يتعلق بسرطان الثدي. ولا شك في أن اندفاع الوزير الصديق وائل أبو فاعور وفريق عمله، أعطى هذه الجهود زخما كانت بأمس الحاجة إليه، وأضفى عليها مزيدا من الجدية والفاعلية. وأود كذلك أن أنوه بجهود هيئات المجتمع المدني، التي تؤدي دورا فاعلا في حملات التوعية، وتشكل ركنا أساسيا وشريكا نشطا في أية حملة وطنية. إن التعاون مع هذه الهيئات هو من مستلزمات نجاح اي مشروع في هذا المجال، وباستطاعتنا حتما أن نقول إنه تعاون صحي إن عنصر التوعية أساسي ومحوري في مكافحة سرطان الثدي، فالحملات المتتابعة نجحت إلى حد كبير في تنبيه النساء اللبنانيات، وأزواجهن، وعائلاتهن، إلى أهمية الصورة الشعاعية السنوية التي تتيح الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وبالتالي تمكن من وأده وهو بعد في مراحله الأولى وأكدت ضرورة أن “تدرك المرأة أن المواظبة على إجراء الفحص الشخصي المنزلي، والتزام إجراء الصورة الشعاعية سنويا بعد سن الأربعين، ليس ترفا أو خيارا، بل هو واجب وضرورة. وعلى المرأة اللبنانية ألا تهمل صحتها، لأن نتائج مرضها لا تصيبها وحدها، بل تزعزع عائلتها برمتها. ولذلك، على عائلتها أن تذكرها بهذا الواجب، إذا نسيته أو تناسته أو سهت عنه أو أهملته عمدا وقالت: “هدف الحملة الوطنية السنوية هو إنتاج مئات الآلاف من الحملات. نعم، في كل بيت لبناني يجب أن تحصل حملة توعية سنوية. في كل بيت لبناني، يجب أن يكون هناك من يذكر المرأة بالصورة، ويحضها على إجرائها. إن الكشف المبكر بواسطة الصورة الشعاعية يقود إلى صورة أكثر إشعاعا للوضع الصحي
أما وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور فشكر صاحبة الرعاية السيدة لمى سلام لرعايتها اطلاق هذه الحملة ورعايتها الدائمة ومتابعتها لكل الامور التي تتعلق بصحة المواطن وتحدث عن أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع وفي بيتها، آملا ان “يأتي يوم يفي فيه الرجل المرأة حقها، أما او زوجة او أختا، لان هناك طيفا كبيرا من النسوة اللواتي يهملن أنفسهم فقط من اجل العيش أقدر الكثير من السيدات خصوصا الامهات في اقصى اقاصي المعمورة اللبنانية اللواتي لا يلتفتن الى اوضاعهن الصحية بل ينذرن انفسهم فقط لخدمة افراد العائلة والرجل أبنا او زوجا. وأعتبر ان من الواجب علينا في هذا اليوم، مناشدة اذا كان هناك من مصداقية لدي او من ثقة لشخصي، او اذا كان هناك ثقة او مصداقية لدى الدولة اللبنانية، الى كل امرأة في أقصى أقاصي المناطق اللبنانية كي تعتبر نفسها معنية بهذه الحملة أقول هذا الكلام لانه وفق الارقام الموجودة في وزارة الصحة، هناك ما يشجع على الفخر بما تقوم به الوزارة مع المستشفيات في هذه الحملة. وهناك ايضا ما يدعو الى القلق والى المزيد من العمل. كل الاحصاءات لدينا تشير الى أن امرأة من ثماني نساء معرضة للاصابة بسرطان الثدي الذي يشكل 41% من مجموع السرطانات بشكل عام في العام 2008 كان معدل الاصابة بالسرطان في لبنان 86 حالة لكل مئة الف مواطن، وعند النساء لكل مئة الف سيدة، ونحن نسجل حوالي 8000 حالة سرطان جديدة كل سنة. وتثبت الاحصاءات الجديدة تثبت ان هذا العدد ارتفع كثيرا، وهي تتحدث عن 200 اصابة بين كل مئة الف مواطن. ان هذا الارتفاع بالاعداد هو نتيجة نجاح حملات الكشف المبكر عن السرطان وتعزيز الجهود في هذا المجال. وقد لاحظنا زيادة في نسبة النساء اللواتي يجرين الصورة الشعاعية فبلغت 44,5% من اجمالي النساء. وهذا الرقم قياسا على السابق يعتبر مشجعا، لكن قياسا على ما يجب ان يكون فهو مخيب للامال، مما يعني ان الحملات على مدى 15 عاما أدت جزءا من مسؤولياتها وليس كاملة لان الامر يتخطى ما يقوم به وزير الصحة مع المستشفيات او الجمعيات او الاعلان عن حملات الكشف المبكر، فالمسالة تتعلق بثقافة اجتماعية تتولاها المرأة ويكون للرجل دور اساسي فيها
ودعا وزير الصحة “الرجل الى ان يذكر زوجته او اخته بضرورة اجراء الصورة الشعاعية للثدي لان النتائج التي حصلت عليها السيدات اللواتي كشفن إصابتهن كانت مشجعة بشكل كبير، فتكون نسبة الشفاء 90% في حال اكتشاف المرض مبكرا وأوضح ان “40% من الاصابات في لبنان تطال النساء دون سن الخمسين”، لافتا الى أن “90% من الحالات يتم علاجها وبذلك لم يعد هذا السرطان قاتلا”، محملا “الرجل والمرأة المسؤولية الكشف الدوري للمرأة لفحص الثدي وأمل ان “تنجح هذه الحملة لتطاول المناطق التي لم تصل اليها شمس الحملة السابقة
وقال: “لا أنظر الى الامر من باب التكلفة المادية فهذا آخر ما يعنيني ويشغل بالي، فما يشغل بالي فعليا هو الكلفة الانسانية من آلام وقلق واضطراب ومشاكل يمكن ان تصيب المرأة والعائلة وأعلن ابو فاعور “إطلاق مبادرتين جديدتين لوزارة الصحة العامة هما: أولا، إطلاق المعايير الواجب اتباعها في المستشفيات الحكومية لتحسين عملية التصوير الشعاعي للثدي خلال الحملة كمرحلة اولي لتطبق لاحقا في جميع المستشفيات. وثانيا، ستقوم وزارة الصحة العامة منذ الاول من تشرين الاول 2016 بتغطية نفقات عمليات ترميم الثدي بعد استئصاله عند المريضات المستفيدات من تقديمات الوزارة، وسيعمم القرار على جميعة المستشفيات والاطباء المراقبين لاجراء اللازم”، مؤكدا أن “هذا الامر من مسؤولية الدولة وهو يشكل مسؤولية اجتماعية ونفسية تجاه المرأة بغض النظر عن كلفته المادية