منح رئيس “المعهد الثقافي الفرنسي” في لبنان دوني لوش، باسم رئيس الجمهورية الفرنسية، رئيسة هيئة التشريع والإستشارات في وزارة العدل القاضية ماري دنيز المعوشي طربيه، وسام الإستحقاق الوطني الفرنسي رتبة فارس خلال حفل أقيم في السفارة الفرنسية في المتحف
استهل الحفل بكلمة للوش أسهب فيها بالحديث عن القاضية طربيه وتفانيها من اجل تحقيق العدالة من خلال مسؤولياتها في وزارة العدل واستحقاقها لهذا التكريم. وأشار الى ان مهام القاضية طربيه على “درجة عالية من الأهمية والدقة بحيث ان مهامها في وزارة العدل وهيئة التشريع والإستشارات كانت موضع ثقة وعنصرا أساسيا لنجاح الدولة في لبنان
وأضاف: “ان القاضية ماري دنيز طربيه استطاعت من خلال توليها مهامها في وزارة العدل ان تجمع بين الحكمة وفن القضاء والتزامها كلبنانية محبة للدولة الفرنسية وبين شجاعتها كإمرأة وهي تصر على انها لم تفعل سوى واجبها
وأكد ان “تصميمها كان دائما في سبيل خدمة الإنسانية من خلال العدالة، وهذا ما دفعها دائما الى إزاحة المصلحة الخاصة من أجل المصلحة العامة، وهي لطالما أرادت ولا تزال جعل القوانين هي التي تحكم وليس الأشخاص
ولفت الى ان “عملها لطالما عمل على تحريك وتطوير التعاون بين الدولة الفرنسية ولبنان في مجال التشريع”، مشيرا الى ان “التزامها بعملها ومسؤولياتها سمح بالتعاون بين لبنان وفرنسا ليتشاركا معا الدعوة لنشر رسالة عالمية من أجل عدالة الإنسان واحترام حقوقه
واعتبر ان “مسؤوليتها كإمرأة وكأم والتزامها بالعمل في تطوير الحقوق من اجل كافة الأفراد نساء ورجالا، هو التزام من أجل تقدم الدولة اللبنانية حفاظا على الجيل الجديد. ولذلك فهي تستحق عن جدارة هذا الوسام، فهي إمرأة ذات مبادىء تعتمد على الشجاعة والمنطق في اتخاذ القرارات
وكانت كلمة للقاضية المعوشي طربيه، استهلتها بتوجيه “التعازي العميقة والحزينة الى أرواح الضحايا الذين سقطوا في مدينة نيس الفرنسية بسبب البربرية والهمجية التي تغزو دولا ذات حضارة عظيمة
وبعد توجيهها الشكر والإمتنان الى عائلتها وزملائها في العمل الذين أضافوا خبرة ومهنية الى مهامها، وكذلك الى المؤسسات في الدولة اللبنانية ولا سيما المجلس الأعلى للقضاء التي كانت تسميها لتولي السؤوليات، أكدت انها طوال خمسة وثلاثين عاما في مهنتها لم تكن يوما ضحية لأي تمييز كونها إمرأة
كما شكرت الدولة الفرنسية التي تربطها بلبنان علاقة تاريخية، مشيرة الى انها تنتمي الى الثقافة العربية – الفرنسية كإنتمائها الى الثقافة اللبنانية – العربية، مثنية على التعاون المستمر بين لبنان وفرنسا في مجال التشريع وعقد الإتفاقات القضائية لما فيه مصلحة البلدين والتي بدأت منذ عام 2012
وأضافت: “ان لبنان يبدو في وضع سياسي واجتماعي وقضائي غير مستقر، وعلى الرغم من انه مهدد، ولكن هذا البلد الذي يعود تاريخه الى ملايين السنين لم يوجد فقط بإرادته الخاصة ولكنه وجد من خلال الإرادة الإنسانية جمعاء
وقالت: “ان لبنان أكثر من دولة، بل هو أرض متعددة الابعاد تنتمي الى الإنسانية ويصر على نثر رائحة الياسمين والمحبة في عالم تجتاحه روائح الكره والحقد”، مشيرة الى وجود الكثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين وبشكل خاص من الفرنسيين الذين يعملون على إعادة إحياء الناحية الثقافية والمؤسساتية والإجتماعية لهذا البلد
وإذ أشارت الى ان الدولة الفرنسية بجميع مكوناتها “تحب عبير لبنان وتعمل على حمايته منذ زمن بعيد”، استشهدت ب”قول أحد العظماء بأنه من الضروري والواجب نزع السلاح من الأرواح والعقول قبل نزعها من العسكريين
وكانت كلمة لابنة المحتفى بها ليا طربيه أشادت من خلالها بالتزام القاضي ماري دنيز المعوشي طربيه بعملها واتخاذها للمبادرات المناسبة لتفعيل العمل
وشكرت باسم زملائها الدعم المهني والمستمر من قبلها لكل ما هو خير للعدالة وإظهار الحقيقة، وتخطي المصلحة الخاصة من أجل الحق العام