أقام الأمين المساعد لشؤون المصالح في حزب القوات اللبنانية غسان يارد حفل افطار، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بالنائب جورج عدوان في قاعة الإمارات في فندق هيلتون – سن الفيل
بعد النشيدين الوطني ونشيد القوات، وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح شهداء القاع ولبنان، ثم ألقى يارد كلمة وقال: “نلتقي اليوم، إلى مائدة الرحمن خلال الشهر الفضيل، شهر المسامة والمحبة. شهر المساعدة والزكاة. شهر الإلفة والتلاقي. وإن كان الصوم الكبير لدى المسيحيين مؤشرا لبداية رسالة يسوع المسيح، كذلك، الصوم لدى المسلمين، مؤشر لبداية رسالة النبي محمد عليه السلام، في ليلة القدر، وكانت أول آية: “إقرأ باسم ربك الذي خلق”. من هنا، أردنا لإفطارنا في غروب هذا اليوم، أن يكون إفطارا رمضانيا، نتشارك فيه، مسلمين ومسيحيين، معاني المحبة والإلفة والتلاقي. وليس هذا بجديد علينا. فميزة لبنان، أنه وطن رسالة أعطى دروسا ومثالا يحتذى به عن معنى التآخي والمحبة والإعتراف بالآخر والعيش المشترك
وختم: “تحالفنا ونتحالف مع كل من يؤمن بلبنان أولا وأخيرا. شعارنا دولة قوية في وطن قوي. هدفنا، ديمقراطية حقيقية، تؤمن تداول السلطة بصورة طبيعية مع احترام المواعيد الدستورية. هذا هو لبنان الذي به نحلم ومن أجله نعمل. هذه هي الدولة التي إليها نطمح ولها نخطط. وكل من يملك هذا الحلم وهذا الطموح هو حتما حليفنا. وأود أخيرا، أن أعبر عن شكري وامتناني لكل من ساهم في إنجاح هذا الإفطار، وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع، ورؤساء المصالح والرفيقة مايا الزغريني، وكل الرفاق، ضاربين موعدا ثانيا في العام المقبل وآملين للبنان كامل الإزدهار
وألقى النائب جورج عدوان كلمة قال فيها: “نلتقي الليلة في ظل الأجواء المأسوية التي تخيم على وطننا وعلى بلدتنا العزيزة القاع وقد أبى المجرمون إلا ان يعبروا عن حقيقتهم المخزية، وبربريتهم المعلومة، وتاريخهم المخجل وماضيهم المعيب وحاضرهم الأسود الذي يتغذى من دماء المواطنين الأبرياء العزل، وقد أتوا ليطعنوا لبنان في خاصرته من القاع، تلك البلدة البقاعية الآمنة التي شكلت عنوانا للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين
أضاف: “مجرمون يهاجمون الابرياء. يتقنون الغدر، لا يفرقوا بين شيخ وطفل، عجوز ومريض، رجل وامرأة، يزهقون النفس البشرية على مذبح احقادهم وظلاميتهم ، فكل الذين سقطوا شهداء لبنان، وكل اللبنانيين شركاء في العزاء شركاء مع القاع الجريحة مع القاع الصامدة المقاومة البطلة. ونحن اليوم إذ نعزي أهلنا في القاع بشهداء الوطن ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل: نؤكد انهم قد دفعوا ضريبة الدم عن كل لبنان وعن كل اللبنانيين الذين يرفضون وينبذون كل أشكال التطرف والإرهاب والغلبة والإقصاء، تحت أي ذريعة كانت، وبأي شعار تزينت، ونعتبر أن وجودنا هو صنو وجود جميع إخواننا في الوطن معا أقمناه، ومعا سنحافظ عليه وندافع عنه
وتابع: “نجتمع في هذه الأمسية المباركة من الشهر الفضيل وقد أرادت القوات اللبنانية لهذا الإفطار الرمضاني أن يكون مناسبة لنتشرف فيها بتقاسم الخبز والملح والكلمة الطيبة والتأمل مع رجال الدين وأصحاب المهن الحرة من كل المذاهب والطوائف والديانات التي يجعل عيشها الواحد ووحدتها الوطنية من وطننا الصغير واحة أمل ونموذج رجاء لمنطقة تضربها الحروب المجنونة ولعالم ينخره التطرف والإرهاب والإقصاء. نجتمع اليوم وعالمنا العربي يعيش مرحلة من أشد المراحل خطورة، يتشابك فيها التدخل الخارجي في شؤونه بحروب أهلية ونزاعات مذهبية واعتداءات إرهابية تهز استقرار عدد من مجتمعات ودول. هي مناسبة لنقدم للمحيط وللعالم صورة حضارية عن النموذج اللبناني ولنؤكد عن قناعتنا كقوات لبنانية بأن الإعتدال والعيش المشترك والحوار والتفاهم والتآخي ليسوا مجرد كلمات نرددها حسب الحاجة، بل فعل وممارسة يومية إنسانية واجتماعية وسياسية ولنؤكد اننا متعلقون أكثر من أي وقت مضى بالنموذج اللبناني. وإننا نقف مع أهل الاعتدال بوجه من يحاول اختطاف الإسلام وتقديمه على أنه دين التطرف والكراهية والإرهاب

وختم: “إن وضع الفساد المستشري والقضاء الغائب وأنظمة الرقابة التي تحتاج إلى من يراقبها، والافتقاد إلى موازنة والحكومات التي تضم المعارضة للحكومة في كنفها، لا تستوي إلا بقانون انتخاب جديد” سائلا: “ماذا ننتظر؟ أننتظر سقوط الهيكل رغم ان جميع المؤشرات تتجه نحو ذلك. لماذا علينا ان ننتظر حزيران 2017 حتى نقوم بما يمكن ان نقوم به اليوم، أننتظر حتى تنهار الدولة أكثر وينهار الاقتصاد أكثر وأكثر وتقع الكارثة الكبرى”، معلنا “نحن مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى هذه الوقفة الشجاعة لوقف انهيار الأمور. نحن مدعوون اليوم أكثر من أي وقت لنتحلى بشجاعة القرار لإيجاد الحلول لأن الزمن لا يرحم والوقت يمر، فلا ننتظر من احد أن يجد لنا حلولا لم نجدها نحن لأنفسنا