لم يوفّر فيروس كورونا دولة الا وتسلل اليها ناشراً الرعب بين مواطنيها وجاعلاً الحكومات مُربكة في التعامل معه من خلال اجراءات الوقاية التي تتخذها

كغيره من الدول، إنضم لبنان الى الاجراءات المّتبعة لمنع إنتشاره مع تسجيل 13 حالة مُصابة بالفيروس، على وقع “غضب” عارم لدى اللبنانيين تجاه “تأخّر” الدولة في معركة مواجهة الكورونا والاجراءات المتواضعة المُتّخذة والتي لا ترقى لحجم فيروس عالمي يتنقّل كالنار في الهشيم بين الدول

ومع اعلان وزارة الصحة ولجنة الصحة النيابية في اجتماعها اليوم في مجلس النواب ان الحالات المُصابة بالفيروس أتت من الخارج، وتحديداً من ايران التي تُشكّل ثاني اكبر دولة بعد الصين ينتشر فيها الكورونا مع تسجيل عدّاد المصابين المزيد، إرتفع منسوب الخوف لدى اللبنانيين من تفشّي الفيروس بينهم، لاسيما وان المُشتبه بإصابتهم ينتمون الى مناطق مُحددة ومن بيئة واحدة بالنظر الى قدومهم من زيارات دينية كانوا قاموا بها الى ايران اخيراً ويتنقّلون بين المناطق بحرية

وعلى قاعدة يا ربّ نفسي، بدأت مناطق عدة اتّخاذ سلسلة اجراءات لحماية نفسها من خطر تسلسل الفيروس بين ابنائها وظهر ذلك من خلال رفضها إستقبال المُصابين بالكورونا او المُشتبه بهم في المستشفيات الحكومية المُشيّدة على اراضيها بحجّة انها تحمي نفسها من إنتقال الفيروس

وفي السياق، بدا لافتاً ان المناطق ذات الغالبية السنّية والدرزية رفضت تحويل مستشفيات مُشادة منها الى مراكز للحجر الصحي لتبقى بمعزل عن انتقال عدوى الفيروس

وتكشف أوساط نيابية جنوبية لـ”المركزية” “ان مستشفى شبعا الحكومي الذي شيّد في عهد الرئيس ميشال سليمان بهبة من دولة الامارات وانجزت الاعمال فيه الا انه لم يدخل الخدمة الفعلية بسبب خلافات على إدارته، لن يقبل اهالي المنطقة بتحويله الى مركز حجر للمصابين بالفيروس، وقد ابلغ ابناء البلدة ببيان رسمي وزارة الصحة انهم لن يسمحوا بتسلل الفيروس الى منطقتهم، خصوصاً ان لا ثقة لديهم بالاجراءات المتّخذة عبر المعابر الحدودية

وكما في شبعا، كذلك في صيدا، أبلغ أبناء المدينة المعنيين انهم لن يسمحوا بتحويل المستشفى “التركي” الى مكان لحجر صحي للمصابين بالفيروس، وبدت النائبة بهية الحريري واضحة في هذا المجال بتأكيدها “ان ​المستشفى التركي​ للحروق في صيدا لن يكون مكانا لأي حجر صحي لأنه لم يبن اساسا لهذا الأمر وهو غير مجهّز لذلك”، مشددةً على “ان لا احد يستطيع ان يفرض علينا شيئاً

هذا الهلع “المُبرر” لدى ابناء مناطق عدة من تسلل الكورونا اليهم، بسبب غياب الثقة بالدولة واجهزتها دفع الى التفكير عن “بدائل” لمواجهة الحالة الطارئة التي فرضها فيروس كورونا على البلد. وبرز في الاطار عودة مستشفى مشغرة الحكومي الى العمل من اجل إستقبال المُصابين بالكورنا بعد ان اُقفل منذ عشر سنوات بسبب الخلافات على إدارته بين حزب الله وحركة امل

ولاحظت أوساط مراقبة عبر “المركزية” “ان فيروس كورونا أحدث نوعاً من الفرز الصحي الطائفي من خلال رفض ابناء مناطق محددة تحويل مستشفياتهم الحكومية مراكز حجر صحي لاستقبال المُصابين ومعظمهم من لون مذهبي واحد، أتوا من ايران بعد زيارات لمراقد دينية”، واعتبرت “ان خوفهم مُبرر بسبب الاجراءات “المتواضعة” والمتأخرة التي اتّخذتها الحكومة وعدم مسارعتها الى وقف الرحلات الاتية من الدول التي تشهد إنتشاراً سريعاً للوباء، لاسيما ايران، لتفتح باباً امام اللبنانيين كي “يجتهدوا” في اجراءات الوقاية بمنع فتح المستشفيات الحكومية في مناطقهم لاستقبال الحالات المُصابة

المصدر: وكالة الأنباء المركزية