تستعد لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان إلى تقديم شكوى أمام النائب العام التمييزي في بيروت ضد مناصري حزب الله وحركة أمل الذين غزو ساحتي الاعتصام في رياض الصلح والشهداء بوسط بيروت ظهر الثلثاء واعتدوا على المتظاهرين بالعصي وحطّموا خيمهم بحجّة رفضهم قطع الطريق عند جسر الرينغ من قبل المتظاهرين
ووثّقت لجنة المحامين انطلاقا من الشهادات الأولية للمتظاهرين صور وفيديوهات تظهر تعرّضهم للضرب والتسبب بعدة إصابات وجروح وتكسير وحرق خيم من قبل عناصر حزب الله وحركة امل
وأوضحت المحامية غيدا فرنجية لـ”العربية.نت” “اننا جمعنا الكثير من الادلة ووثّقنا شهادات المتظاهرين من اجل تحديد الاجراءات القانونية الانسب في حقهم
كما أكدت “أن الهجمة على المتظاهرين لم تكن عفوية بل موجّهة ومنسقة، والأخطر أنها حصلت على ما يبدو بتنسيق وتواطؤ مع الأجهزة الأمنية التي بدت وكأنها تخلّت تماما عن دورها في حماية حريات المعتصمين والمتظاهرين، أو كأنها أوكلت للمعتدين مهمة قمعهم وإزالة مخيمهم بدليل أنها لم تتدخل لصدّ المعتدين إلا بعدما أتموا هذه المهمة
هتافاتهم فضحتهم
وأوضحت قائلة:” نحاول التعرّف على هويات المعتدين من خلال شهادات المتظاهرين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أن الهتافات التي أطلقوها في ساحتي رياض الصلح والشهداء اثناء الاعتداء على المتظاهرين تؤكّد أنهم تابعين لحزب الله وحركة أمل
يذكر أن لجنة المحامين كان أصدرت بياناً أشارت فيه الى أن المعتدين كانوا يرددون شعارات وهتافات تظهر أنهم من مناصري حركة أمل وحزب الله، علما أن أيا من هاتين الحركتين لم يصدر بيانا ينفي مسؤوليتها عمّا حصل أو يدعو مناصريه لوقف أعمال العنف
اوامر بالاعتداء عبر الهاتف
إلى ذلك، أكدت فرنجية “أن المعتدين وبحسب شهادات من كانوا أثناء الغزوة على المتظاهرين، كانوا يتلقون أوامر عبر الهاتف حيث سمع أحدهم يقول: “ما بدك نولعها سيدنا”؟ وهذا الأمر مؤشر إلى أن الهجمة كانت موجّهة ليس فقط عند انطلاقها، إنما أيضا في تفاصيل تنفيذها
“خلصوا تكسير؟ يلا ضبوهم
وذكر بيان لجنة المحامين “أن ثمة مؤشرات جدّية على تنسيق ضمني بين الأجهزة الأمنية المتواجدة في ساحات الاعتصام والمعتدين بدليل ان القوى الأمنية (مكافحة الشغب) شوهدت تسير ببطء خلف مجموعات المعتدين لدى وصولهم إلى ساحة الاعتصام ولم تحاول ردعهم. وبعدما يقارب الساعتين من بدء الاعتداء، تدخل الجيش والقوى الأمنية لإبعاد المعتدين. وسُمع احد ضباط قوى مكافحة الشغب يقول: “خلصوا تكسير؟ يلا ضبوهم
الصورة الأكثر انتشارا
ولعل أكثر صورة وثّقتها لجنة المحامين وأثارت ضجّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت لشاب عاري الصدر يعتدي بالعصا على فتاة من المتظاهرين
وقد أفادت مصادر للعربية.نت أن الشاب (أ. شمص) من منطقة الهرمل في البقاع شرق لبنان، وهو من”سرايا المقاومة” التابعة لـ”حزب الله” التي نفّذت الغزوة ضدّ المتظاهرين. وهو يسكن في منطقة صبرا قرب الضاحية الجنوبية لبيروت
وللمفارقة فإن المعتدي الذي نزل إلى ساحة المعتصمين بحجّة انه ورفاقه يريدون فتح الطريق ليعودوا إلى عملهم بشكل طبيعي، عاطل عن العمل ويتقاضى مبلغاً زهيداً جداً من سرايا المقاومة
المصدر: العربية