على درب تشكيل الحكومة الف سؤال وسؤال. هل تجرى الاستشارات الاثنين المقبل؟ هل يتمكن النواب من بلوغ قصر بعبدا بعد تلويح الشارع بقطع الطريق المؤدي اليه؟ هل يلتزم الرئيس سعد الحريري بتسمية سمير الخطيب، وماذا عن موقف كتلة المستقبل التي تجتمع الاحد لاتخاذ القرار؟ هل فقد الثنائي الشيعي الامل بإقناع الرئيس المستقيل بالعودة الى السراي بشروط اهل السلطة، فسلّم بالامر الواقع؟ ما هي مواقف سائر الكتل والنواب المستقلين ورؤساء الحكومات ووو
بمعزل عن الاجابات الممكن ان تحملها الساعات الفاصلة عن انطلاق الاستشارات في العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين، يتربع سؤال واحد على عرش الاستشارات ونتيجتها، هل يحظى سمير الخطيب بالغطاء السنيّ فينضم الى جنة نادي رؤساء الحكومات؟
كثيرة هي التكهنات في هذا الشأن، غير ان المعطيات والوقائع اكثر. فالشارع السني، وتحديدا شارع تيار المستقبل لم يتوان لحظة عن التعبير صراحة عن رفض الخطيب، فتظاهر امام منزله وقطع الطرقات واعلن التمسك بالحريري. وكتلة المستقبل النيابية التي تتضارب الاراء في داخلها خصوصا من النواب السنة ازاء تسمية الخطيب، بعدما بلغ منسوب التوتر في الاونة الاخيرة مع من يقف خلف ترشيح الخطيب حده الاقصى وانفجر سجالات عنيفة بين تياري المستقبل على لسان امينه العام احمد الحريري والوطني الحر بحرب بيانات، لم توفر عبارة من العيار الثقيل الا واستخدمت في خلالها، وبلغ سوء العلاقة حدّ الاتهام بالمباشر، وليست تغريدة النائب حكمت ديب التي اشار فيها الى ان تياره غطى فساد الرئيس الحريري سوى الدليل الى الدرك الذي بلغته
امّا موقف رؤساء الحكومات السابقين الذين يفتتحون سجل الاستشارات، فلا يؤشر بطبيعة الحال الى تسمية الخطيب. الرئيس نجيب ميقاتي اعلن انه سيسمي الرئيس الحريري، والرئيس تمام سلام موقفه غير خافٍ فهو ليس مع الخطيب. في حين ان موقف دار الفتوى ولئن لم يصدر في العلن غير ان تصريح النائب نهاد المشنوق من الدار امس عكس حقيقة الموقف بقوله “رغم كل المبررات التي أعطيت عن التكليف قبل التأليف، الا ان هذا يعتبر مخالفة للدستور، لافتا الى أن الامور تجاوزت مسألة صلاحيات رئاسة الحكومة لتصل الى الكراما
وزاد الموقف السنيّ الرسمي وضوحًا ما اعلنه رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ”المركزية” عن “ان الطريقة التي تحصل فيها عملية التكليف والتأليف تؤكد ان رئاسة الحكومة “مُختطفة” من قبل العهد وبوهج السلاح، وعون وباسيل يصرّان على نسف الدستور”، واشار الى “ان بيان رؤساء الحكومات السابقين امس يُعبّر عن حقيقة موقف الشارع الاسلامي”. واسف “لان عون وباسيل اصبحا جزءاً من المشروع الايراني في المنطقة، وهما في الوقت نفسه يطلبان الدعم العربي والدولي.”
مسألة دخول الخطيب الى السراي اذن، غير محسومة وحظوظه ليست كبيرة، كما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” ، فالرئيس الحريري لا يمكن ان يؤمن وحده الغطاء الكفيل بفتح المظلة السنية للخطيب. وفيما لو نال العدّ الدفتري نتيجة الاستشارات، وتمت تسميته، اذا اقنع الحريري كتلته النيابية بتسميته، باعتبار ان سائر الكتل ستتخذ مواقفها في ضوء التسمية المستقبلية، فكيف للرئيس المكلف ان يؤلف حكومة لا تسقط في الشارع كما سقطت “الى العمل”، خصوصا ان الاسماء المتداولة للتوزير مستفزة للثورة الشعبية؟ وكيف ستتمكن اذا تألفت رغم ارادة الثوار من مواجهة الوضع الكارثي المفترض ان يحظى بثقة الخارج المفقودة المفترض انها وحدها معبر الخلاص بضخ ما يقارب 6 مليار دولار هي كلفة الانقاذ الفوري؟