بعد إقفال الطرقات لإثني عشر يوماً على التوالي من قبل المعتصمين بهدف شل الحركة الاقتصادية وفرض شبه الإضراب العام، مما يساهم في ممارسة ضغط على السلطة وصولاً إلى تحقيق الثوار مطالبهم بتنحي المسؤولين وتشكيل حكومة من الاختصاصيين تلبي المطالب بتأمين حقوق المواطنين والمقومات الحياتية الأساسية ومكافحة الفساد للنهوض بالبلد واقتصاده، يتخوّف البعض من فقدان المواد الحيوية لا سيما الغذائية والمحروقات في ظل هذا الواقع. فهل من داعٍ للقلق؟
نقيب أصحاب الأفران كاظم ابراهيم قال لـ”المركزية” إن “الأفران تتابع أعمالها بشكل طبيعي، نسلك الطرقات قبل ساعات الفجر الأولى للوصول إلى مراكز أعمالنا ولا نتذمر، وما من نقص في الطحين في الأفران حتى الآن. لكن المشكلة تكمن في عدم فتح الاعتمادات اللازمة. فالقمح موجود في البواخر في المرفأ والتي لن تفرغ حمولتها قبل فتح الاعتمادات والتسديد لها
واضاف “دولتنا لا تعمل على تسهيل هذه الخطوة لتوزيع القمح على المطاحن والحفاظ على الرغيف، بالتالي التعذر عن توفير القمح سيضر بقطاعنا وبالمواطن”، متسائلاً ” اين الدولة ومالها؟ اين وزير الاقتصاد؟ أصبحنا على حافة الهاوية. فبقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى فقدان الرغيف من الأسواق المحلية”، واضعاً الموضوع في عهدة المسؤولين.
السوبرماركت: بدوره، أوضح نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أن “توافر البضائع يتفاوت تبعاً لموقع السوبرماركت وقدرة الموزعين على إيصالها. لذا، بشكل عام، لسنا في أزمة لكن في الوقت نفسه لا يمكن وصف الوضع على أنه جيد جداً. بعض الأصناف يمكن تأمينها ويتعذر ذلك على البعض الآخر”. واضاف أن “نقل المواد يتطلب بعض المجهود من قبل الموزعين بحيث يحتاج بعضهم إلى الإنطلاق فجراً، وهذا يتطلب وقتاً وكلفة محروقات أكبر”.
أما عن ارتفاع الأسعار بسبب الوضع الراهن، فأشار إلى أن “الأسعار تأثرت قبل الثورة بسبب الضرائب التي فرضت على الجمارك، وازدادت أسعار الأصناف التي لحقتها الضرائب تلقائياً، هذا بالإضافة إلى الزيادة من ناحية الفوائد بنسبة خمسين في المئة تقريباًُ، والآن اضيفت اليها مشكلة الدولار. نتيجة هذه التراكمات يمكن القول أن الاسعار ارتفعت بشكل عام، لكن هذه الزيادة ليست واضحة وتختلف من مكان إلى آخر تبعاً للكلفة”.
ماذا عن البنزين؟ وفي ملف حياتي آخر، لا أزمة محروقات في البلاد، والدليل توفّر المخزون في المستودعات. رئيس “مجموعة محطات براكس” جورج براكس لفت إلى أن “كمية المحروقات الموجودة في المحطات تختلف بحسب التوزيع المناطقي، لكنها متوفرة ولا مشكلة في الأمر”.
وأكد ان “المستودعات تفتح وتسلّم المحروقات باستمرار، البضاعة كافية وما من مشكلة في توفيرها. لكن، المشكلة تكمن في أن أصحاب المستودعات لا يقبضون إلا نقداً ولا يقبلون الشيكات لأن المصارف مقفلة ولا يمكن صرفها بصورة فورية. من هنا، مَن يؤمن “كاش” يستلم المحروقات”.
المصدر: وكالة الأنباء المركزية