استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات الدورة الأولى من مؤتمر مرض الأمعاء الالتهابي في الشرق الأوسط، والذي استقطب أكثر من 125 متخصصاً في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والأمراض الباطنية

وعلى مدار يومين، تولّت ’تاكيدا‘ للصناعات الدوائية، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الصناعات الدوائية الحيوية، تنظيم المؤتمر الذي ركزت فعالياته على تأثير التشخيص المتأخر في تفاقم مرض الأمعاء الالتهابي، والأدوات المناسبة للتشخيص المبكر والإحالة، والدور المهم الذي تلعبه منظمات المرضى للارتقاء بمستويات الوعي والتشخيص والعلامات العلاجية

وفي معرض تعليقه، قال الدكتور علاء شرارة، استاذ قسم أمراض الجهاز الهضمي ، المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت : “يمكن أن يصاب الإنسان بمرض الأمعاء الالتهابي بغض النظر عن عمره، لكن تشخيصه يتم عادة بين سن 15-40 عاماً[1]. وفي لبنان تزداد الحاجة لدراسات طبية بهدف فحص عوامل الخطر المحلية والأنماط الجينية للأمراض والأنماط الظاهرية ، والاتجاهات الزمنية الوبائية.  ويلعب العبء النفسي الاجتماعي لمرض التهاب الأمعاء في لبنان دوراً كبيراً. وفي دراسة حديثة شملت 15،073 شخصاً ، تم تشخيص 8 منهم بداء كرون و 16 بالتهاب القولون التقرحي، الأمر الذي يعكس نسبة إنتشار 53.1% لكل 100،000 شخص مصاب بداء كرون و106.2% لكل 100،000 شخص مصاب بالتهاب القولون التقرحي.” [2]

وأضاف الدكتور شرارة: “يعاني كلٌ من المتعايشين مع مرض الأمعاء الالتهابي، ومنكريه والمستسلمين له، من التأثيرات النفسية السلبية ومضيعة الوقت والطاقة في علاج الأعراض بدلاً من التفكير في معالجة المرض على المدى الطويل. وينتهي المطاف بزيادة تأثيرات المرض على الخيارات الشخصية والمهنية. وتشير رؤيتنا إلى إحساس المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي بالتقييد جراء الأعراض وتأثير المرض على حياتهم. كما يعاني البعض من الإحباط جراء دوامة التشخيص دون التوصل لإجماع حول كيفية علاج وضعهم الصحي. وهنا تبرز حاجة تعليمية مباشرة لدفع عجلة الرعاية متعددة التخصصات عبر التشخيص المبكر وعلاج الحالات المرضية المتقدمة

وعلى الصعيد الدولي، يتراوح معدل الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي 0.5 – 24.5 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً بالنسبة لالتهاب القولون التقرّحي، و0.1 – 16 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً بالنسبة لداء كرون. وبشكل عام، يبلغ معدل انتشار مرض الأمعاء الالتهابي 396 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً. ويبلغ المعدل السنوي للإصابة بداء كرون في الشرق الأوسط 5 لكل 100 ألف شخص؛ بينما يصل معدل حالات التهاب القولون التقرّحي إلى 6.3 لكل 100 ألف شخص[3]

مرض الأمعاء الالتهابي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الصحية التي تؤثر على الجهاز الهضمي. وتتضمن أنواع مرض الأمعاء الالتهابي كلاً من التهاب القولون التقرّحي، والذي يسبب التهاباً مزمناً وتقرحات في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة والمستقيم، فضلاً عن داء كرون، وهو عبارة عن التهاب بطانة الجهاز الهضمي، ينتشر في أغلب الأحيان عميقاً في الأنسجة المصابة[4]. وعادةً ما يترافق التهاب القولون التقرّحي وداء كرون بالإسهال الدموي الشديد وآلام في البطن، والتعب وفقدان الوزن

[1] هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية | مرض الأمعاء الالتهابي